محوت تأريخي القديم
ودونت ميلاد جديد.. على أوراق صفراء
فاقع لونها
عجنت كوخي الجديد من طين التفاؤل
رممته بآهات عزلتي
فرشته بوابل من الأشواق
وجلست على حافة أمل
وعيني تراقب الأفق
يا فرحتي.. لمحت بياضا
لم أدرك أن عيناي تعثرت بسراب
استعبدها ذلك اليوم حزن شديد , واستباح الدمع وجهها الجميل ,القت عليه نظرة وداع أخيرة .
تذكرت ,
أنهما أقسما ألا يفترقا أبدا , صلت ركعتين في ركن مظلم , وفي السجدة الأخيرة ,
كانت بجواره تبتسم .
ضائعة أنا بعدك
كضياع ملامحك من ذاكرتي
تائهة أنا بعدك
كبيت شعر ضاع معناه
تركتني في صراع مع نفسي
كصراع الغربة في كيان مهاجر
تجتاحني حالة من الفوضى
فتتلاطم حواسي كأمواج بحر هادر
ليل ثقيل يرزح....
والحرف قد غزاه التّعب ...
تراجع عاريا من لحظة الوجع ....
ما عاد الحرف ينفع....
هرعت الى دفتري فيبست عروق الكلام
وسقطت شهوته...
ولغة كم جالت في زخرفها لمحتها تتراجع...
ألجمت شعوري دون أن أستفهمه...
وكتمت سرّه ...
فناءت النّفس بما تحمل...
وتعقبّ الخذلان كلّ فواصله...
ورحل الحرف وكسدت مواكبه
فما شفى غلّته....
تحرّضنى مغانيك
لأغرس ظفر محراثى ... بلحم الروح و الطين
أقلّب ظهر أيامى فألقاك
و تسعى عبر سوسنتى مراثيك
يحاكمنى شذى و يقصينى
و إن أفلست أشنقه بلا دين
يخرّ الليل صاحبتى و يعفينى
فما تأتى مغرّدة أمانيك
وضعت أمامي جريدة الصباح مرحبة ...
فتناولتها (كاملة )...
وقبل أن تعود بالقهوة ، كنت قد أخذت طريقي
إلى طبيب الجهاز الهضمي ، ومنه إلى أخصائي
الأعصاب ، ثم إلى طبيب العيون ، ثم إلى المحكمة
لأرفع دعوى قضائية ضد تلك النادلة الجميلة ...
مصطفى الطاهري
التوقيع
آخر تعديل هديل الدليمي يوم 03-17-2016 في 04:59 PM.