اقرأ القصة اجدني في دوي انفجارات ودماء هنا وهناك
ومناظر تقشعر لها الأبدان كأني في المكان اهرب من مشهد واختبئ خلف جدار
اجدني قرب أنة مصاب..أركض اسقط بسبب انزلاقي بالدماء الطاهرة
وهكذا حتى ألجأ للقصيدة والتي من خلالها دخلت صدر الشاعر د. اسعد النجار
حيث الشهيق والزفير لا يختلفان عن دوي الانفجارات حيث النبضات تمثل الفاجعة
وتعكس أثرها على جو القصيدة.. فتذرف دموع الحروف بنقمة
لا يمكن ان نقول عن القصيدة صادقة المشاعر
فالمشاعر هي المداد للحروف والصدق هو هالة المعاني الملتهبة
أستعرض هنا القصيدة للتأمل ببعض ابياتها
شهداء شارع الفداء
شعر : د. أسعد النجار
أرى الفيحاء قد لبست سوادا= أقامت في مساجدها الحدادا
أرى في كل ثانية خطوبا =تشيب الرأس تقتلع الفؤادا
أرى قمر الأحبة صار مسخا =على يد زمرة عاثت فسادا
أرى شمس العراق تمر خجلى =ترينا كل زاهية سوادا
أسير فلم أجد غير اكتئاب =وحزن في الوجوه غزا البلادا
ةبقربي طفلة تبكي أباها=هوى وسط الرماد غدا رمادا
وطفل قطعته النار اربا=كطير يبتغي العليا مهادا
مضى السبت المريع يئن حزنا=ويمسك باب لوعته اعتمادا
رأى سيارة دوت بخبث =تقطع في الفضا نتفا طرادا
رأى الأشرار قد زرعوا سموما =يبثون الكراهة لا الودادا
ورايات الأسى في كل درب= ترى في الأفق غدرا قد يعادا
وناقوس الكنائس راح يعلو=وصوت مؤذن للثأر نادى
وقفنا مطرقين الى جسوم =ممزقة مضت تشكو الفسادا
تحلق عاليا للخلد جذلى=وتعلم أنه صعب يصادا
فمن رام الخلود عليه يسعى=الى عمل وأن يهوى الجهادا
يحطم غل أوغاد بغاة=سني حياته توري الزنادا
على درب الفداء مضت رجال=تنير طريقنا تنهي الرقادا
مضت نحو الشهادة دون خوف=زرافات نراها أو فرادى
رجال يمتطون رياح عز=كما تعلو بواسلهم جيادا
بلاد الخير عزك مبتغانا=شباب اليوم صرت لهم عمادا
بلاد المجد أنت لنا منار=شعارك كم نرى فيه السدادا
أمني النفس صبرا في تقاها=وقد أمست تعارضني عنادا
بلادي درة الأمصار أنت=كأنك زهرة سبت العبادا
أرادوك خرابا أو دمارا=ثمودا قد أرادوك وعادا
سيملأ اسمك صفحات عز=ويبقى في القلوب علا وزادا
يراع الحب تحمله يدانا= وللأعداء نمتشق الزنادا
في الخمسة ابيات الأولى ارى الشاعر يصور انطباعه وكيف صار يرى المشاهد حوله
بكل قتامتها ومأساتها وكيف الحداد يلف حتى المآذن
وفي الأربعة ابيات التي تليها وصف تقريري للحدث بصبغة حزن للابيات
في الأبيات التالية عاد الشاعر ليصور انطباعه من :
مضى السبت المريع يئن حزنا ويمسـك بـاب لوعـتـه اعتـمـادا
حتى
تحـلـق عـالـيـا للـخـلـد جـذلــى وتـعـلـم أنـــه صــعــب يــصــادا
فهو بهذه يصور رؤيته من الصدمة التي عاشها وكيف جعلت الشاعر
بشاعريته تتحول المشاهد الحقيقية لرؤية خاصة به وهو بذلك يرسم لنا بأدواته الفنية ما وراء المأساة
--------------------
وقفنـا مطرقـيـن الــى جـسـوم ممزقة مضـت تشكـو الفسـادا
بهذا البيت ترى بان كلمة الفساد ليست معبرة عن الحالة..فان شكت الجسوم فانها
سوف تشكو الإجرام وإراقة الدماء وليس الفساد لأن الحدث اكثر ماساوية من الفساد
وهم ربما أدفال وشيوخ لم يدركوا معنى الفساد فل كانت كلمة اخرى تعبر عن الفاجعة لكانت اقوى
_______________________
اما الابيات التالية فلم تخلوا من الحكم والمعاني النبيلة والتي يؤمن بها الشاعر وقد اكدتها له الفاجعة
لينسجها بشكل منمق مرصع بالصور الشاعرية الجميلة برغم الحدث الماساوي
فمن رام الخلـود عليـه يسعـى الـى عمـل وأن يهـوى الجـهـادا
يـحـطــم غــــل أوغــــاد بــغـــاة سـنـي حيـاتـه تـــوري الـزنــادا
على درب الفـداء مضـت رجـال تنـيـر طريـقـنـا تـنـهـي الـرقــادا
مضت نحو الشهادة دون خوف زرافـــــات نــراهـــا أو فـــــرادى
رجـــال يـمـتـطـون ريــــاح عــــزكـمـا تـعـلـو بواسـلـهـم جـيــادا
بـــلاد الـخـيــر عــــزك مبـتـغـانـا شباب اليوم صـرت لهـم عمـادا
بــلاد الـمـجـد أنـــت لـنــا مـنــار شعارك كم نـرى فيـه السـدادا
أمني النفس صبـرا فـي تقاهـا وقـد أمسـت تعارضـنـي عـنـادا
اما بهذا البيت فلا ادري لماذا لاشاعر استخدم حرف قصير في (انت)
وكما نعلم القصيدة على بحر الوافر ,وهنا العروض للصدر لا يجب ان يكون قصيرا
بل ممدودا مثل (مبتغانا ..منار ٌ تقاها) الى آخره..... كالمستخدمة في ابيات القصيدة
وكذلك في هذا البيت:
أرادوك خــــرابــــا أو دمـــــــــارا ثــمـــودا قـــــد أرادوك وعـــــادا
أرادوك قصد الشاعر الكسرة في ارادوك ممدودة وهنا لا يصح لانها قصيرة فيكسر البيت فتصبح:
ب--ب \ ب--- \ب-- ب---\ب--ب \ ب--
مفاعلتُ مفاعلتن فعول ُ مفاعلْتن فاعلت ُ فعولُ
--------------------------
وفي هذا البيت كان كسرا :
سيـمـلأ اسـمـك صفـحـات عـــز ويبقـى فـي القلـوب عـلا وزادا
يمكن أن يكون الأخ الشاعر د. اسعد النجار قد نسي اثناء الطباعة ال التعريف لكلمة الصفحات
فيستقيم الوزن.. وحتر بهذي هناك همزة الوصل ليملأ مع اسمك فهي همزة وصل واجمل موسيقيا
من ان تكون همزة قطع
_________________
في النهاية هذه الهفوات لا تقلل من جودة وقوة القصيدة بمعناها ومبناها
مع تحياتي للاخوات الشاعرات سفانة وسيدة النبع عواطف عبد اللطيف
والأخوة اعضاء اللجنة الموقرة وتحياتي لأخي الشاعر . د اسعد النجار