آخر 10 مشاركات
ماذا بعد؟ (الكاتـب : - )           »          مجاراة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي .. سلو قلبي (الكاتـب : - )           »          كنا صغارا نلعب (الكاتـب : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ***_هذا غديرك_*** (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هي الأقدار (الكاتـب : - )           »          قراءة تحليلية لقصة "جنون" للأديبة أحلام المصري/ مصر (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الوفاء والمحبة والتواصل والترحيب > نبع الوفاء

الملاحظات

الإهداءات
عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : من الروح إلى هيئة أرواح النبع الكرام ؛ الجسد بلا أرواحكم خاوية************ و عُديركم تقصيرنا ************ محبتي و الود

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-25-2013, 03:04 PM   رقم المشاركة : 81
عضو هيئة النبع
 
الصورة الرمزية الدكتور اسعد النجار





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الدكتور اسعد النجار غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

نم هانئا

في الذكرى الثانية لوفاة حكيم النبع الاستاذ عبد الرسول معلة رحمه الله


أوهى المصاب يراعتي وجناني ***** قد شل مني ناظري وبياني

ذكراك ياعبد الرسول تهزني ***** جف المداد وتاه مني بياني

قد كنت بين الصحب نجما لامعا **** والكل يحيا باسما بأمان

خطف الردى منا حكيما مبدعا **** كالطود يسمو زاهي الايمان

فلم الرحيل وكنت تأنس قربنا *** وذا حضرت هنا زها فجران

أحزنت نبعا للعواطف شدته *** ثبت الجنان موطد الأركان

اذ كنت نبراسا تنير طريقه *** قبسا يشع بعالم الأذهان

ياراحلا لك في القلوب مكانة *** غراء بين الصحب والأخوان

مامات من أبقى خصالا بعده *** تزهو كورد في ربى بستان

هذي صفاتك قد علت بين الورى *** وتظل شامخة الأنوف مباني

حلقت في صوغ القوافي والرؤى *** منهاج فكرك واضح البرهان

والنبع بعدك ياحكيم تخاله *** دوح المودة والقطوف دواني

وعواطف الأطياب تغرس شتلة *** في كل عام حلوة الألحان

تحيي بها ذكراك وهي عزيزة *** مزهوة الآفاق والألوان

من حولها الأحباب صوتهم علا *** شعرا ونثرا رائق العنوان

نم هانئا فلقد ملكت قلوبنا *** والذكر بعد الموت عمر ثان







  رد مع اقتباس
قديم 06-25-2013, 04:52 PM   رقم المشاركة : 82
أديبة
 
الصورة الرمزية ليلى أمين





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ليلى أمين غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرسول معله


أهلا بالأديبة الكبيرة ليلى بن صافي الموقرة

لقد كانت زاوية من زوايا النبع مظلمة لغيابك

اشتقنا لحرفك الجميل الذي يضيء النبع بتألقه

شكرا لهذا المرور الجميل والحضور الرائع


تحياتي ومودتي


أشكرك يا عمدتنا ويا شاكر فضلنا
آه لو تعرف ما فعلته بي هذه المبادرة الطيبة منك
لك كلّ تقديري ومحبتي
وشكرا لما رأيته بي
رحم الله الفقيد و أنعمه الله بجنة النعيم
يا رب






  رد مع اقتباس
قديم 06-25-2013, 06:18 PM   رقم المشاركة : 83
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

حكيم النبع ...
أيها الساكن ُ فينا ..

جمعتني بك رابطة وثيقة ، وعلاقة فريدة ، ومحبة جارفة ، ربما أحببت َ في ّ فلسطينيتي
كما أحببت ُ فيك عراقك ْ ، ربما هنا تعانقت فلسطين والعراق ...ربما جمعنا معا حبنا لجدنا
المتنبي ..ربما كنت ُ قريبا منك لتشكو لي همومك اليومية ، وتفاصيل ستبقى بعيدة عن النشر ..
لأنني كما كنت َ تراني الأمين على أسرارك ..ولمثلك كنت ُ أقدم بوحي وأدنو منك كل مساء ..
عندما ينتصف ليل بغداد والقدس ...كنت أبوح لك بكل شيء ...

