عيد ميلادك ِأسراب طيــور ْ
حلـّقت ْ جذلى تغني في سرور ْ
حارت الروح بما تهديك ِ
يا أحلى شعور ْ
غمـر َالقلب بآِيات المحبـــة ِ
والحبــــــور ْ
كل ما عنــــدي لديـــــك ِ
أنت ِأغلى من هداياي َ
ومن كل الوجـــــود ْ
أنت أحلى من سوارات وأقراط ٍ
ومن أحلى الورود ْ
أنت من كعكاتي َاللـَوزية المنقاة
أحلى
من شمــــوعـــي وسـنينــــي
أنت أغلـــــى
من عقــــود اللؤلؤ الوضــــاء
من كل العطـــــــور ْ
عيـــــد ميلادك يعني بالكثيـــرْ
فهو ميــــلاد ٌ لعهــــد الحب
والشــــوق الــــــوفيــــرْ
وهو في صحــــراء عمــــري
نـُــذرُ الـــــــسَـعّـد ِ المطـــــــير ْ
فأرفلــــي في روض حبـــي
اختـزلــــــي كــــل العصــــور ْ
حيـث تحقيـــــق الأمـــانـــــي
وانشـــــراح للصــــــــــدور ْ
واستقــــريْ
في سمـــــاء الحـــب
بـــــــــدرا ًللبــــــدور ْ
بيتيَ الآهات والسرّ الدفينْ
ماالذي أعتمَ نور الأولينْ
كنت بالأمسِ سراج العابرينْ
كيف أصبحت على المعبر (سين)؟؟!!!
صودرت أوتار صوتي
وتعكزت على جرحي ونزفيْ
لم أنمْ واحتار في نبضيَ موتيْ
صحت يا الله وجه الأرض تاه
وتشظى الحب واستشرى الظلامْ
وذوتْ في الأفقِ ألطاف السماءْ
صحت يا الله ما هذا البلاءْ
نحن في الطفّ وهذي كربلاءْ ؟؟؟!!!
أم يظن الجسر إنا غرباء
إيه بغدادَ أما كنتِ المجيرْ ؟؟؟!!!
فلماذا الآن ألقاكِ صدى ؟؟
الشذا مات بشاطيكِ وحلّ الزَّبَدا
ستظلين بروحيْ رغم إسفاف المدى
ألق الحكمة ،قنديل هدى
شوكة في عين تجارِ الردى
ستنسين المساءات التي أحيت حكايانا
وتنسين الذي كانا
ويغدو القلب بركانا
وترجمني سماواتي
بسجّيلٍ من العسْرِ
لأني من أضاع العمر في قبوٍ
من الحيرهْ
ودهليزٍ من الغيرهْ
وحوّط ريش طائره
بأطواقٍ من النارِ
وأرسى الحرف في أُفقِ الملامــاتِ
ياربنا ضاءتْ قناديل الهدى= فارْأفْ بعبدٍ كان في عِصْيَانِ
في شهرِ مغفرةٍ يضوع محبةً = وتسامحاً وتهجْداً وتفاني
قد جاء يرجو العفو من أعماقـه= شَغَفٌ بهِ للهَـدْيّ والإيمانِ
ضاقت بنا يارب كل وسَيعةٍ = وَتَلَظّت الأرواح كالبركان
القدس في أيدِ اليهود أسيرة= والأمة الصمّاء في توهَـانِ
والعُـرْبُ يأكل بعضهم من بعضهمْ=لُـعَبٌ تحرّكها يد الطغيانِ
تركوا العدوَّ منعّماً في راحةٍ = يحدو بهمْ لمآربِ الشيطانِ
وتنمْروا في ذبح أخوانٍ لهم= وتفننوا بالقتلِ والخـــذلانِ
يتسابقون على دمَار ديارِهم= يتناطحون بمسلخ الثيرانِ
حتى المساجد لم تكن في مأمنِ= إذ طالها التدمير في إتقانِ
والطفل والشيخ الكبير تشردا = من بعد فقْـد الأهلِ والجيرانِ
نشكوكَ يا الله كَثْرَة ضعفِنا= وضياعنا في مَهْمَه الخُسْـرانِ
طهّـرْ بشهرِ الصومِ أفئِدة بَغَتْ =من كلّ شائبةٍ ومن أدرانِ
فخــورا يرْقـص الحبْـــر
يخلّد حرف أيدينا
وما عضّت نواجذنا
وما خطّت مواضينا
وما سـَبَرتْ بحور الشوق
والأرزاء والمحن
