اللاذقية
تحارُ ليلايَ بينَ التِّينِ والعنَبِ
كما يَحــــــــــــــــــــــارُ بلثْــــمِ الوَجْــــــــــــنتينِ صَــــــــبـــــــــي
فتنثني شغفًا ، أو ترتقي لهَفًا
تصـــــــــــــــــــــوغُ لي طُرَفًـــــــــــــــــــا في زيّـــــــــــــــــها العَربي
إيهٍ أنيسةَ نجوى الروح : شرّفني
نميرُ قَـــــــــــدّكِ مَشــــــــــــــبوبًــــــــــــــا بــــــــــــــــــــــلا طـــلَبِ
أو نبعُ ذكرى يُماهي مُهجتي فإذا
عيونُ شوقي تُماهــــــــــــــــــــــــــــي طارفَ الرُّتبِ
تستذكر الليلَ ، تروي بعضَ قِصَّتهِ
للظاعنيــــــــــــــــــــــــن ، وفيها راتـــــــــــــــــــــــــــعٌ عتبــــــــــــــي
إيهٍ أنيسةَ حاراتي وخاطرتي
عودي فقد عادني معناكِ ، وارتقبي
ركائب الصُّبْح إن آبت مُحمّلةً
بالتَّهنئــــــــــــــــــــــاتِ ، ووصْــــــــلٍ تائــــــــقٍ لأبـــــــــــــــــــــــي
غاباتُ عُمْركِ ملءَ العُمْرِ شاخصةٌ
مع البســـــــــــــــــــاتين إذ تاقت إلى الطَّربِ
وفي " الصُّلَيبةِ " يستلقي الربيع معانقًا -
جمــــــــــــــــــــــــالاً تنـــــــــامى زاهِــــــــــــــــيَ القِرَبِ
يا حائط الغيدِ لوما عدتَ تذكرني
تبقى لياليك قصْـــــــــــــــد العاشــــــــــــــــــــقِ الأربِ
بذلك العهد " سلمى " رقَّ ناظرها
فراق للزُّهـــــــــــــــــــــــر بَـــــــــــــــــــوْحٌ بــــــــــــــــــــــــــــــــاذخ الأدبِ
جلا نسيبًا به أنسامُنا احتفلت
وما ســـــــــــــــــــــوى طرْفــــــــــــــــها للبــــــــــــدر من نسبِ
وفي " العُوَيْنَةِ ، دورين " الهوى سَفَري
أو في " المُرَيْج " تجلّتْ أجملُ الهُدُبِ
بها التغزّل خلاّبٌ تداعبُهُ
أفنانُ زيتونـــــــــــــــــــــــــــــــــــــةٍ تعنوإلى الصُّــــــــــــــــحُبِ
رَيْحانةَ الشَّرقِ لا ذقتُ الهنا أبدًا
إن مال قلبي ، وجاش الصَّــــــــــــــــــدر بالتَّعبِ
تلك الغرابيب خضراءٌ تشاطرنا
زهوَ الزمــــــــــــــــــــــــــــــان ، وما أهـــــــــــداه من كُرَبِ !
قلاعُ مغناك بالنُّعمى تذكّرنا ،
كمــــــــــــــــا ترقْــــــــــرق شــــــــــــــــــــــــــلاّلٌ مَــــــــــدى الحِقَبِ
لمّا التقتْ أبيضَ الأمواه فانبسطت
سواحلٌ همسُــــــــــــــــــها يدنو بــــــــــــــــــــــــــــــــــلا صَخَبِ
يا " ضيعة " حولها الذكرى وذاكرة
بالدمع ضائعــــــــــــــــــــة تهــــــــــــــــــوي إلى العُشُـــــــــــــبِ
تشتمّه كي ترى الدنيا تنادمها
أو علّها تلتقـــــــــــــــــــــــــــــــي الوادي مع السُّــــــــحُبِ
تسائل الشوح عن مرقى " قُنيْصَ " بل
عن رَوْحِ أرْزِ الرَّوابي والنَّـــــــــــدى العذبِ
فاللاذقيّةُ يا مَن رُمتَ قافيتي
عروســــــــــــــــــــــــــــةٌ تفتنُ السّــــــــــــــــــــاري بـــــــلا سببِ
مِدادُ عيني " بعين التمْرةِ " انسجما
" والشيخُ ضاهر " جـــــــــاهٌ ظاهرُ الحَسَبِ
من يوم أن صافح الشطآنَ بيرقُها
والنهرُ من ثغرها يصطاف وا عجبــــــــــــــــــي
فاقرأ عليها سلامَ الرُّوحِ يتبعه
شوق الفؤاد ، وحِسٌّ من حمى النُّجُبِ