ستبقى قصيدتي ( كرمل ْ ) لها مكانة خاصة في نفسي ، لأنها كانت سبب معرفتي بك ..
وسأبقى أتيه وأزهو ، أن آخر شعر كتبته كان لي ، وآخر ما كتبت في عالم النت كان لي ..
وآخر رد ٍ كتبته في نبعنا كان لي ..


أحــقـا أن حـــــرفي قـد تجـلى = ودغدغه الوليد فــصار أغـلى

أبــان ســريرتي في كل حرفٍ = فصار ظهورها للناس سهــلا

يصــــوغ بيانه نــقـدا جـــميلا = ويُمطر من لآلي الغوص وبلا


وجدت قصيدتي أمـست وصيفا = إلى مــلك البيان متى استقلا


فأبشر يا صديقي فـقتَ حرفي = وجاوزت القصيد وكنت أحلى

كانت قراءاتي لشعرك تثير مكامن الفرح داخلك ، وكنت تقول لي : أنت
أعرف بي أكثر مني ...
حكيم النبع ...
بعد رحيلك المفاجيء ..كتبنا بالمداد الأسود ..وعم ّ الحزن فضاء خيمتنا ..
التقينا في عمان الجميلة ، لأجلك ...اجتمعنا من كل مكان ، بكيناك وتعاهدنا
أن نكمل المشوار ...

حكيم النبع ...

بعدك هناك من تركنا ، واستبدلنا في أماكن أخرى ، بعدك من غادر ولم يخبرنا متى سيعود ..
وبقى هنا من عاهدك على حمل الأمانة ...

حكيم النبع ...

هناك الكثير ..الكثير ..لم نقله بعد ..استعجلت َ الرحيل سيدي ..
اليوم ..نستعيد ذكرى رحيلك ، ربما بألم أكبر ..فقد أدركنا أن الغياب طال ..
ولا زالت الظروف القاهرة تحول دون أن نلتقي في مدينتك ، نزور بيتك ، نقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر
من القرآن الكريم على روحك قرب ضريحك ...

لولا الحياء ُ لهاجني استعبار ُ ...ولزرت ُ قبرك َ والحبيب ُ يزار ُ

عبد الرسول : في مثل هذا اليوم
وفي مثل هذا الحزن ..وأمام هذا الرحيل وهذا الفراغ الهائل ..
تخوننا حروفنا ، وتخلنا الكلمات ...كم يحيط العجز ُ بنا ...
سأكتفي بدموعي ..
دعني أبكي ..أبكيك َ ما هاج َ الحنين ُ بخافقي
الوليد
الأرض المحتلة ــ نابلس






  رد مع اقتباس
قديم 06-25-2013, 10:03 PM   رقم المشاركة : 84
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى بن صافي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرسول معله


أهلا بالأديبة الكبيرة ليلى بن صافي الموقرة

لقد كانت زاوية من زوايا النبع مظلمة لغيابك

اشتقنا لحرفك الجميل الذي يضيء النبع بتألقه

شكرا لهذا المرور الجميل والحضور الرائع


تحياتي ومودتي


أشكرك يا عمدتنا ويا شاكر فضلنا
آه لو تعرف ما فعلته بي هذه المبادرة الطيبة منك
لك كلّ تقديري ومحبتي
وشكرا لما رأيته بي
رحم الله الفقيد و أنعمه الله بجنة النعيم

يا رب

بوركت غاليتنا

جمر فراقه يحيط بنا












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 06-25-2013, 10:04 PM   رقم المشاركة : 85
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
حكيم النبع ...

أيها الساكن ُ فينا ..

