هــذيان اللحـــظة .. (1)
حين أرى بعض نزفي ــ معلق ــ على جدار
{وهم}
أبتسم ؛ قبل أن يثور في ـ المفاصل وجع الألوان
وأشم رائحة....
{الأثم}
بعد أن أقيم الحد على جوارحي ..وقد تعثرت
بسوء الظن، واضطراب في سلوك
{الفهم} ..
ما يدفعني الى تجرع القدح
المُر؛ وأنا أحبس قلبي في زنزانة الصمت القابعة تحت هوة
{العتم}
لأصل الى ــ قعر ــ الجهل ــ أووووه.. نشوة التجاهل ..
أصاب بما لا تفسره اللغة ..
تعجز اللغة ؛ تتعطل الإشارة الكبرى، الإشارت تصير بلا معنى ؛
يصفعني فرح موشح بتراتيل الحزن والتفاؤل ..
يغتصبني ــ حزن ــ تنكر بثوب فرح كفر منذ ألف رسالة
قال الضوء أنها لا تقرأ إلا في الظل.. وعاشق يقسم أنها
لم تصل .. أصاب بأشياء؛ تمتطي النبض..تُصفّرُ في أذني
تركض فيّ..تركض في الحقل.. تركض في داخلها وهي تتمدد
تركض حتى بعد تعب أكثر..تعب أقل..تركض في
{الدم}
أرى أنني أسيل ببطئ على خشبة دافئة؛ أتكوم على حافة باردة
بأصبعها تمسح وجهي المغطى بلون الظل، تبكي والرسام يحكي لها
قصتي..سيدة تبدو تائهة في منتصف الحب..فيخطر ببالي أن
{أتعلم}
البكاء.. وأتذكر..أن دروسه الصعبة أطول من الحزن ؛ وأعلى من قامة
الوجع الشاهق ..الصّفير يبتلعه زعيق.. يصعد.. يتسلق ما نصبه ضغط القلب..
دق قاعدته في الصدر، رأسه شق الرأس .. درجة حرارة الأشياء هبطت تحت
الصفر.. باب يفضي الى أرواح منهمكة في التدوين.. غزيرة هي الكلمات
في عينيّ أخرس... لهب يتصاعد من ذاكرته، وفي قلبه لا ينطفئ حريق
وقطرة حمراء قانية على طرف السكين ,,صقيع على الطرف الآخر...
الطقس .. وصورك التي غير ملامحها صغارك.. الشاشة الماثلة أمامك..
الضالعة في قول الزور والإفتراء .. وعلبة.. ألوان ..كل ألوانها شهقت
رمادية شاحبة كلها.. رمادية تناثر لمعانها في زفير أخير.. وآخر شهيق
{ علبة ألوان}
لطفل مات قبل أن تبدأ رحلة التلوين..( سكنت الذاكرة ) ومعها فرشاة يابسة؛
انكسرت خطوتها الأولى .. وتقصف زغب الريش
( أول الطين )
لوحة لم تكتمل .. وأخرى ناقصة .. علبة سجائرك .. والسيجارة المشتعلة في يدك ..
كل الأشياء تحت الصفر إلا حرارة
{الدم } ...
وحرارتك .. حرارتك المرتفعة .. حرارتك المتعلقة بحبل وجدٍ ينصب كمائنه على هرم
الرقم التاسع ؛ يصطاد همسا يفوح من غيمات عارية .. يمد يده بخفة الى خصرها من
الخلف فيجمع حروفا يغزل منها قلائد قصائد، وكلمات مرتجفة..
دفئا يصبه على رأسي ــ ألا تحتاج الحرارة لتنخفض الى ماء بارد .؟!
تتذكر أن ( علبة التلوين) لم تصل الى الطفل الذي لون بدمه سواد الشارع.!
تتذكر كيف تدلى بالأمس بعضك من خط مائل .. وأن دمك تفرق.. وتتساءل ..
لم لا تتوقف قطعان الفراغ عن غزونا في مواسم النزف لتسلب
{الدم}
وتصلبه على جدار
{وهم}
لا يعرف من الجروح سوى بعض ملامح يراها في خطوط وجهي حين
{أبتسم}
وأنا أعيد تلاوة آيات
{الهم}
أعيد أناشيد طفولة مسلوبة الأم؛ وتراتيل
{الندم}
تتساءل : ألا يدرك أن { للدم} ملامح لا يقدر على اخفاءها لونه الواحد ..!
أتذكر ــ رؤيا ــ كانت تهبط حين أغفو على كتف الصحراء...
...
تماسك .. ولا تمنح عقلك فرصة كاملة ..بضع كلمات..خصلة شعر قديمة
من زمن فات .. مخبأة في عتمة الذكريات .. وصوت عطر تسلل همسا في الليل ؛
انتصب له القلب
الدهشة والذهول ؛ وكأنهما يعانقانك للمرة الأولى .. اثبت .. ــ كم ستحتاج الى الثبات
وأنت تصارع عقلك .. لا تمنحه كامل الفرصة .. ستضطر للتخلص من قتاعات كثيرة تحتفظ
بها ؛ كم من عمرك ثمنا لها..ثم دفعت ثمنها من عمرك!
أجمل الأوقات .. ــ (وجود العقل كاملا )ــ سيعيق وجودك الضروي .. ستكتشف أن الوجود
الضروري لا يحتاج الى شئ ضروري..أصاب بما يجعل الصور أكثر وضوحا ...
خصلة شعر .. صوت عطر .. طعمها السئ متاهتها رديئة .. ذاكرتك تنقط الشغف على وجه قلبك
وبقايا وِِرد تعلمته (بالحب) وتُمكن اللحظة من ذات تواقة.!! اللحظة الصادقة ..
تلك التي كانت أطول من العمر .. وأعلى من مقام الوجع وأسرع من اللذة الشاهقة ..
وكم مرة حاولت أن تعرف عدد المرات التي حاولت أن تعرف فيها... ان...
{تبتسم}
لبعضك وللحظة التقى فيها خشوعك العتيق بسحابة سكر تمطر داخلك ..
وتـــبـكي...
دون دروس طويلة وشاهقة .. تبكي بصمت، وندى الذكريات يبلل جبين القلب ..
بصرك يمر من ــ فراغ الكاسات ــ ما عاد بإمكانك أن تهذي ..
وجهك فقد ذاكرته الأولى .. نسي قواعد التجديد .. وخطوطه...
( كما بالأمس )
تعرجت كــ حبل غسيل .. تعرف أنك أنت الكلمات وأنت السطر وما كان ذلك إلا بعضك ..
لكن، وجهك صار ينسى حين تعود سيرة ــ التجاهل ــ كلما صادف
{الدم}
على جدار..على جدر
{الوهم}
كم ضيعت من دمي وكم ضاع مني بعضي .. ووجهك صار كذاكرة عجوز
ما عاد بإمكانه أن يمشي .. ما عاد بإمكانك أن تهذي ..
وما عادت اللحظة .تكفي ..!
ــ 12 ــ 12 ــ 2013 ـــ