( نصب المجهول ) للشاعر صفاء المهاجر"
مع محبتنا وتهانينا وامنياتنا العطرة
صدر ديوان ( نصب المجهول ) للشاعر العراقي صفاء المهاجر وهو باكورة إصدارته الشعرية,عن دار الرند للطباعة والنشر بدمشق’وتزيّن الديوانُ بعشرين قصيدةً من قصائد الشاعر.
وقد كتب مقدمة الديوان الناقد المعروف بلاسم الضاحي .. وجاء في المقدمة :
يشتغل المهاجر على محورين في خلق نصه الشعري .
الاهتمام بأدوات بنية الصورة الشعرية : التي تعتمد على اختيار المفردة المألوفة المكتفية بذاتها المبتعدة عن ضبابية اللفظ
وتأكيد الرابط المُبَرر بين مفردات الجملة الخالقة للصورة التي تتناسل تناسلا مألوفا في مساحة تأويل المتلقي .
الاهتمام بمفهوم ( الهيئة ) الصورية : التي تبتعد عن الذهنية وتقترب من الدعابة او المألوف الممزوج بهاجس شعبي
او ثقافي التي لا تقبل التشظي مهما كثرت تأويلاتها وهذه الميزة قليلا ما نجدها عند غير صفاء المهاجر من مجايليه .
بينما كتب كلمة الغلاف الناقد الكبير حاتم الصكَر .. وجاء فيها :
إذا اعتبرنا اسم الشاعر الذي يعتلي عمله واحدا من موجهات القراءة أو عتبة أولى للدخول للقصائد، فإن المهاجر كلقب للشاعر يوحي بأننا سنلتقي بقصائد مكتوبة في فضاء المنفى والمهجر وهما رحم للعديد من شعراء العراق منذ عقود، لكن ما في نصوص(نصب المجهول ) ستخذل توقعنا منذ الإهداء المقدم إلى الأم رمزا أطلقت الشاعر للحياة ثم تركته جذرا مقلوبا أي أنه تجذر في أرضه: عامدا أن يواجه الفضاء ويشم هواء وطنه،ولو بحزن يواجهنا في كل صفحة .فبعد الإهداء ثمة صرخة بكاء مستعارة من ريلكة ، يليها جرح صوفي ونصل في القلب ، وما جرح الشاعر إلا جرح بغداد التي غدت في الذاكرة مكتبة أحرقها التتار ، تحف بها إشارات محيطية كثيرة تؤكد استمداد المهاجر لموتيفات من البيئة العراقية التي تمثَّلها وأعاد نثرها في طيات قصائده. شواهد بغداد من (مدفع أبو خزامة ) حتى طقوس الحناء والنذور، والنخيل والتراب والماء.أمكنة شعرية تحتشد بها القصائد وتستحضرها الذاكرة من زواياها المقصاة ،لذا (لم يلحظها باشلار ) ، لكن ذلك لا يمنع تمدد الرؤية وتوسعها فيحضر نيرودا وسميراميس ورموز إنسانية لا يمهلنا المدفع لنتأملها، فثمة من يريد( تحويلنا فئران مختبر) في خراب كان اسمه الوطن.
القصائد كتجارب شعرية ستمر عليها طاقة الشاعر ونضج أدواته لتتنوع فنيا بحرية ، وتواكبها لغة منكشفة المعنى لأنها تصوب نحو هدفها بلا مواربة أو نفاق.