هناك اقتران وانسجام ما بين القافية والمعنى وتطويع الثاني للأولى!
هذا من خصائص الشعر العمودي الرصين والمحكوم بقانون الجزالة القوة ومحددات التعبير والتركيب،
والذي يفتقده الشعر الحر أو التفعيلي كما يسمى.
عندما يحدث لغط ما في بنية هذا الانسجام، يصبح الشعر ركيكا مركبا تركيبا عشوائيا!
فتبدو القافية كأنها مسمار دقّ في ذروة البيت الشعري بقسوة متناهية، فهدمه على شطريه!
على سبيل المثال: لله كلَّت فؤادي
في النفس حلَّت تصبني
ما هي التي كلت فؤاد الشاعر؟!
وإن كانت أصابت النفس، فالأجدر أن يقول حلت وأصابتني أو تصيبني، مع أنها لا تركب هنا لا معنى ولا مبنى!
المعنى مبتور، والدلالة عليه مبهمة، والقافية محشورة!
ليست الغاية -أيها القدير- أن نرصف أبياتا مشطّرة، وننتقل منها إلى غيرها دون ملاحظة أمور كثيرة لا بد من الأخذ بها.
الشعر لوحة متكاملة، نوعية الورق والألوان والأرياش وخبرة الرسام وموهبته ونفسيته ودوافعه... كل هذا يؤثر في القصيد والمتلقي.
آمل عليكم المطالعة والقراءة أكثر، والتمرن أكثر، فهذا ما يفيد
والله الموفق
محبتي والود