وما هطـَلتْ شآبيبا من الفـِكـَر
وما جَبَلتْ من الصلصال ألواحاً لمعتَبرِ
شموسٌ تشـّده الأبصار والأعمار
تضحك في روابينا
فخوراً يرْقص النهرُ
ومختالا بكفيه
فمنذ الصرخة الأولى
الى حين اِعْتذاب البحرِ
يزهو في مآقينا
رسمنا فوق دفْـق الماءِ نسرينا
وطيبّنا له الطينا
فصار يحثّ للمجد
ويأبى سورة الحقد
تعلّم من سجايانا
وأورث في غبار الطلع
عشق السعف للجذر
وعشق الجذر للطين
وعشق الطين للماءِ
ليروي نخلة الله
فصار نديم آبائي
فخورا يرقص الظل
يمسّد جبهة الأشياء
في رفق بلا كلل
ويغمرها بشلال من القبل
وئيدا ينثر الأفياءَ
والأنداءَ للمقل
لإن الأصل في دمِنا
على مـدِّ المسافات
حبانا الله بالمـُثـُل
فأخلفنا على الأرض
ربيعا وارف الظلل
ينابيعاً من الإشراقِ
شقّتها بِوادينا
ممالك شمسنا الأولى
نضبنا الآن أم أضنى الضنى ضرعاً
وأجدب رحم ذروتنا ؟؟
فبتنا نقتفي الآثار أمواتاً بلا شُعَلِ
كأشجارٍ بلا ظلٍ
وأزهارٍ بلا حقلٍ
وأصواتٍ بلا أملِ
وبات الفجرُ مكفوفاً وكابوساً بلا سُبُلِ
قالت أنا رسّامة
قلْتُ إذاً
فاتنتي
هيا نعدّ لوننا، أصْباغنا
للوحةٍ آسـرةٍ
الشمس فيها من ذَهـبْ
والعطر شلال ندى
ما نثّ إلا بالعجبْ
خضرتها دائمةٌ والنهر فيها هادرٌ
جبالها بلورةٌ والورد فيها عامرٌ
نرسمها كما وجبْ
ونبتني جزيرةً زاهيةً بلا سغبْ
الرسم يا محبوبتي تحليقةٌ
في عالم الأضـواءِ والرؤيا
وومضٌ جامحٌ
طيفٌ يعانق قوسهُ
جمرٌ يبوح بوهجهِ
لكنّني
أخشى ارتجاج القوس في عينيكِ من
فرطِ انزياحاتٍ لفرشاةٍ زَهَتْ
بين الأنامل ثمّ أضناها التعبْ
وجهي لكِ المرآة هيا مارسي
رسم الغضون لجبهتي
أو ماتقول لكِ الحِقـبْ
رسّامةٌ؟
هيّا ارسميني عاشقاً مُتَـلظّياً
في بحـرِ ثلجٍ أو بنارٍ تَضْطَـرِمْ
ما زال كالطيرِ المخضب بالألمْ
بحار عشقٍ لم يتِهْ يوماً ولم يخشَ الندمْ
هيّا اُرْسُميني حقْـلَ أعْشابٍ فأنْت الليلكهْ
" يا أنتِ يا ديوان شِعرٍ رائعٍ لن أدرُكهْ "
يا أنتِ يا كلّ المجرّاتِ وأبهى نيزكـهْ
الوردُ يبقى صورةً من دون عطرٍ ندركهْ
والنهرُ يبقى معتِماً دون ارتعاش السمكهْ
والبحر يبقى جاهماً
دون اشتهاء الريح خوض المعركهْ
رسامةٌ ؟؟
فلنْرسمَ القلب المعنّى في عيونٍ ناعسهْ
ولنطلقَ الإعصار في وجَهِ القيودِ البائسهْ
ولنخْلطَ الألوانَ في وجــه الجَــدبْ
ولنتْـرك الأيدي تغادر صمتها
كيْ تحضُنَ الخصرَ الرهيفَ
بخفة الطيرِ البهيجِ على غصونٍ مائسهْ
هيّا تعالي الآن يا رسامتي
لا تكْتُمي الأشْـواق لا تتردّديْ
كي نسْتظلّ الطيف، أقواس القزحْ
كي نجتني من زهـرة العشاق شهْـد البركهْ
ونَدعْ لهيْب القلبِ يُبْدي ما نساه اللون والفـْرشاة في
درْبِ الحياة الشائكهْ
( رفراف مدينة تقع في ولاية بنزرت في تونس وهي من أجمل المدن الساحلية
تمتاز بشطائها اللازوردي الجميل وجبال الصنوبر وجزيرة باهرة تسمى (قمناريه) ،زرتها في صيف 2016 فبهرني جمالها وكانت هذه القصيدة )