الكبير والرائع
سعدون البيضاني
ذكر المفكر الفرنسي الكبير رولان بارت مفردة (نص النص) التي وجدتها تتجلى في قراءتكم التي قدمتموها وجعلتني اعيد قراءة النص بتلذذ عميق فجرته في دواخلي رؤيتكم وقراءتكم لمشردون دمت صديقا واستاذا وكبير
ربما تكون قراءتي لهذا النص مختلفة عن قراءاتي الأخرى، لأني لا أريد تناول البنية والعلاقات التكوينية التي تطرق لها أساتذي الأكارم. وبدءاً أقول: هذا نص كبير في قضية وقضية كبرى في نص. منذ انطلاقة مشتاق عبدالهادي الأولى في هذا الألـَق أو النص، وضع التشرد/ علامة الرصيف.. على جبينه والشمس خلفه ليصل دروباً حالكة لايلجها إلا من أدمن الصعلكة بعد أن خلع القبيلة التي احتضنت رياحاً مشكوكاً بصلاحيتها، وبريقاً مدنساً بفض بكارة الحقيقة. إنطلق هذا المشتاق باتجاه حلم مُتـَّهـِماالضوء بالخيبة ليأوي إلى حضن القاتل المُتـَهم باسم رصيف، شاهراً حيفه بوجه الرؤوس المؤدلجة، المحنطة في متحف التزييف الطبيعي ليقتطعها برؤى فكرية غير متفق عليها اصطلاحيا في قواميس الرتابة. إنطلق وزاده كسرة صبر، ولغة رمزية ابتكرتها المحن ليقول لسعيد عقل وبشر فارس اني لاحق بكم، وجواز مروري ( مشردون ) وصعلكة ممهورة بختم عروة ابن الورد. فالتزم حروفه الملازمة للمعاني بثياب بديلة لاعناً جبروت الشوارع المترعة بالضوء، مستاءً من الأنوار التي غضت بصرها عن المشردين الذين هم برتبة مفكر، ممتشقاً الصور الشعرية التي لاترافق إلا مترفي المخيال والمعمدين في ماء طاهر. وتحت أسلوب شاعرية العمارة، قام باشتغال هندسة عمرانية أساساتها اللغة الشعرية، وأعمدتها القص، وخارطتها وجع، تمتد مساحاته من من ساحة الميدان حتى ساحة الاندلس مأوى المثقفين. لاهدنة مع القلق إلا يوم الجمعة في شارع المتنبي ليستزيد من أبجديات الوجع ويضيف إلى هندسة الصعلكة رموزاً ابتكرها جان دمُّو وعبداللطيف الراشد، ويغترف من معين عبدالأمير الحصيري وحسين مردان وعبدالقادر رشيد الناصري أصول هذا الفن. لهذا الاديب لغة معاصرة بنكهة ستينية لايرتقيها إلا من داهمته النكبات، التي برع بالتملص منها .. بالاحتيال عليها ومراوغتها بكنايات واستعارات مذهلة. شارف على القهر لكنه يغذ السير باتجاه السعادة بين جـَرِّ نـَفـَس سيكارة رخيصة وشراب مغشوش. فأحلته إلى أحجار الدومينو حين يكون الـ ( هـَبّ بـَياض ) أقل الخسارات بين أحجار مكتظة بالأرقام.. فأبيض القلب والسريرة أثقل وزنا من الـ ( دُو شيش ) المنخور الوجه، وبالتالي فهو أخف وزناً من البياض... هذا ماقاله التشرد لي حين مارسته رغبة وانتماء لاحاجة. وكان ميدان لعبتي بـُلـَند الحيدري الذي تعالى على أوسكار وايلد كثيراً وهو محق. وأنا أقرا نص ابن عبدالهادي هذا هداه الله.. أجده بين أجمل مترجم وهو الحسين بن حسن وبين أعذب لغة قصصية وهو عبدالستار ناصر. وبين جهابذة كبار في أدب الفلسفة المجانين كمدني صالح. أيها المشتاق رفقاً بنا فنحن مازلنا نتكئ على الحجلة لنتعلم المشي بخطى كليلة، نتوسل الهيكل البنائي أن يقوم لنحتمي في قصر ستيني أنت تعيد بناءه فلك النقد حتى ترضى... ولنا الله. هل تقبل صداقتي؟
أعرف بياض قلوبكم وسماحة نفوسكم ودماثة أخلاقكم
وأعرف أنكم لم تغضبوا مني يا سادتي الكرام ..