جمعتني بك رابطة وثيقة ، وعلاقة فريدة ، ومحبة جارفة ، ربما أحببت َ في ّ فلسطينيتي
كما أحببت ُ فيك عراقك ْ ، ربما هنا تعانقت فلسطين والعراق ...ربما جمعنا معا حبنا لجدنا
المتنبي ..ربما كنت ُ قريبا منك لتشكو لي همومك اليومية ، وتفاصيل ستبقى بعيدة عن النشر ..
لأنني كما كنت َ تراني الأمين على أسرارك ..ولمثلك كنت ُ أقدم بوحي وأدنو منك كل مساء ..
عندما ينتصف ليل بغداد والقدس ...كنت أبوح لك بكل شيء ...

ستبقى قصيدتي ( كرمل ْ ) لها مكانة خاصة في نفسي ، لأنها كانت سبب معرفتي بك ..
وسأبقى أتيه وأزهو ، أن آخر شعر كتبته كان لي ، وآخر ما كتبت في عالم النت كان لي ..
وآخر رد ٍ كتبته في نبعنا كان لي ..


أحــقـا أن حـــــرفي قـد تجـلى = ودغدغه الوليد فــصار أغـلى


أبــان ســريرتي في كل حرفٍ = فصار ظهورها للناس سهــلا

يصــــوغ بيانه نــقـدا جـــميلا = ويُمطر من لآلي الغوص وبلا


وجدت قصيدتي أمـست وصيفا = إلى مــلك البيان متى استقلا


فأبشر يا صديقي فـقتَ حرفي = وجاوزت القصيد وكنت أحلى

كانت قراءاتي لشعرك تثير مكامن الفرح داخلك ، وكنت تقول لي : أنت
أعرف بي أكثر مني ...
حكيم النبع ...
بعد رحيلك المفاجيء ..كتبنا بالمداد الأسود ..وعم ّ الحزن فضاء خيمتنا ..
التقينا في عمان الجميلة ، لأجلك ...اجتمعنا من كل مكان ، بكيناك وتعاهدنا
أن نكمل المشوار ...

حكيم النبع ...

بعدك هناك من تركنا ، واستبدلنا في أماكن أخرى ، بعدك من غادر ولم يخبرنا متى سيعود ..
وبقى هنا من عاهدك على حمل الأمانة ...

حكيم النبع ...

هناك الكثير ..الكثير ..لم نقله بعد ..استعجلت َ الرحيل سيدي ..
اليوم ..نستعيد ذكرى رحيلك ، ربما بألم أكبر ..فقد أدركنا أن الغياب طال ..
ولا زالت الظروف القاهرة تحول دون أن نلتقي في مدينتك ، نزور بيتك ، نقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر
من القرآن الكريم على روحك قرب ضريحك ...

لولا الحياء ُ لهاجني استعبار ُ ...ولزرت ُ قبرك َ والحبيب ُ يزار ُ

عبد الرسول : في مثل هذا اليوم
وفي مثل هذا الحزن ..وأمام هذا الرحيل وهذا الفراغ الهائل ..
تخوننا حروفنا ، وتخلنا الكلمات ...كم يحيط العجز ُ بنا ...
سأكتفي بدموعي ..
دعني أبكي ..أبكيك َ ما هاج َ الحنين ُ بخافقي
الوليد

الأرض المحتلة ــ نابلس

ابكيتني ايها الوليد

كنت خير الاصدقاء لنا وله












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 06-25-2013, 10:50 PM   رقم المشاركة : 86
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

عمدة النبع ...
يعلم الله تعالى مكانتك الخاصة عندي
ومكانة الحاجة الرائعة السيدة عواطف ..
ومكانة هذا المكان وأسرته ..مبدعات ومبدعين ...

أتمنى لك وللجميع موفور الصحة
وطول العمر في التقوى والصلاح
وكان الله في عوننا على حمل أمانة
النبع ...

