لا شك ولا خلاف في صعوبة التفريق عند الكتابة بين حرفي الظاء والضاد لعدة اسباب منها اختلاط اللهجة العامية مع اللغة العربية وكذلك قرب مخارج الحرفين من بعضها البعض واشتراكهم في جميع الصفات هذا من ناحية الشكل لكن من حيث المعنى هنالك فرق واختلاف كلي بين الحرفين وكمثال على ذلك كلمة ظل اي بقي هنا وكلمة ضل اي ضاع
فنقول ظل بالبيت ولم يخرج اس بقي بالبيت
ونقول ضل الرجل الطريق اي ضاع ولم يعرف طرق الوصول
الظن معناه الشك ، والضن معناه البخل
الضالين تعني التائهين ، والظالين تعني الجالسين في الظل؛ لأن الأولى من ضل والأخيرة من ظل.
من ناحية النطق:
الضاد لا يخرج اللسان من الفم مخرجه من وسط اللسان ولا يخرج اللسان عند النطق بالحرف ..
أما الظاء فمخرجه من طرف اللسان وعند النطق بالحرف فإننا نخرج جزء من اللسان والأمر يحتاج لتمرين.
الفرق بين حرفي (ض) و (ظ) يكمن :
أولا :
من حيث الاسم فــحرف (ض) اسمه الضا د ينتهي بحرف الدال ،و (ظ ) اسمه (الظاء) ينتهي بهمزة على السطر .
ثانيا :
من حيث النطق فحرف الضاد له عدة أشكال في نطقه وهو أصعب الحروف تطبيقا وتميزت اللغة العربية به ولذا سميت: ( لغة الضاد) ؛ لعدم وجود هذا الحرف في اللغات الأخرى .
ونطقه إما أن تضرب اللسان في الأضراس اليمنى من داخل الفم , أو يضرب اللسان في الأضراس اليسرى من داخل الفم وهذه الطريقة أفصح مواضع النطق له ، أو يضرب اللسان في أعلى تجويف الفم منبسطا بين الأضراس وهذه أيضا طريقة تظهره بنطق صحيح .
أما حرف الظاء فعند النطق به يخرج جزء من اللسان من الفم .
وباختصار :
الضاد حين النطق به يكون داخل الفم، والظاء حين النطق به يكون جزء منه خارج الفم.
ثالثا :
من حيث الرسم والإملاء _ فليس هناك قاعدة معتمدة تبين الفرق بينهما ، بل يعتمد على الاطلاع وكثرة القراءة والكتابة والاستماع فقط ،علما بأن هناك من حاول أن يجد قاعدة يبين الفرق ولكن هي أيضا تعتمد على القراءة الاطلاع ،ولا فائدة منها .
ملحوظة :
لابد أن ننظر إليهما كحرفين مستقلين مثلهما مثل بقية الحروف ، بمعنى لاتوجد لدينا قاعدة تبين الفرق بين (س ، ش) ،و بين (ذ ،ز ،ث) ، أو بين أي حروف متشابهة .
وكمثال للتفريق بين الحرفين كتب ابن الجزري رحمه الله تعالى في الجزرية :
والضاد باستطالة ومخرج ،،،،،، ميز من الظاء وكلها تجي
في الظعن ظل الظهر عظم الحفظ ،،،،، أيقظ وانظر عظم ظهر اللفظ
أظفر ظنا كيف جا وعظ سوى ،،،،،، عضين ظل النحل زخرف سوا
فظلت ظلتم و بروم ظلوا ،،،،،، كالحجر ظلت شعرا نظل
يظللن محظورا مع المحتظر ،،،،،، وكنت فظا وجميع النظر
إلا بويل وهل وأولى ناضره ،،،،،، والغيظ لا الرعد وهود قاصره
والحظ لا الحض على الطعام ،،،،، وفي ضنين الخلاف سامي
ولفائدة الدارس هذين منظومتين شعريتين حول موضوع الضاد والظاء :
- جمع الشيخ أبو عمرو الداني جميع الكلمات القرآنية التي ورد فها حرف الظاء في الأبيات التالية من نظمه :
ظفرت شواظ بحظها من ظلمنا = فكظمت غيظ عظيم ما ظنت بنا
وظعنت أنظر في الظهيرة ظلةً = وظللت أنتظر الظلال لحفظنا
وظمئت في الظما ففي عظمي لظى = ظهر الظهار لأجل غلظة وعظنا
أ نظـرت لفـظي كـي تيـقظ فــــظه = وحظـرت ظـهر ظهـيرها مـن ظـفرنا
وهذه معاني بعض الكلمات السابقة ( الشواظ = اللهب / كظم = حبس النَفَس والغيظ /و الظعن = السفر /الظمأ = العطش / لظى = نار )
وهذه منظومة شعرية نظمها الحريري في المقامة الحلبية وتضمنت الكلمات التي تحتوي على الظاء فإذا حفظناها أو احتفظنا بها أمكننا اعتبار كل ما تبقى خارجها بالضاد وليس بالظاء مع العلم بأن العديد من كلمات هذه المنظومة هو من الغريب الغابر والمنقرض أو النادر الاستعمال من قبيل الشيظم وهو الجمل الطويل الجسيم والظليم وهو ذكر النعام وغير ذلك مما يمكن إهماله من قبيل : الشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والعُنظُوانُ والحنعاظ...الخ .
شكرا جزيلا أستاذتي عواطف، على ما جئتنا به
من أصعب الأمور في اللغة العربية - برأيي- بعد الهمزة ، هو عدم التفريق أحيانا بين حرفي الضاد و الظاء في كثير من الكلمات لدى الكثيرين منا
و بانتظار ما يمدنا به أستاذنا عبد الرسول معله حول هذا الموضوع لتبسيط التفريق بين الضاد و الظاء
عميق امتناني لك و جل تحياتي
معلومات مهمة ومفيدة للتفريق بين الحرفين
أجد أحيانا صعوبة في التفريق بينهما وقرأت مرة بأن لفظها في اللهجة المصرية يفيد في التمييز بين الحرفين
كون (الضاد) تظهر (كدال) مشددة و(الظاء) تظهر باللفظ كحرف (الزاي) المشدد أيضاً
لا أعرف مدى صحة هذه المعلومة ولكني أحاول أن أتبعها أحيانا
شكرا لك يا غالية على هذا الموضوع القيم
محبتي