لتقصيري بهذه المساحة النورانية الراقية
سأكون هنا للتشرف بقراءة كل حرف كتب هنا
علني أقترب من الجمال المتواجد بكثافة ورقي هنا
ولكنها ظروفي التي أخرتني قليلا فأرجوكم الصفح
لكم جميعا حبي وتقديري وشكري
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
استاذي الرائع والكبير
عمر مصلح
ها انت تلج عوالمي وكانك مرافقي في ساحة الميدان وطريقها الراقي والجامح بفرح نحو شارع المتنبي ها انت ترافقني في ايام الصعلكة التي ادمنتها وادمنت مقهى الشابندر وحسن عجمي ها انت تتناول القصة برموز اثرت النص وكان علي ان اعرفك منذ زمن بعيد انحنائي لكل حرف نقشته على جسد الهزيمة \ النص وسيكون حتما من الانتصارات التي تعود عليها قلمك الساحر ...
ربما تكون قراءتي لهذا النص مختلفة عن قراءاتي الأخرى، لأني لا أريد تناول البنية والعلاقات التكوينية التي تطرق لها أساتذي الأكارم. وبدءاً أقول: هذا نص كبير في قضية وقضية كبرى في نص. منذ انطلاقة مشتاق عبدالهادي الأولى في هذا الألـَق أو النص، وضع التشرد/ علامة الرصيف.. على جبينه والشمس خلفه ليصل دروباً حالكة لايلجها إلا من أدمن الصعلكة بعد أن خلع القبيلة التي احتضنت رياحاً مشكوكاً بصلاحيتها، وبريقاً مدنساً بفض بكارة الحقيقة. إنطلق هذا المشتاق باتجاه حلم مُتـَّهـِماالضوء بالخيبة ليأوي إلى حضن القاتل المُتـَهم باسم رصيف، شاهراً حيفه بوجه الرؤوس المؤدلجة، المحنطة في متحف التزييف الطبيعي ليقتطعها برؤى فكرية غير متفق عليها اصطلاحيا في قواميس الرتابة. إنطلق وزاده كسرة صبر، ولغة رمزية ابتكرتها المحن ليقول لسعيد عقل وبشر فارس اني لاحق بكم، وجواز مروري ( مشردون ) وصعلكة ممهورة بختم عروة ابن الورد. فالتزم حروفه الملازمة للمعاني بثياب بديلة لاعناً جبروت الشوارع المترعة بالضوء، مستاءً من الأنوار التي غضت بصرها عن المشردين الذين هم برتبة مفكر، ممتشقاً الصور الشعرية التي لاترافق إلا مترفي المخيال والمعمدين في ماء طاهر. وتحت أسلوب شاعرية العمارة، قام باشتغال هندسة عمرانية أساساتها اللغة الشعرية، وأعمدتها القص، وخارطتها وجع، تمتد مساحاته من من ساحة الميدان حتى ساحة الاندلس مأوى المثقفين. لاهدنة مع القلق إلا يوم الجمعة في شارع المتنبي ليستزيد من أبجديات الوجع ويضيف إلى هندسة الصعلكة رموزاً ابتكرها جان دمُّو وعبداللطيف الراشد، ويغترف من معين عبدالأمير الحصيري وحسين مردان وعبدالقادر رشيد الناصري أصول هذا الفن. لهذا الاديب لغة معاصرة بنكهة ستينية لايرتقيها إلا من داهمته النكبات، التي برع بالتملص منها .. بالاحتيال عليها ومراوغتها بكنايات واستعارات مذهلة. شارف على القهر لكنه يغذ السير باتجاه السعادة بين جـَرِّ نـَفـَس سيكارة رخيصة وشراب مغشوش. فأحلته إلى أحجار الدومينو حين يكون الـ ( هـَبّ بـَياض ) أقل الخسارات بين أحجار مكتظة بالأرقام.. فأبيض القلب والسريرة أثقل وزنا من الـ ( دُو شيش ) المنخور الوجه، وبالتالي فهو أخف وزناً من البياض... هذا ماقاله التشرد لي حين مارسته رغبة وانتماء لاحاجة. وكان ميدان لعبتي بـُلـَند الحيدري الذي تعالى على أوسكار وايلد كثيراً وهو محق. وأنا أقرا نص ابن عبدالهادي هذا هداه الله.. أجده بين أجمل مترجم وهو الحسين بن حسن وبين أعذب لغة قصصية وهو عبدالستار ناصر. وبين جهابذة كبار في أدب الفلسفة المجانين كمدني صالح. أيها المشتاق رفقاً بنا فنحن مازلنا نتكئ على الحجلة لنتعلم المشي بخطى كليلة، نتوسل الهيكل البنائي أن يقوم لنحتمي في قصر ستيني أنت تعيد بناءه فلك النقد حتى ترضى... ولنا الله. هل تقبل صداقتي؟
