كنت في زيارة إلى إحدى المدارس ..وحيث أنه تربطني علاقة جيدة مع المدرسات فقد كنا نتناول بعض المواضيع للنقاش ..وغالبا ما تكون الشكوى والتذمر هو سيد الموقف من المدرسات وبصدق لا ألقي اللوم عليهن …فنظرة واحدة للأوضاع الصعبة في التدريس ومسؤوليات الأسرة تشعر الأخر بمدى المعاناة التي تقع على عاتقهن
تعددت الحوارات وتنوعت ما بين شكاوى عامة وخاصة وكنت بالطبع أنصت باهتمام حتى أتعرف على ماهية المشاكل التي من الممكن بحثها والتحدث عنها .
كانت الشكوى المفاجئة من مدرسة شابة وجميلة تقول لم لا تتركنا ( الحموات ) في حالنا !! وقد كانت تتحدث بمرارة من تدخل والدة زوجها في كل حياتها الخاصة وخاصة أنها تسكن في منزل مجاور جداً لمنزل أهل الزوج ,
تركتها وتذكرت مجموعة كبيرة من القصص التي كنت أسمعها من نساء يعانين من نفس المعاناة وقبل أن نقدم الحل وهو لا يحتاج لتقديم أيضاً حيث أن للزوجة مكانتها ..وللأم أيضاً مكانتها
تذكرت قصة سمعتها من صاحبتها مباشرة وسأذكرها للتذكير بأن الزوجة ليست مجرد شيء من الممكن تبديله أو تغيير قطعه إذا لزم الأمر !!….تقول صاحبة المشكلة , تزوجت من شاب رائع كانت أمه تنوي تزويجه من أبنة أختها ورفض هو, بعد الزواج لم تتقبل حماتي وجودي بينهم وخاصة أن إخوة زوجي الذكور متزوجين من قريبات لهم , ويعيش الجميع في منطقة قريبة , وقد يحضر أي فرد من الأسرة للسهر أو الزيارة في أي وقت من اليوم أو الليل وعندها شعرت ببعض الضيق وأخبرت زوجي بأنني في بعض الأحيان أكون بوضع غير مناسب لاستقبال الزوار أو أنني لا أرتدي ملابس محتشمة لذا لو كان بالإمكان أخذ الإذن قبل القدوم حتى أكون جاهزة لاستقبالهم , بلغ زوجي والدته بهذا الطلب كونها كبيرة الأسرة والأم التي لا تـُرد كلمتها لأفاجأ بها تدخل منزلي من غير أن تستأذن أو أن تطرق الباب وكنت وقتها في غرفة النوم فقالت لي بالحرف الواحد : لن أدعكِ تفرقين الأسرة وسوف أعمل على أن لا تنامي في هذه الغرفة أكثر مما نمتِِ , طبعا زاد الوضع سوءاً بعد أن علمت حماتي بالموضوع وزاد اقتحام منزلي من كل الأسرة وفي كل الأوقات ولم تنفع جميع الوسائل للتفاهم مع زوجي أو أهله لوضع حد لهذا الأمر , فأخذت حقيبتي وعدت إلى منزل أهلي أنا وأطفالي الأربعة , ولم أكن أتخيل أن حماتي كانت تقصد كلامها حرفياً كما هددت عندما قالت بأني لن أعود لغرفة نومي مجدداً وفعلا ما أن مضى على وجودي في بيت أهلي شهر حتى كانت حماتي قد زوجت زوجي لقريبتها التي كانت تنوي تزويجها له من قبل وزيادة على ذلك لم تغير غرفة النوم خاصتي وفاءاً ليمينها الذي قطعته بمنعي من دخول غرفتي , طبعا قد يتساءل البعض أين زوجي من كل ذلك؟؟ , أقول لكم هو يحبني جداً ولكنه كان ينفذ أوامر أمه بحذافيرها مهما كانت خوفاً من أن يصبح عاقاً !!
اخترت لكم قصة خفيفة من القصص الكثيرة المنتشرة في المجتمع , الجميع يعرف أن الأم لا يساويها أحد في المكانة والمنزلة …وأن الجنة تحت أقدامها وأن رضاها ما نسعى له جميعا ولكن هل يكون ذلك على حساب إستقرار أبنائها وهل تتسلط على زوجات الأبناء باسم الرضا والطاعة ؟؟!! من حق زوجة الابن أن تعامل بما يرضي الله سبحانه وأن تستقر في منزلها وأن تكون هي ملكة المنزل وربته كما كانت الأم قبل أن تتحول لدور حماه وتقف لزوجة الابن بالمرصاد من مبدأ أنها أخذت منها أبنها وفلذة كبدها الذي سهرت عليه الليالي , لن نغير ما خلقنا من أجله أن نتكاثر ونتزاوج بالمودة والرحمة وليس بحرق الأعصاب والعيش وسط بيئة تؤثر على استقرار الأسرة وعلى بنيانها .