وهنا أود أن أسجل دعوة ...في هذه الذكرى الخاصة ...
لكل طيور النبع المهاجرة ..آن الأوان للعودة ...فالنبع
يفتح قلبه للجميع ...


محبة لا تنضب






  رد مع اقتباس
قديم 06-26-2013, 12:09 AM   رقم المشاركة : 87
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

قراءة في قصيدة
( هل تذكرين )

لحكيم النبع الشاعر الكبير / عبد الرسول معلة


هل تذكرين

قصيدة من قصائد الشاعر العربي الكبير الأستاذ / عبد الرسول معلة ..
وهي قصيدة وجدانية جميلة ، جاءت في بنائها سهلة ، بعيدة كل البعد عن غريب الكلام
والألفاظ الوعرة ، حتى أن الشاعر في بنائه لهذه الرائعة ، لم يلجأ للإيغال في توظيف المجازات البيانية والصور المركبة المعقدة ، ولم يطرق باب فلسفة الصياغة ، ونرى أن ذلك يعود لأسباب
منها :
1. أن الشاعر أراد من هذه القصيدة أن تحمل لغة الرسالة ، لحبيبة لها مستوى ثقافي يتماشى مع المفردات التي تم توظيفها في القصيدة ، أي أنه كان حريصا ً أن تحمل القصيدة الفكرة المنشودة .
2. وربما أن الشاعر أراد من الغرض من هذه القصيدة ، أن تخاطب شريحة القراء على اختلاف مشاربهم الثقافية ، فأرادها سهلة بعيد عن الغريب وجزالة الألفاظ .
3. وقد يكون السبب أن القصيدة كانت وليدة دفقة شعورية ، حرص الشاعر على ترجمتها بصورة سريعة دون أن يمنحها التأمل والمراجعة ــ وهذا كان دأبه في كتابة قصائده ــ .

على أية حال ، القصيدة في سهولة ألفاظها ، جاءت رائعة ، بديعة في أسلوبها وهو السهل الممتنع ، مترابطة في مضمونها ، مباشرة في طرح مشاعر وأحاسيس نكاد نلمحها بين سطورها .

القصيدة :

هنا لا بد أن نقف عند عنوانها ( هل تذكرين ) ، والشاعر هنا أسقط علامة الإستفهام ( ؟ ) ، وهو الذي كان حريصا كل الحرص على التشكيل والترقيم ، ولم يسقط علامة الإستفهام سهوا أو غفلة ً منه ، فالمتتبع لشعر عبد الرسول يدرك ما نقوله ويعي ما نشير إليه .
فالتساؤل هنا استنكاري ، وهو تساؤل في حوار مبتور ، أراد الشاعر أن يطلعنا على صوته هو دون إظهار صوت الحبيبة ، فبقي صوتها محذوفا تقديره : نعم أذكر ..وهذا ما قام بالبوح فيه من خلال القصيدة ...كما سنرى .

وسمعْتُ هَمْساً في الدُّجى أتحُبُّني؟
ضـحِــكَ الـصـبـاحُ مـــردّداً أتحُـبُّـنـي؟

مطلع القصيدة جاء دون توطئة ، وجاء ولوجا في الموضوع دون تقديم وتهيئة ، وهنا نقف عن المفردة ( همسا ً ) ومدى ترابطها مع الجو العام المحيط بمفردة الهمس ( الدجى ) ، وهنا الشاعر ينقل لنا صورة بصرية غاية في الروعة ، فمن البديهي جدا أن يكون الحديث في ليل يحيطه السكون من كل أرجائه الهمس ، ورغم أن الصوت كان هامسا ، إلا أن أذن المحب قد سمعت هذا الهمس ، وهنا يتجلى كبرياء الشاعر ، حين يقدم لنا صورة الحبيبة التي تبدأ في البوح ، وفي هذا تناص رائع مع الشاعر نزار قباني في قصيدته الرائعة ( رسالة إلى حبيبي ) حيث نجد الحبيبة هي التي تبدأ في البوح تجاه الحبيب ، انظر إلى نزار ماذا قال :

