فكر يقظ متحفز ، وخيال واعٍ ، يسرح بنا في أرض الواقع والحقيقة
فيسبر غور الأمور في دعة ، وقولبة فلسفية ، تجذب القارئ جذباً
لا تُملّ نظراتك أخي الكريم ياسر ، فاسكبها في معين سطور
الوعي والثقافة ، لعل يستفيد منها من ينظرها بدوره
بوركت أخي الفاضل ياسر ، وبورك مداد شعورك
تقديري
جزيت الجنة اختنا المكرمة
يسعدني ان تلقى هذه الشذرات قبولا من عقولكم
وأن تترك اثرا ايجابيا - ولو يسيرا - في نفوسكم
وأرجو الله تعالى ان يجمعنا دائما على الايمان العميق والاتصال الوثيق والفهم الدقيق
وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
تحياتي ودعواتي لك
تشدد ...
-------
...
كعادة المتشددين ممن أعطوا لأنفسهم كامل حقوق السيادة والريادة والقوامة على هذه الأمة الحيرى...
فقههم لا يجاوز أرنبة انوفهم ...
وفهمهم لدلالات النصوص ومقاصد الشريعة فهم متقزم بائس يُسيّجه نزق الفتوة وفورة التصابي ...
يقتنون من الفتاوى ( القديمة ) فقط ما يخرج أضغناهم
ويشي باختلالات نفسية مريبة
يُقّسّمون ( أحكامهم ) الشائلة المائلة ويوزعونها على أتباعهم كالغنائم
وينزلون الفروع منها منزلة الأصول من نفوسهم ...
ويُحيلون كثيرا من المباح إلى مكروه و المكروه عندهم خطيئة والخطيئة كفر
لا توسط عندهم ... فلم يكونوا يوما أمة وسطا ؛ لا في دين ولا في دنيا ..
بل مسوخ وأشباه
يقتلون (المرتدين ) من غيرهم
ولو سألت أكبر معمميهم :
ومتى كان هذا المرتد مسلما قبل ارتداده .. ؟!
فلن يبين عن جواب ..
ولو أجاب - جدلا وهرطقة - ؛ فسوف يخرج لك من بالوعة أفكاره ما يزكم أنف العلوم ويؤرق مضجع المعارف ويشدخ رأس الفقه ويفقأ عين البصيرة
هؤلاء .. لا يحسنون إلا التشدد ...
ويعيشون في الغَلَس الذي يختلط فيه الليل والنهار ...
غير ان غَلَسهم هذا طويل طويل لا صبح بعده ...
بل ظلام مفحم ، وثرى ممحل ، ويباب مستطير
إياك ومنازلهم ؛ تسلم
وإني أعيذك أن ترعي إبلك في مَبَارك الجُرب
اللهم سلم سلم
لو قال رجل لآخر سأعطيك مليون دولار ودولار
لكان قوله فيه نوع استهزاء
لان الكثير انما يضاف إليه ما يكون له أثر معه .. فلا يعقل مثلا ان تقول طول هذا الطريق 60 كم وخمسة سنتيمترات
فتاملوا مع استحضار هذا المفهوم قول الله تعالى
وسارعوا الى جنة عرضها السموات والأرض
فلولا أن وزن الأرض النسبي يقارب مساحة السماء لما كان للعطف بينهما اهتداء..
فالارض مركز الكون وهي أكبر حجما من الشمس والقمر...
لم يكن عنترة محبا كما شاع عنه وصوره الفيلم بقدر ماكان مقاتلا يتلذذ بمنظر ضحيته وهي تشخب دما والسباع تتناوشها .. وقد تناثرت هذه الصورة في كل اشعاره حتى بات هذا المعنى هو الفكرة المركزية لكل شعره في المعلقة وغيرها.. وما عبلة الا شاشة عرض لهذه البطولات.. وإلا فكيف يقول محب لحبيبته اسالي عني.. فانا قاتل محترف. . !
فهل يعقل أن يدلي رجل إلى امراة بمحبة رقيقة قوامها القتل وتقطيع الأوصال ؟!
