بالمصادفةِ وصلتُ إليكَ عَن طريقِ البصيرةِ , فصارَ انتزاعُكَ منّي أمرًا فِي غايةِ الصّعوبةِ .
المسافةُ الزَّمكانيةُ التي يُهرَم تحتَ وطأتها العالمُ الموجود ,
أنتَ وَ أنا , فوقهَا ,
ندوسُها بِمعرفتِنا لِبعضِنا , فهي أسيرةٌ لدينا مَحكومٌ عليها بالفشلِ .
المُسلّط عليّ تأثيره هُو أنتَ ,
فكلّما حاولتُ الاِبتعادَ عنكَ بِكِبري .. تقرّبتُ أكثر بطفولتِي !!
كلّما حاولتُ الاِنشغالَ بشيءٍ مُلّون .. توغلتُكَ بالإهتمامِ بالفضولِ بالاِكتشافِ وَ التّوقِ !!
حتّى مُحاولاتِ أولئكَ المُحيطينَ بيَّ , المُحِبّينَ الهَادينَ ليَّ باقاتِ ليالي السَّمر ,
لا يُهّمني ,
لا يُسحرني نجمهم ,
وَ مِن بينِ كلِّ ذاكَ الضَّجيج .. تَنطُّ هذهِ الصُّورة الرُّجولية بِما يُحمّلني إلهامُها القمري اِبتسامةَ * الجيوكاندا , لا أحد منهم قادرٌ على فكِّ مُعْضلتها الحزينة
إلاّ أنتَ يا صاحبَ الصّورةِ .
لقدْ حاولتُ أنْ أخاطبَ عقلي .. آمره .. أنهيه .. أحرّمه بأنك لستَ ليَّ وَ لَنْ أكون لكَ , كما يُريح أعرافهم وَ تقاليدهم وَ سماءهم غيرَ العادلة ,
بيد أن اِمتلاك الأشياء أو الشّخوص لا يُثيرُكَ و لا يعنيني
و هذا ما ميّزك وَ أفردني بقوةٍ نحوكَ .
هل أقولُ لكَ أني مارستُ رياضة النّسيان بتقليدٍ أعمى لضميرٍ حازم , فوجدتني أفور ذاكرةً تتغنى بِصداكَ !
أجبني أرجوك ,
أيُّ هدى يشفعُ لتوبتي منكَ ؟!! .. أو أيُّ إلحادٍ يكفّرني بكَ ؟!!
قلْ ليَّ و سأكون عهدًا جديدا ..
لكّنْ اِسمحْ لي قبلَ هذا
أن أُبيّنَ تعقيدي المُعلّقِ ببساطتِكَ الذَّكية
فقدْ تخيّلتُ مرّةَ : أني أكتبُ عنكَ ..
فتدافعتْ مشاعري
لا أدري من أين خرجتْ .. ! حتى أني أحترتُ بأيّ كلماتٍ سأهيكلها .. !
وَ اِرتفع تنفّسي
اِضطرب عقلي وَ أتعبني دمي بالجري لآخرِ مناطق الجلد الضَّيقة ..
شعرتُ حينها أني مُرهقةٌ بشكلٍ يبعثُ على اللّذة ,
و كلّه كان بسببِ
تخيّلي أني سأكتبُ عنكَ !! ..
وَ الآن ماذا ترى
هل تستحق الأشياءُُ البعيدةُ كلّ هذا التَّصويب , المُعاناة ؟ !!
و هل هي حقًا بعيدةٌ ؟ !!
و ثمّة مسافةُ بيننا ؟ ماهي .. !!
و هل هناك شيءٌ مركوسٌ بيننا , لنكون على ما نحن عليه بــ أنتَ وَ أنا ؟ !!
لماذا لا نكون نحن
و هل تنتهي معاناتنا
بنحن .. ؟
.
.
يوم الاِثنين
05-03-2012