متى ستعرف كم أهواك يا رجلا
أبيع ُ من أجله الدنيا وما فيها

وهنا يلجأ عبد الرسول في مستهل قصيدته ، بهمس الحبيبة ، وهنا الحبيبة تلجأ للهمس لسبيبن :
السبب الأول : وجود الظلام المحيط بهما والسكون الذي يسكن الليل .
السبب الثاني : هو حياء الحبيبة ، لأنها هي من بادرت للبوح .

إذا الشاعر لم يلجأ لهذا البيت جزافا أو لغرض في الكتابة وضرورة في البناء وبحثا عن موسيقى أو شرارة لإشعال قنديل القصيدة ، إنما هي صورة بصرية ينقلها لنا ببراعة المصور الحذق ، والفنان الملهم .

جاء السؤال في صدر مطلع القصيدة هامسا : أتحبني ؟
وهنا تأتي صورة جميلة ..حين أزاح وجه الحبيبة المشرق عتمة الليل ، وكانت هي الصباح المشرق ...ورددت سؤالها مرة أخرى وأخرى ..ولواعج الحب تحرك كوامنها ..: أتحبني ؟

عادتْ إلى الهَمْسِ الرقيـق وأسْهَبَـتْ
هلْ لي بغيرِكَ أن أرى العَيْشَ الهنـي

هنا لا زالت الحبيبة هي من تمسك ُ دفة َ الحوار ، ولا زال العاشق صامتا ً ، وهنا لو توقفنا عند المفردة (عادت ) نجد أن العاشقة قامت بالبوح وسكتت ... وهنا مفردة الفعل ( عادت ) تفيد التراخي ، أي أنها سألت وصمتت ..وبعد صمتها وانتظارها لجواب منه عادت وسألت مجددا ً ذات السؤال ، وهنا سبب عدم إجابة العاشق على سؤالها أنه كان يستلذ ُ في طريقتها في بوحها ، وكان يرصد ُ مفاجأة هذا الإعتراف ويتأمل في سؤالها وحديثها ..ويؤكد ذلك المفردة ( وأسهبت ْ ) أي أنها أخذت الوقت الذي رآه طويلا ً في حديثها وسط سماعه وإنصاته وشروده وتأمله ...
كيف لا وهي تردف ُ بوحها بحديث أعمق من تصريحها بحبها ، حين لا تجد في حياتها هناء ً بعيدا عنه .

وأجبْـتُـهـا أبـغـيـر حُــبِّــك عِـيـشــة ؟
أنــتِ الـتـي مــن ظلمـتـي أنْقَذتِـنـي

وهنا كان لا بد ّ للعاشق ِ أن يخرج من صمته ، وها هو يبوح لها ، ما معنى الحياة دون حبك ، وكيف يكون للحياة قيمة ومعنى وأنت لست ِ فيها ، وهنا يؤكد العاشق أن هذا الحب قد أخرجه من ظلمة الحرمان ..
ولكن ..ما دلالة مفردات ( الدجى ، الظلمة ) في هذه القصيدة ؟
المتتبع لسيرة الشاعر يجد أنه كان رجلا رفيقا لليل ، وكان يجد في سكونه ملاذا ، فيه يقرأ ويكتب ويتواصل مع أحبابه ورفاق حرفه ، وبسبب الظروف البيئية التي كان يعاني منها من غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة في الليل ، كان يشعر في وحشة ،وهذه الوحشة كانت تحول بينه وبين ما يسكن روحه .

