رد: رسالة إلى الإنسان الشاعر الأب المعلم .. عبد الرسول معلة..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى نصر
إنه قضاءُ الله الذي لا راد لقضائه
بقلبٍ مؤمن..
أسأل الله عزّ وجل أن يرحمك أيها الأب الطيب
وأن يجعل مثواك جنات الخلد
كنت أتمنى لو عرفتك منذ زمن بعيد ولكن..
لم يسعفني الحظ يا سيدي
فجميعنا يندر في حياته مصادفة من هم مثلك الذين نرى فيهم
القدوة الصالحة والأخلاق الكريمة والمُثُل العليا
ولكن لا يسعني أن أقول شيئاً أمام قضاء الله
فقط أسأله بحقِّ جلال وجهه وعظيم سلطانه
أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يُنزلك منزلاً مباركاً وهو خير المنزلين
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
الأستاذة الشاعرة ندى .. كل الشكر لك ..
رحم الله أمواتكم
وأطال عمرك وأدام عليك الألق والسرور
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
رد: رسالة إلى الإنسان الشاعر الأب المعلم .. عبد الرسول معلة..
رحل يوم سفري تماما و لم يمهلني حتى لأضع بصمتي هنا ....
كان يكفيني ان أقرأ رده على كلماتي قبل رحيله الأبدي
و اليوم عدت لأفاجأ ببياض الصفحات و شحوبها القاتل
لأفاجأ بعتمة الكلمات ....
و حداد الحرف الجميل
أين انت أيها الأب الفاضل ....
كيف لي أن أسامح نفسي
كيف لي أن أعذر قلمي الذي تغيب عن هذه الصفحة رغم اني كنت متواجدة
و قد أخترت الرحيل يوم سافرت و لم تترك لي حتى إشارة وداع
أأعود لأجدك غائبا و الكل قد واسى بعضه
و من يواسيني....؟
تمنيت لو وجدت ردا منك يحمل اسمي
كما كنت اجده دوما في كتاباتي
كنت النور الذي يضيء صفحاتي حتى اني كنت اخجل أمام كلماتك الجميلة
أحقا كما قال كريم قلبك لم يتحمل
سحر الكلمات و التكريم
فقررت الرحيل و كأنك تجنب روحك هذا الألم الساحر
يا إلهي ....
لا أستطيع الكلام و لا التعبير
كل شيء في نفسي قد خرس امام هول الصدمة
أأعود .... لاجد صورتك ساكنة و كاني
قبل الآن كنت أراها تكلمني
أيها الاب الحنون ... كيف ترحل هكذا دون ان تودعني
كيف سأجرؤ على الكتابة و انا اعلم أنك لن ترد على حرفي
كيف تختار الرحيل في أيام غيابي
أشد ما يؤلمني أني لم اكن حاضرة لأقرأ ردودك هنا و أنت موجود
فكيف سأتمكن من قراءتها الآن و الألم يعصف بي من كل صوب
و كل حرف يحاصرني بملاءته الحارقة
كيف سأقرا هذه الكلمات التي كانت قبل وقت جد قصير تكرمك
كانت كلمات فرح ثم حادت عن طريقها المرسوم و لو شكلا لاني قرأتها
وداعا في سرها ....
ماذا فعلت بي يا كريم .....
صفحتك هذه عذبتني جدا .... لم أرها في وقتها و لم اودعه بكلمات
و ها انا الآن أراها و قد فارقتها الروح بقي فقط هيكل الصفحات الباردة
و عطر قلمه الفاخر و رحيق كلماته الدافئة .....
خطى فرحه و خجله لا زالت مرسومة بين السطور
نسيمه القديم لا يزال يداعب احرفك الحارقة ....
أقول القديم .... لان الرياح توقفت ...
لأن التنفس توقف هنا على حافة الكلمات ....
أهو الحدس ... من دفعك لتخلد لحظات حياته الاخيرة ثم بعد ذلك
تفتح من صفحتك نفسها صفحة للعزاء ....
كاني أشعر بِنَفَسِه المسجون هنا كآخر ذكرى ....
كاني أشعر بوقع قلمه الخجل و هو يرصد حفاوة الإلقاء ....
كأني أشعر بوخز دقائق الرحيل ....
كاني أشعر أنه لفظ أنفاسه الاخيرة بين سطور صفحتك هذه ....
أين انت يا أستاذي الكبير ....
حرفي حزين .... و صفحاتي القادمة يتيمة تماما
فكيف اكفل يُتْمَها .... و انت قد رحلت
كيف سأنشر قصائدي و جسورك الحنونة تكسرت ....
بمن ستحتمي كلماتي ....
ماذا فعلت بي برحيلك المفاجئ .....
بكيتك و انا اكتب هنا ..... و بكيتك و انا أقرأ هنا
و سأبكيك كلما حط حرفي بميناء النبع .....
لن انساك ....
إن لله و إن إليه راجعون
رحمك الله و أسكنك فسيح جنانه
رحلت في اعظم يوم يوم الجمعة و انت تتوضأ
أسأل الله خاتمة مثل خاتمتك و قلبا مثل قلبك
...............