الأستاذ القدير عمر مصلح
طابت أوقاتك وكل عام وأنت بخير
ليس غريبا عليك أن تقدم لنا مثل هذه القراءة المختلفة والمتميزة
فأنت من عودتنا على كسر حاجز النمطية وخوض غمار كل ماهو جديد وها أنت تفعلها هنا بأسلوب بارع وجميل
أضاء جوانب مهمة من اشتغالات الأديب مشتاق عبد الهادي الذ يستحق منا المزيد من الاحتفاء والاهتمام والتقدير
شكرا لك أستاذنا
تقديري الكبير
استاذي الرائع والكبير
عمر مصلح
ها انت تلج عوالمي وكانك مرافقي في ساحة الميدان وطريقها الراقي والجامح بفرح نحو شارع المتنبي ها انت ترافقني في ايام الصعلكة التي ادمنتها وادمنت مقهى الشابندر وحسن عجمي ها انت تتناول القصة برموز اثرت النص وكان علي ان اعرفك منذ زمن بعيد انحنائي لكل حرف نقشته على جسد الهزيمة \ النص وسيكون حتما من الانتصارات التي تعود عليها قلمك الساحر ...
مشتاق عبد الهادي
مبدعنا الذي بدأنا الاحتفاء به في العام الماضي وما زلنا نحتفي به مع إطلالة عام جديد
هنيئا لنا وجودك بيننا وكل عام وأنت بخير
أعرف بياض قلوبكم وسماحة نفوسكم ودماثة أخلاقكم
وأعرف أنكم لم تغضبوا مني يا سادتي الكرام ..
لتقصيري بهذه المساحة النورانية الراقية
سأكون هنا للتشرف بقراءة كل حرف كتب هنا
علني أقترب من الجمال المتواجد بكثافة ورقي هنا
ولكنها ظروفي التي أخرتني قليلا فأرجوكم الصفح
لكم جميعا حبي وتقديري وشكري
من يغضب منك أيها الرائع
نحن نعرف أن الظروف صعبة هذه الأيام في سوريا الحبيبة
قلوبنا معكم أيها الغالي
كل عام وأنت بخير
الأساتذة الكرام
طابت أوقاتكم جميعا
سأتناول النص من ثلاثة محاور
الفكرة
اللغة
البناء
ابتدأ النص بثيمة خطيرة تحيل الإنسان إلى رماد بعد أن يتشظى وتتوالى التداعيات وصولا إلى نهاية قسرية هي بداية طريق التأمل الفكري، وهو الرصيف ،وهنا تأكيد على فاعلية القهر بعد أن تواشجت الحواس والمشاعر وأعلنت عصيانها على المألوف بالإفصاح عن الضياع المبكر من وجهة نظر المجتمع والسمو والرفعة من وجهة نظر الحكمة .
فأطلقها القاص صرخةً في فضاء مكبوت وهذه الصرخة هي البديل الطبيعي عند التنويريين عن المخلـِّص لذا فأنه يرى الأمل جريمة في زمن مشكوك بصلاحيته.
البناء: لم يعر القاص أهمية قصوى للزمان والمكان بقدر ما أكد على الحدَث والحدث هنا ليس حكائياً بل قضية فكرية بزي صعلكة وعمل على أن يكون نسيج القص أفقيا كي يؤكد على أن كل مايرد هو مهم
وليس هنالك ثمة مقدمة وحل وتطهير بل جعل العقد والصراع الداخلي مثابات اشتغاله وهذا بحد ذاته إنجاز في القص.
اللغة : لقد تعمد القاص شعرنة السرد القصصي بحيث يمكننا تقطعيه، وقراءته كنص شعري على طريقة قصيدة النثر وهذا ما أكدّه الأستاذ أدونيس حسن عند إبداء انطباعه عن لغة النص .
فالقاص عبد الهادي اعتمد الاختزال والتكثيف فصاغ النص بلغة الشعر
والممتع أنه لم يستخدم التزويقات اللفظية بل اتخذ من حث الحرف وتجمعه في الكلمة التي اصطفت مع بعضها لتكون جملا فبدا نص/ قصيدة
الأديب القدير مشتاق عبد الهادي
سعدت جدا بوجودك معنا في هذه الحلقة المميزة من حلقات زاويتنا
فشكرا لك
تقديري ومحبتي