الأزهر الشريف ... وإن كان وعاء العلم الاكبر الذي حفظ الله به تراث الامة الفقهي والحضاري .. إلا انه فشل دعويا ووعظيا من خلال خطاب باهت متارجح واداء ضعيف خافت ونمط رتيب متوارث وإقصاء لبعض الاتجاهات التاريخية المتجذرة التي تتقاطع معه عقيدة وفهما ... وبالتالي ناب عنه في هذا الدور ( دور الوعظ والتصحيح ) اغمار اغرار همج ... يقررون باحجامهم الصغيرة احكاما عظيمة ويوالون ويعادون الناس على فهمهم المتواضع لتلك الاحكام ... إن كان ثمة فهم !
والليل اذا غسق.. فإنه مأوي الظنون والجنون والاكاذيب والحقاىق...
وهو مجتمع الفرح والألم والندم والصبوة والنشوة والدلال وملتقي الوحدة والحسرة والكمد..ومبعث الشكوى والنجوى والشوق ... وجامع الذكرى وما تستدعيه من هم وغم و اجترار... وباعث الغرام والهيام التّتُّيم..
وهو كل ذلك وأكثر...
فمن كان ليله على مراده مما يحب ويشتهي فتلك نعمة تستوجب حمدا.. واي حمد!
ومن تشتت فيه أمره وتكدر فكره ورَنَقَت مشاربه وكلّتْ مضاربه وطاشت سهامه وانْبَتَّ لجامه فليراوح فيه بين جبهته وأنفه ووقوفه وسجوده هامسا متذللا متبذّلا
لعل القريب ان يُجيب.. فيحدث بعد ذلك أمرا
العاقل من يرى في الناس - على اختلاف ألوانهم وأشكالهم - مرآة يتحسس بها نفسه ..
ويستدرك بها ما قد يفوته في مراقي الصلاح والفلاح
فربما كان غيرك أوسع نظرة منك لنفسك ..
ومن كان خارج البيت كان أقدر على الإحاطة بأركانه ممن هو داخله ..
غير أن المرء جُبِل على حب كلام الناس مدحا ، وبغضه قدحا
وقليلون هم الذين يقفون عند مقالة ناقديهم وقوف البصير المتأني
فإن كان ثمة خلل ؛ سعوا في استيفائه قبل انقضائه واستكماله حذر استفحاله
وإن لم يكن ، فلن يحجب ضوء الشمس غمام وان اتسعت في السما رقعته
والماء يرجى إذا ما اسودّت السّحب ..
وله في كظم الصدر ومضغ الألم بالصبر
ترويضا للنفس على احتمال المكاره في البأس..
ثم له في الدنيا حسنة ،
وفي الآخرة أجر عظيم
........................... ((( يُتبع .. ان شاء ربي )))...........................
الأديب المكرم ياسر سالم
طاب لي المكوث في بستان زهوركم النادرة الجميلة ..كلمات طيبة ورقيقة
فيها الحقيقة التي نحاول تجنبها في كثير من أحوالنا (إلا من رحم ربي )
فيها الداء والدواء وطيب فاخر لا يمكن تجنبه عند مروره.
أبدعتم الوصف واتقنتم الرصف فبورك هذا الجمال الساكن هذه اللوحات
المثيرة ..
بوركتم وبورك نبض قلبكم النقي
احترامي وتقديري
التوقيع
قبل هذا..ما كنت
أميـــز..
لأنك كنت تملأ هذا
الفراغ..صار للفراغ
حيــز.!!
حين يتماهى الإنسان- قهرا - مع طيف موغل في التلاشي
ومُغرب في التناول،
تتنازع روحَه السماءُ والأرض،
فيتوزع بين اثنتين:
أملٍ يتبرعم على استحياء،
وقهرٍ باسط ذراعيْه بالوصيد..
و ثالثهما لاشىء...
وعند جاهل لايفهم الخطاب، او وضيع لايرهب الجواب، او ظالم سليط، يؤزه الهوى، ولا يلوي على كلمة التقوى؛
فإن البلاغة هي السكوت
حيث لا ينفع قول ولا تنجع إقامة حجة.
وجواب ما يُكره السكوت، وربما كان صمت المرء في حال اوفق له من كلام.. وقد يجيبك اعتبارا من لم يجبك حوارا.. فتدبر...