حـيــن التـقـيْـتُـك والـحـيــاة مــريــرة
فحلفْـتِ لـي وحلفْـتُ أنــك مَوْطـنـي

هنا لا أدري لماذا شاعرنا لم يضع جملة ( والحياة ُ مريرة ٌ ) بين قوسين ، لأنها جملة معترضة ،! فالسطر الشعري يكون : حين التقيتك ِ فحلفت ِ لي وحلفت ُ لك ...
في هذا البيت الشعري ، ينزاح الشاعر عن غرضه الوجداني قليلا ، ويعرض مرارة الواقع العراقي الذي يعيشه والظروف القاسية ( الحياة مريرة ) ، لكنه سرعان ما يلبث أن يعود لموضوعه ، وينقل لنا حوارا جميلا وعهودا قطعها كل محب لرفيقه ، هي حلفت ْ له ..وترك موضوع قسمها ويمينها محذوفا تاركا ً أمر تقديره للقاري ء يستنبطه من السياق ، بينما هو حلف َ لها وأقسم أنها وطنه ، وهنا لا بد أن توقف قليلا :
عند اللقاء ، دار حوار ٌ بقي عالقا في ذاكرته ، أقسمت ْ له بصدق حبها له ، وأقسم َ لها أنه يحبها ، وهنا يربط بينها وبين وطنه ، هذا العاشق الذي تعلق في وطنه الجغرافي ، لكنه رغم حبه لوطنه وعشقه السرمدي له ، يعيش حياة قاسية أملتها عليه الظروف التي كان قدره أن يكون فيها ويتعايش معها ...ليجد في هذا الحب الإستقرار المنشود والراحة المبتغاة ..ما أجمل الحب حين تصبح الحبيبة وطنا !!

وهنا أراد أن يقدم لنا مدى تعلقه في وطنه ، ومدى تعلقه بهذا الحب لهذه الجميلة في تناص جميل بين المرأة الإنسان وبين المرأة الوطن .

هـلْ تذكريـنَ كـم اتّـخـذتِ سـواعـدي
فُرُشـاً تـرقُّ ورُحْـتِ فـي نَــوْمٍ هَـنـي
وعـلـى جبيـنِـك قــد كتـبـتُ قصـيـدةً
ورششْتُهـا شفتيْـكِ عِطْـرَ السَـوْسَـن

هنا يقدم لنا الشاعر صورة جميلة لعشق ٍ مذهل ، هنا يرسم لنا صورة من صور اللقاء الذي ترك أثرا ً في وجدانه ، وهنا بتوظيف ( كم ) وهي هنا للتكثير ، يريد أن يقول : أن عدة لقاءات جمعت بين الحبيبن وكان يطيب ُ لها أن تتوسد َ ساعديه ، ودلالة مفردة ( نوم ٍ هني ) كناية عن الحالة النفسية السعيدة التي كلانت تسيطر على هذه الحبيبة .
هــل تذكـريـن ؟ فـكـم أتيْـتُـكِ طائـعـاً
وخـزائـنُ العـشـق الجمـيـل تلـفُّـنـي

كان يأتي للقائها بإرادة مطلقة ، يدفعه حبه الكامن بين جوانحه ، لم يكن وراء هذا الحب أي دافع غير الحب والرغبة في الدنو أكثر منها ، لم يأت ِ مكرها متكلفا ً ، فحين يكون دوافع الحب غير الحب ، يكون اللقاء باهتا لا روح فيه ولا حنان ولا دفء .

شرقـيـتـي هـــل تـذكـريـن؟ بـأنـنـي
في قلب عرش الحُبِّ أبني مسكنـي
وأقـمـت فـيـهِ معـبـدي وعـزفـت كــلَ
قصائـدي ورجـوْتُ كيمـا تسْكـنـي

هنا يتحدث ُ عن أمنياته ، ماذا قدم َ لها كي يظفر بها ، وتبقى معه ، أي أن الشاعر َ هنا يؤكد لنا أن العاشقين افترقا ، ولم ينجح ْ في لإقناعها أن تبقى معه في حياة كاملة الوصال والتلاقي ...
حتى أنه يقدم صورة لإنكسار الحبيب ( رجوت ُ ) ، يقدم لها الرجاء أن تقبل مشاركته عيشه ودوام وجودها المادي لا المعنوي الذي يعيشه هو فعلا .


