هل تذكرين؟
يومها كنت أسير خلفك مصادفة ودون انتباه وعندما وصلت قربك سقط منك كتاب كنت تحتضينه تحت ابطك ولما انحنينا باللحظة نفسها لالتقاط الكتاب تلاقت عينانا وابتسمنا اعطيتك إياه ومشينا سالتك ما اسمك ؟
ـــ رانية
ــ وانت ؟
ـــ وسام
وبنفس اللحظة نطقنا :
عاشت الأسامي
لم أدر لماذا اجتاحني شعور غريب ورحت أسترق النظر إليها وفي معظمها تتلاقى مع نظراتها
قالت لي : لقد اقتربت من بيتنا وأنا آسفة أخاف أن برانا أحد
قلت : هل تسمحين برقم هاتفك ؟
ترددت لثوان وقالت مبتسمة لماذا ؟
ـــ قلت نتعارف أكثر
أملت علي الرقم متلعثمة وكنت أسجله في هاتفي
ـــ ستسمعين رنة تلفون الآن في مكالمة لم يرد عليها ، وأرجو تسجيله
ـــ شكرا لك يا ..... وسيم وغمزت بعينها : اسم على مسمى... ولوحت بيدها مبتعدة
في اليوم التالي كنت مشوش التفكير ، وفي بعض اللحظات أسائل نفسي : لماذا ؟
ولا جواب عندي ، وأتردد في الاتصال ربما أحرجها ، أو ربما أزعجها أو أو .....
كنت في غرفتي أطالع رواية لكاتب مشهور وانا منغمس مع شخصية الرواية ومعاناتها ، يغمرني الإعجاب بأسلوب الكاتب ، رن هاتفي لم أنتبه فربما بعض أصحابي
وعندما نظرت كانت المفاجأة إنها هي
ـــ مرحبا ... كيفك
ــ أهلا رانية
قالت ضاحكة :
الورد دائما يحتاج الندى
فرددت على الفور :
ـــ والندى لا يسمى ندى إلا وهو على شفاه الورد
ضحكت بصوت قوي وقالت :
ـــ أنت شاعر
قلت : ـــ نعم وأنت أديبة
قالت والله أكتب القصة القصيرة والخاطرة ولكنني الآن في الحديقة .....
ـــ أعرفها ..... أأنت وحيدة ؟
ــــ نعم
ــ سأحضر
تحدثنا في موضوعات الأدب والشعر والجمال
لم نشعر إلا والشمس غابت ونحن نتمشى في الدروب حينما دخلنا زقاقا معتما ، وقفنا قليلا ولم ندر كيف ضممنا بعضنا في همسة ناعمة .......أحبك
هل تذكرين؟
رمزت عليا
آخر تعديل رمزت ابراهيم عليا يوم 06-12-2011 في 05:52 AM.
ما أروعها من صدفة بدأت بنظرة ساحرة وهمسة آسرة
وانتهت بـ (أحبك) في زقاق معتم لربما تؤدي إلى ولادة نور الحياة القادمة
أو
إلى ذكرى توقظ شهيّة الحنين وتربت بين الحين والحين على كتف الأيام..
لا عليكِ فالجمال لايُنسى والجميلُ لا يبرح أحضان الذاكرة
،
،
أستاذي القدير رمزت ابراهيم
لك تقديري واحترامي الكبيرين
،
أمـــل