نصّ تيمته الحزن والشّجن وعذابات في الحبّ حافل بالتفاصيل لخلجات الذّات الكاتبة
وهو ماحتفي بشعرية يتعالق فيه السرد بالشعر ليروي حالاته
به استعارات وتشبيهات جمة
أقف عند بعضها هنا
الشوقُ طبعٌ في الهوى..كـ الشمسِ حينَ بظلّها تتعلّقُ
كـ غزارةِ الماءِ التي بغمامها تتعشّقُ
كـ الوردةِ الحمراءِ والأرضِ التي
بأريجها تتعبّقُ
مفردات وتشبيهات خارقة تحيل على عالم غارق في الرّومانسية يتوسل أرقّ وأرهف العبارات (كشمس حين بظلّها تتعلّق ....كوردة بأريجها تتعبّق....كغزارة ماءالتي بغمامها تتعشق......)
وتستحيل الكتابة الى كتابة شعريّة تتوسّل وسائط الشّعر وأدواته في تنغيم وايقاع رائع لحرف القاف فيه سطوته وعنفوانه .
كما استعمل كاتبه حرف النّداء(يا)بما يستفزّ المتلقي للتّفاعل والتّأمّل
يا موجتي الأعتى على صدرِ الفراتِ وأعذبُ
يا ملهمَ الشطآنِ ومضاً فاخراً
يا سرَّ كُنهِ الشمسِ.. يا ألقَ النجومِ وسحرها
ثوبَ الدجى ببريقِ لحظكَ كيفَ لا يتفتّقُ
ليجيئ المنادى له في بنى جماليّة متفوّقة(موجتي على صدر الفرات...وللفرات رمزيته المكتنزة بما ينفتح على أفق إبداعيّ لا حدّ لهوهو المكان الرمز الذي يصبغ على المشبه من دلالاته الكثير)
يا ملهم الشّطآن
ياسرّ كنه الشّمس
وهي مفردات تشكل كونا شعريا وتمنح المنادى عليه فائضا إبداعيّا رائعا في نسيج النّص.
وما يشدّ الإنتباه أكثر هو هذا المعجم اللّغوي الذي يسرّب رجع صدى في نفس المتلقي يتشّح بالحزن والشّجن توافقا مع عنوان النّص
وذلك على غرار هذه المفردات القويّة (هجرَ الوصالَ وراحَ صمتي يزعَقُ
وعلى شفاهِ الصبرِ إعياءٌ ووهنٌ مطبقُ
كسيرةُ الجنحانِ صوتي منهكُ
لا يألفُ التغريدَ كيفَ يزقزقُ
وجعٌ خريفيٌ يعاقرُ مهجتي، يُعطي الكآبةَ شكلها
أنا في الغرامِ قتيلةٌ
والحلمُ مصفودٌ وكلّي متعبٌ ومشتّتٌ وملبّكٌ وممزّقُ
فالوجع في ذروته...وقد أبرزته التعابير المستعملة بإتقان شديد وفي أروع الصّور ...
عموما هذا النّص جميل بليغ وهو يتسّم بتكثيفه المعجمي المقترن بشعريّة اللّغة وجماليّة الخطاب .....
وقد جاءت قفلته مدهشة بما فيها من تمنّ
يا ليتني أحظى بوصلكَ ليلةً
حلماً.. خيالاً.. أي شيءٍ
كذبةً ألهو بها وأصدّقُ
يا ليتها تمضي الحياةُ كـلمحةٍ وتغادرُ
كي ألتقيكَ.. أ ألتقيكَ
بعيدَ روحٍ تزهقُ؟
فاستعمال ليت للتّمني توقّع اختلاجات نفس عاشقة وحركة وجدان متوهّج وتوق الى أمنية قد لا تتحقّق الاّ بمضي العمر
لأنّ الحبيب مفارق .....بالموت
أنا هنا أشتمّ رائحة الوفاء وهي سمة ماما عواطف واللّه أعلم
اسعد الله يومك وكل ايامك
استاذتي الفاضلة الكريمة
تتميزين بتحليلك الراقي جدا الذي انتظره
كما والله اشاطرك التخمين
حفظك الله
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
تقتاتُ شدوَ العابرين على السطورِ تعانقُ النظراتِ
همّاً تطرقُ
ممسوسةٌ بلظى حنيني.. كيفَ منكَ سأبردُ
يا موجتي الأعتى على صدرِ الفراتِ وأعذبُ
ابدا والله هو تكريم لك وللنجلاء ولكاتبة او كاتب النص ايا كان..