وصرخـت بيـن الأهـل تـلـك حبيبـتـي
وبغيـرِهـا يــا حــبُّ لـسْــتُ بـمـؤمِـن

في هذا البيت أراد َ أن يقول أن هذا العشق لم يكن سرا ً يعيشه ، بل إنه باح به لربعه وأهله قائلا لهم ، معبرا عن لواعج عشقه ، بل ، بوحه لم يكن همسا ً ، كان صراخا ً حتى يسمعه القاصي والداني ..هي حبيبته ..بل نراه يذهب أبعد من ذلك ..يخرج عن دائرة بوحه لأهله ، حين يرسم لنا شكل الحب بالإنسان الذي يسمع ويخاطبه في خطاب ٍ مجازي مذهل : أيها الحب هذه الفتاة هي حبيبتي ، وغيرها يا حب لن أعترف بك ..ولن أسمح لك أن تخترق وجداني حاملا ً لي فتاة غيرها ولن أرضى سواها ...أي حب ٍ هذا !!

هــذي أحاسـيـسُ الـهـوى فـتـذكّـري
أنــي أحـبُّــك فـــوق مـــا أحْبَبْـتِـنـي

هي رحلت ْ ..وهو باق ٍ على حبه ، متمسكا بها ، ودلالة رحيلها مفردة ( فتذكري ) ، فكيف له أن يطالبها أن تتذكر َ أنه يحبها وهي معه ..هنا الشاعر يقدم لها هذا البوح وما حمل من تفاصيل / ومدى تعلقه بها ، طالبا منها أن تتذكر كل هذا ...نعم هي تحبه ويشعر بحبها له ...
لكن أراد أن يؤكد لها ، رغم يقيني بحبك لي ، إلا أن هناك حقيقة لا بد أن تعرفيها ، أن حبي لك يفوق حبك لي ...وهي صورة غاية في الروعة والجمال اختتم َ بها الشاعر هذه القصيدة البديعة الرائعة .

قصيدة بما حملت من بوح ٍ شفيف ، وبناء ٍ مذهل ، وترابط جميل ، تبقى واحدة من روائع الشاعر العربي العراقي الكبير / عبد الرسول معلة ، فيها نقل صورة بصرية غاية في الروعة لقصة عشق ٍ بين عاشق ٍ وحبيبة ، ونقلنا من خلال شريط هذه القصيدة لمشاهدة مشهد جميل ، يشعرك َ بصدق حرفه ويقنعك بما يكتب ، ويدفعك للتأمل والسفر في روعة شعره وعذوبة صوره وجمال موسيقاه .


الوليد

نابلس المحتلة






  رد مع اقتباس
قديم 06-26-2013, 01:12 AM   رقم المشاركة : 88
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
عمدة النبع ...
يعلم الله تعالى مكانتك الخاصة عندي
ومكانة الحاجة الرائعة السيدة عواطف ..
ومكانة هذا المكان وأسرته ..مبدعات ومبدعين ...

أتمنى لك وللجميع موفور الصحة
وطول العمر في التقوى والصلاح
وكان الله في عوننا على حمل أمانة
النبع ...

وهنا أود أن أسجل دعوة ...في هذه الذكرى الخاصة ...
لكل طيور النبع المهاجرة ..آن الأوان للعودة ...فالنبع
يفتح قلبه للجميع ...



