لا تقنطي ياقدس
18/12/2017
ياقدس يارمز النقاءْ
وياجبينا ساطعا مثل الضياءْ
يادرب أسلاف مضوا كالأنبياءْ
بذلوا الدماءْ
رغم الرياءْ
رغم الدهاءْ
كلّ الدروب إلى سراك تبينت
ياقبلة للسلم ضَيَّعها الهراءْ
يابوحَ قافيتي ..ومعراجَ السماءْ
ياهمهمات الحرف لي والكبرياءْ
في هاجسي عطش إليك وليس ماءْ
يروي.. تَعَشْعَشَ في الحشاءْ
أما القريب فليس ينفعه الرغاءْ
ما عاد ينفعه البكاءْ
أضحى غثاءً فوق ماءْ
ذابت مهابته وملَّتهُ النساءْ
أضحى أسيْراً للغريبْ وللرعاعْ
لا حُرَّ يحتمل النكوصْ
والحلمُ غار بلا بصيصْ
وأنا ..أنا ذاك الشريدْ
لا زلت ألمح عن قريبْ
جَفْوَ القرابة والغريبْ
تحت النجومْ
ذبل اللقاءْ
وعلى القبورْ
أطَّ النداء
والكلُّ كلَّ من العناءْ
ياقدس أنت لي الحياة
ولي الشقاءْ..
ولي الرؤى..
ولي الدعاءْ..
لاشيء بعدك إنْ سُلِبتِ
لا روح..
لا عنوان..
لا كُنْهَ الإباءْ..
أسلو يؤرقني الشقاقْ
ولقد تعبت من النفاقْ
ولأرضك الشماءِ..
يدفعني العناق
الله ..كَمْ كَمْ هزَّني..؟
روحي تؤرقني ويخذلني الأسى
أمشي ويسحبني الصدى
ألم النحيب يدلُّني
أمل الصباحْ يدفُّني
يا أيها الأمل المريبْ
مذ غاب طيف الأفقِ
هيهات يؤوبْ
أصحو على وقع السلاحْ
ويهزّني رهق الجراحْ
والعين غطاها الهتونْ
ظمأ البرايا نحو قصدك لنْ يلينْ
مازال يلتمس الحنينْ
ما زال ينظر في المدى
ليدلنا!
وكعاشق ولهانَ يرقب في الضبابْ
في القلب أحزانُ المآبْ
ما عاد يحتمل العذابْ
أحلامه ثكلى إليك يؤزُّها
وجعُ الغيابْ
وتدفُّها تلك الأماني البيض
تنزع للإيابْ
لتعود تمتشق الحياة بلا نحيبْ
عذراً أيا قدس الأسيرة
فاللقاءُ محتمٌ
ولتعلمي..
ما زلت أنتظرُ السماءْ
لتكونَ لي. بعد الرجاءْ..
عوناً على جمرِ القذى
علَّي بوصلك لنْ أخيبْ
لأنامَ في الأحضان
من بعدَ الجفاءْ
وأعودَ كالإصباحِ
بالنور مضاءْ؟!