حاشانا من العقوبة للأحبة ..وحاشا الأحبة من أي عقوبة
انها فقط بهارات هندية حارة ههههههههه
تقتاتُ شدوَ العابرين على السطورِ تعانقُ النظراتِ همّاً تطرقُ ممسوسةٌ بلظى حنيني.. كيفَ منكَ سأبردُ يا موجتي الأعتى على صدرِ الفراتِ وأعذبُ ابدا والله هو تكريم لك وللنجلاء ولكاتبة او كاتب النص ايا كان.. حاشانا من العقوبة للأحبة ..وحاشا الأحبة من أي عقوبة انها فقط بهارات هندية حارة ههههههههه
عينايَ تقترفانِ وجهكَ تشتكي*دمعاً
بها يترقرقُ
ليلي بفقدكَ يرتدي سهداً*يباطشُ هدأتي يغتالني
وعلى أتونِ التوقِ صبحٌ*كاذبٌ لا يشرقُ
.....
عندما أراك ، ارى وجهك ، أبكي كثيرا وأشكوك دمعاً رقراقاً تثير بي زوبعة احزان واشواق لتحترق مشاعري نحوك
وليلي بدونك يُعذبني يصلبني على مقصلة الارق ولا يفارقني حتى يقتل بي سكوني ولا صبح يرمم ما هدمه الاشتياق بي ولا شيء يعيرني صبرا على حر توقي إليك .
.
اعان الله مشتاقاً لا يجد الى معشوقه درباً يوصله إليه .
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
الدمع .. عصارة المشاعر ،سلاف خمرها المعتق وسكرة الصدق حين يكشف الوجد عن براكينه ..
يلسع وجنة الهدأة بمَلح الشوق وفيض من حنين يعتّقان الحب وينقيانه من عوالقه ....
هو الحزن الذي يشعرنا بإنسانيتنا والعذاب اللذيذ الذي يورث السهد
(يباطش هدأتي )
صورة شعرية حركية رائعة طفت بصورة قاطعة من عمق السكينة التي تغشى الروح
في وجود الحبيب لقمة الظلم والعسف الذي يمخرها ويبعثرها في غيابه ...
وماذا بعد ذلك سوى (الإغتيال )
سوى سحب مذاق الحياة ولونها ورائحتها ذات غياب مرير
وماأروعها من صورة شاعرنا القدير ..
وعلى أتونِ التوقِ صبحٌ كاذبٌ لا يُشرقُ
هنا تفسير لما سبق ذكره وفرش السطر الشعري مع توضيع الحالة النفسية
والغوص في الاختلاجة أكثرفأكثر (أتون التوق )
وكأن كل مابنا يطبخ -يشوى في مواقد الشوق للغائب الذي أسدلت المسافة الستار بيننا
وبين نور وجهه الذي تشرق به دنيانا / فهذا الصبح بدونه كاذب لايأتي سوى بالوهم والخيالات والضوء المستعار ..
لنبقَ فريسة للألم والوجع والليل الطويل ...
الشوقُ طبعٌ في الهوى..كـ الشمسِ حينَ بظلّها تتعلّقُ
كـ غزارةِ الماءِ التي بغمامها تتعشّقُ
كـ الوردةِ الحمراءِ والأرضِ التي
بأريجها تتعبّقُ
ثم ماذا ؟؟
ثم قفزة شعرية موفقة ومدروسة .. انفراجة ما ..تربيتة ما ...
وكأن الذات الشاعرة تعزي حالها وتربت على وجعها / فلا هوى بغير شوق
ولاورد بلا أشواك ولا حب بلا معاناة
ويسترسل شاعرنا في الوصف الذي أعطى العبارة الشعرية جماليتها الخاصة
بصور خلابة غاية في الروعة
..
فيها التوأمة بين الشوق والحب ... الوجع ولذة الأمل - الصراخ والصدى المحمل بأحلام الصبا ..
الشمس -الماء- العطر ..
وأي ارتباط هذا بين الجسد وظله .. الماء ونحيب التراب
بين احتباس الأنفاس وكومة عطر تسعفها بقبلة الحياة ..
...
هنا أصمت في فسحة تأملية في هذا القصيد المشحون بالشجن العذب .. بالصور الخلابة والصوت الشجي ..
ربما عدت بقبسة ثانية من هذا الوهج الفاتن ..في بكائية للحب أقل مايقال عنها أنها لوحة
فائقة الدهشة والفتنة
*
*
أراك جيدا تسطع كالشمس من خلف السطور شاعرنا القدير
ولكنه وقت التأمل والغوص لآخر حدود التحليق
بورك يراعك