محبة لا تنضب

نتمنى ذلك من قلوبنا

جزاك ربي خيرا












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 06-26-2013, 01:40 AM   رقم المشاركة : 89
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

رد المرحوم حكيم النبع على قصة السيدة سولاف هلال ( أحبها بجنون )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرسول معله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  

الأديبة الكبيرة الرائعة سولاف هلال

أولا شكرا للعرض الرائع حيث قدمت الطبق بخط كبير سهّل على أخيك الكبير القراءة

ثانيا حروفك الجميلة أخرجت لنا ذكريات الطفولة بعد أن كانت مخبئة في زوايا القلب وقد غطتها أتربة الزمن

قدرة فائقة على قيادة الحرف وسلاسة عذبة في السرد تشد المتلقي إلى الاستمرار في رشف المعاني والأحداث

لغة شفافة تتحكم بالمعنى كي يبدو مشعا في الأذهان ومؤثرا في القلوب لتتفاعل مع ما يدور من وقائع

أعدت قراءتي لها بدقة في سبيل أن أراها خالية من كل ذرات التراب فكانت كذلك

أحييك أيتها المبدعة وأشد على يديك كي تزيدي من كرمك وعطائك فالنبع بحاجة إلى نمير قلمك


تحياتي ومودتي













التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 06-26-2013, 11:19 AM   رقم المشاركة : 90
شاعرة
 
الصورة الرمزية عطاف سالم





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عطاف سالم غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مهرجان المعلّه

رحم الله الإنسان والأخ والأستاذ والمبدع الكبير عبدالرسول معلة رحمة واسعة
ماذايمكن أن يقال عنه هنا في ذكرى وفاته الثانية ؟!
وكأنه لم يزل بيننا نشعر بكلماته وبنفح روحه وسمو أخلاقه وعلوه ..
الله ما أسرع الأيام وما أصعب فراق الأحبة الفضلاء أمثاله !
كم هي قصيرة هذه الدنيا وقاسية !
لقد زرع هنا الكثير من الفسائل وهاهي تنضج وتكبر بريه ورؤاه ..
لم يسلم أي أحد كان يعرفه من لمساته الإبداعية ولا من عبق أخلاقه الإنسانية ..
أنا هنا لست أكيل المدح له ..
ولا فقط لأقول كلمات في ذكراه ..
لأنه يستحق كل كلمة جميلة فلقد كان فعله وقوله على جانب كبير من الحسن والجمال
ولانه لايمكن نسيان إنسان مثله في علمه الغزير
في عشقه للغته ..
وفي وفائه لها ولتراثنا العربي ..
لم يبخل يومًا بالنصح ولا بالعطاء سواء لكل الموجودين هنا أو لكل من يعرفه خارج هذا المنتدى
كان ينصح ويعطي بلا مقابل وبلا حدود ..
الكرم طبعه ولو كان هذا يأتي على صحته وعافيته ..
كان ينسى نفسه وهو يكتب أو يعلق أو يقرأ أو يحلل أو يقوم أو يوجه أو ينشر علمًا يعرفه ..
مبدع ورفيع في أخلاقياته قبل أن يكون مبدعًا في كتاباته ..
أستاذ في اللغة وفي العروض وفي النقد والأدب ..
أستاذ في التواضع
أستاذ في الوفاء وفي كل الأخلاق النبيلة ..
عف اللسان والقلم ..
نقي السريرة إلا من هم لعربيتنا الخالدة وهذا النبع الخيّر ولأبنائه العاملين فيه
ولكل من يعرفه ..
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيبه عنا خير الثواب
وأن يبدل سيئاته إلى حسنات
وأن يغفر له ويرحمه ويعفو عنه ويتجاوز
وأن يسكنه فسيح الجنان حيث لا نصب ولا تعب ..
والحمد لله رب العالمين












التوقيع


ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 06-26-2013 في 11:27 AM.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مهرجان من حنين . عمر غراب . الشعر العمودي 27 09-19-2012 08:07 PM
مهرجان المعلّه عبد الرسول معله قلائد وسلاسل نبعية مرصعة وهدايا الكرام 0 10-01-2010 07:54 PM
مهرجان الشعر بشفشاون25 عبدالسلام مصباح أخبار الأدب والأدباء 2 07-20-2010 02:21 AM


الساعة الآن 02:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::