ما أبعد الخيرَ عن فتىً كَسِل = يسرح في لهوه وفي لَعِبه
كم رفع العلم بيت ذي ضَعَة = فقصّر الناس عن مدى حَسَبه
حتى تمنّى أعلى الكواكب لو = يحُلّ بيتاً يكون في صَقَبه
وودّت الشمس في أشعّتها = لو كنّ يُحْسَبْن من قوى طُنُبه
وأن يَسُد جاهل فسؤدده = بعد قليل يُفضي إلى عَطَبه
يرى امرؤ مجد جاهل عجباً = لو صحّ عقلاً لكفّ عن عجبه
كم كذب الدهر في فعائله = وسؤدد الجاهلين من كَذِبه
العلم فَيْض تحيا القلوب به =فأمتّح بسَجْل الحياة من قُلُبه
بِي مِثلُ ما بِكِ يا قُمرِيَّةَ الوادي = ناديتُ ليلى، فقومي في الدُّجَى نادي
وأَرسِلي الشَّجوَ أَسجاعاً مُفصَّلةً = أَو رَدّدِي من وراءِ الأَيْكِ إنشادي
لا تكتُمِي الوَجْدَ؛ فالجرحانِ من شَجَنٍ = ولا الصبابةَ؛ فالدمعان من وادِ
تَذَكري: هل تلاقَيْنا على ظمإٍ؟ = وكيف بلَّ الصَّدَى ذو الغُلَّةِ الصادي؟
وأَنتِ في مجلِسِ الرَّيحان لاهيةٌ = ما سِرْتِ من سامرٍ إلا إلى نادي
تذكري قُبلةً في الشَّعرِ حائرةً = أَضَلَّها فَمَشَتْ في فَرْقِكِ الـهادي
وقُبلةً فوقَ خدٍّ ناعمٍ عَطِرٍ = أَبهى من الوردِ في ظلِّ النّدَى الغادي
تذكري منظرَ الوادي، ومجلِسَنا = على الغديرِ، كعُصفورَيْنِ في الوادي
والغُصنُ يحنو علينا رِقَّةً وجَوىً = والماءُ في قدَمَيْنا رائحٌ غادِ
تذكري نغماتٍ ههُنا وهُنا = من لحنِ شاديةٍ في الدَّوحِ أَو شادي
تذكري مَوْعداً جادَ الزمان به = هل طِرتُ شوقاً؟ وهل سابقتُ مِيعادي؟
فنلتُ ما نلتُ من سُؤلٍ، ومن أَملٍ = ورحتُ لم أَحصِ أَفراحي وأَعيادي؟
دعيني وفي نجمي من النور ومضةٌ=تمزّق عن روحي الظلام المظلّما
وفيك شباب ترتعى في رياضه=أفاعٍ تشمُّ العطر ريحاً مسمّما
دعيني فقد تمضى الحياة وينتهي=شبابي ولمّا أجنِ إلا التوهُّما
دعيني فقد أفنيتُ فيك ملاحني=وأحرقت زهري والشباب المحطّما
وفي الكاس من خمر الأماني بقيّةٌ=سيهريقها يأسي وأحيا على الظما
صالح الشرنوبي
آخر تعديل عادل الفتلاوي يوم 11-01-2009 في 08:12 AM.
مَنْ عاشَ في الدّنيا بغيرِ حبيبِ = فحياتُهُ فيها حياةُ غريبِ
ما تنظُر العينانِ أحسنَ منظراً = من طالبٍ إلْفا ومن مطلوب
ما كان في حورِ الجنان لآدم = لو لم تكنْ حوّاءُ من مرغوبِ
قد كان في الفردوسِ يشكو وحشةً = فيها، ولم يأنسْ بغير حبيبِ
بقدر الكـد تكتسـب المعالـي=و من طلب العلا سهر الليالـي
تروم العـز ثـم تنـام ليـلا=يخوض البحر من طلب اللآلي
لنقل الصخر من قلـل الجبـال=أحب إلى مـن منـن الرجـال
و قالوا للفتى في كسب عـار=فقلت العـار فـي ذل السـؤال
إذا عاش الفتى ستيـن عامـاً=فنصف العمر تمحقـه الليالـي
و ربع العمر يمضى ليس يدري=أيقضى فـي يميـن أو شمـال
و ربع العمر أمراض وشيـب=و شغـل بالتفكـر والعـيـال
فحب المرء طول العمـر قبـح=وقسمته علـى هـذا المثـال
بقائي شاء ليس هم ارتحالا = وحسن الصبر زموا لا الجمالا
تولوا بغتة فكأن بينا = تهيبني ففاجأني اغتيالا
فكان مسير عيسهم ذميلا = وسير الدمع إثرهم انهمالا
كأن العيس كانت فوق جفني = مناخاة فلما ثرن سالا
وحجبت النوى الظبيات عني = فساعدت البراقع والحجالا
لبسن الوشي لا متجملات = ولكن كي يصن به الجمالا
وضفرن الغدائر لا لحسن = ولكن خفن في الشعر الضلالا
بجسمي من برته فلو أصارت = وشاحي ثقب لؤلؤة لجالا
ولولا أنني في غير نوم = لكنت أظنني مني خيالا
بدت قمرا ومالت خوط بان = وفاحت عنبرا ورنت غزالا
كأن الحزن مشغوف بقلبي = فساعة هجرها يجد الوصالا
كذا الدنيا على من كان قبلي = صروف لم يدمن عليه حالا