القصة عمل أدبي يصور حدثا بلغة نقية، كتابة أو مشافهة، بهدف إمتاع النفس، وتخليصها من متاعبها، والتأثير فيها، فهي من وسائل التربية والتعليم والتقويم المهمة. ويعتبر التعليم بالقصة من الأساليب المحببة للأطفال ؛ فهم يقبلون عليها بشغف، ويصغون لسماعها باهتمام، وكلما انتهت المربية من سرد قصة يطلبون منها المزيد ؛ لذلك فإنها من العوامل المهمة التي تعمل على :
- تربية وجدان الطفل، ونشر الاتجاهات الإيجابية لديه وترسيخها، فتجعله قادرا على التمييز بين الصواب والخطأ، والانحياز لجانب الحق.
-غرس القيم السامية وصقلها ؛ بما لها من قوة تأثير في التوجيه والتغيير.
- تساعد على تنمية التركيز وزيادة الانتباه لديه.
- وتعمل على تنمية خيال الطفل، وتجعله مؤهلا للإبداع ؛ إذ إن الطفل أثناء استماعه للقصة يعايش أحداثها، فتنقله من عالمه الضيق إلى فضاءات واسعة، حيث يتخيل نفسه واحدا من أبطالها، ويرافق شخصياتها الأخرى في حلهم وترحالهم.
- تنمي قاموس الطفل اللغوي بمفردات وتعبيرات جديدة.
* ومن النصائح التي يقدمها الخبراء التربويون للأم وللمعلمة قبل أن تبدأ بسرد القصة للطفل ما يأتي:
- أن تكون مناسبة لعمر الطفل العقلي.
- أن تكون هادفة تعمل على تقويم اتجاهات الطفل، وعلى غرس القيم التي نتطلع لغرسها في نفس الطفل.
- أن تكون خالية من المشاهد المرعبة التي يمكن أن تثير الفزع في نفس الطفل ؛ مثل قصص العفاريت أو الغول أو ما شابه ذلك من حكايات لأنها تسبب له قلقا، وقد تجعل منه إنسانا جبانا.
- أن لا تشتمل على سخرية من الآخرين، أو تنصر الباطل على الحق، أو تشتمل على مواقف منافية للذوق العام.
- أن تدور حول إنجازات وإبداعات الأبطال الفاتحين والعلماء المبتكرين، وما شابه ذلك.
- أن تركز الأم أثناء القراءة على الدروس والعبر المستفادة من القصة.
- أن تطلب الأم من الأطفال محاولة توقع نهايتها.
* ولكي تنجح المربية في إحداث التأثير المطلوب في نفس الطفل فإنها تُنصح بما يلي :
- عدم إجبار الطفل على الاستماع لقصة لا يحبها، أو في وقت يكون فيه مشغولا بشيء يحبه أكثر منها.
- تغيير نبرات صوتها حسبما يقتضيه الموقف.
- الاستعانة بيديها وبحركات جسمها لإحداث المزيد من الإثارة.
- الانتظار قليلا بين الفينة والأخرى بهدف تشويق الأطفال، وإثارة فضولهم لسماع المزيد.
- السماح للطفل بطرح الأسئلة أثناء السرد والإجابة عنها بصدر رحب مهما يحدث المزيد من التعلم.
- بعد الانتهاء من السرد طرح أسئلة حول مضمون القصة ليجيب عنها الأطفال بهدف ترسيخ التعلم الذي حصل.
- تشجيع الطفل الموهوب الذي لديه استعداد لكتابة القصة، ومساعدته على إشباع هوايته وتنمية موهبته.
ومن القصص التي لاحظت خلال فترة إشرافي على رياض الأطفال أنها تثير اهتمام الأطفال وتلقى قبولا واسعا لديهم : قصة أصحاب الأخدود،قصة مريم، قصة أم موسى، قصة اختراع الهاتف، قصة اختراع المصباح الكهربائي، قصة الجندي واللعبة، وما شابه ذلك من قصص دينية وعلمية وأدبية.
وحيث إن للقصة كل هذا الدور التربوي الكبير، فقد عمدت وزارات التربية والتعليم إلى تضمين مناهجها الدراسية العديد من القصص المربية بهدف إحداث تغيير إيجابي محمود في سلوك الأطفال وفي أساليب تفكيرهم.