آخر 10 مشاركات
ماذا بعد؟ (الكاتـب : - )           »          مجاراة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي .. سلو قلبي (الكاتـب : - )           »          كنا صغارا نلعب (الكاتـب : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ***_هذا غديرك_*** (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هي الأقدار (الكاتـب : - )           »          قراءة تحليلية لقصة "جنون" للأديبة أحلام المصري/ مصر (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > الأدب العالمي

الملاحظات

الإهداءات
عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : من الروح إلى هيئة أرواح النبع الكرام ؛ الجسد بلا أرواحكم خاوية************ و عُديركم تقصيرنا ************ محبتي و الود

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-31-2018, 12:06 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي ملامح_المشروع الفكري لإدوارد سعيد


-1
تتجاوز أهمية إدوارد سعيد (1935_2003) الثقافية والفكرية الإعلام والسياسة إلى حقول معرفية عديدة من ضمنها: الدراسات الأنثروبولوجية، وتاريخ الفن، ودراسات خطاب مابعد الاستعمار، والنظرية الثقافية التي كان سعيد واحداً من أبرز المنظرين والباحثين الذين حولوا مسارها خلال الربع الأخير من القرن العشرين، من خلال كتبه ومقالاته ودراساته التي تراوحت موضوعاتها بين النقد الأدبي والسياسة ونقد الموسيقى ودراسة مايسمى في حقل الفلسفة المعاصرة.. تحليل أنظمة الفكر.
أصدر إدوارد سعيد، إضافة إلى الكتب العديدة التي حررها أو اسهم فيها أو كتب مقدماتها، عدداً كبيراً من الكتب، التي أثارت الحوار والجدل على صفحات المجلات والصحف البارزة في الغرب، وبوأته خلال الربع الأخير من القرن العشرين مكانة رفيعة في حقول النقد الأدبي والدراسات الثقافية. كما ترجمت العديد من كتبه، وعلى رأسها "الأستشراق"، إلى عدد كبير من اللغات العالمية.
من بين كتبه: جوزيف كونراد ورواية السيرة الذاتية(1966)
بدايات: القصد والمنهج(1975)،الاستشراق(1978)،القضية الفلسطينية(1979)،تغطية الإسلام(1981)،العالم والنص والناقد(1984)،مابعد السماء الأخيرة: حيوات فلسطينية(1986)،لوم الضحايا(بالاشتراك مع كريستوفر هيتشنز،1988)،تنويعات موسيقية(1991)،الثقافة والإمبريالية(1993)،سياسة السلب: الكفاح من أجل حق تقرير المصير الفلسطيني(1994)،تمثيلات المثقف(1994)،غزة-أريحا: سلام أمريكي(1994)،القلم والسيف (حوارات مع ديفيد بارساميان، 1994)،"أوسلو2:سلام بلا أرض "(1995)،خارج المكان(وهو الكتاب الذي يروي سيرة إدوارد الذاتية مابين القدس والقاهرة وأمريكا، ويكشف عن جذور عبقريته ودور والدته في دفعه باتجاه الأدب والفن والموسيقى،1999)،السلطة، السياسة،والثقافة: حوارات مع إدوارد سعيد(2002)،فرويد وغير الأوروبيين (2003)،المذهب الإنساني والنقد الديمقراطي(2004)،حول الأسلوب الأخير: الموسيقى والأدب ضد السائد(2006)،الموسيقى على التخوم(2008).
وتدل قائمة الكتب السابقة على تنوع اهتمامات إدوارد سعيد والنشاط الفكري الخلاق الذي تحلى به خلال السنوات السبع والستين التي عاشها.
لكن هذه الاهتمامات المتعددة كانت تنبع من بؤرة محددة أساسية، وهي انشغاله الدائب بالقضية الفلسطينية، فقد كانت فلسطينية سعيد، التي انتقدها مثقفو اليمين في الغرب وصبوا عليه سخطهم بسببها، قوة أخلاقية لقول الحقيقة للسلطة أينما وجدت، في السياسة والثقافة كذلك.
ولعل كتابه "الاستشراق " أن يكون نافذته التي أطل منها على فلسطين ومأساتها، فحلل استراتيجيات الفكر الغربي في تعامله مع ما ليس غريباً ليتوصل في الكتاب الذي حول دراسات الآخر وأثر عميقاً في حقول بحثية ومعرفية عديدة وتيارات فكرية وأجيال من الباحثين، إلى أن مأساة الفلسطينين نابعة من قدرة الصهاينة على بث صور نمطية عن العرب والمسلمين وجعلهم المواطن الغربي يصدق هذه الصور.
----------------------------------------------
ادوارد سعيد
دراسات وترجمات
فخري صالح












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2018, 12:07 PM   رقم المشاركة : 2
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ملامح_المشروع الفكري لإدوارد سعيد

2
لقد صدر إدوارد سعيد في رؤيته النقدية وعمله المعرفي
عن تصور يرفض النظريات الأصولية في فهم الأدب والتاريخ،أي تلك التي ترى في الأصل الغربي _ الأوروبي مصدر إشعاع يغمر بضيائه الثقافات الأخرى. وكان كتابه "الاستشراق " بمثابة نقد مضاد لكل هذه النزعات الأصولية حيث اختار لهجومه موضوعاً من بين أكثر الموضوعات الشائكة في التفكير الغربي حول الشعوب الأخرى، وهو الدراسات الأستشراقية التي صعد نجمها في مرحلة تاريخية ترافقت مع التوسع الاستعماري الهائل خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. لكن سعيد استطاع ببصيرته النافذة، وعقله التحليلي الذي هضم معارف الغرب ومناهجه الجديدة، أن يعيد تأطير فكر المستشرقين وإنجازهم، مفككاً هذا الفكر واضعاً الاستشراق في إطاره التاريخي الثقافي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وصولاً إلى النصف الأول من القرن العشرين. وقد وصف سعيد الاستشراق بأنه ممارسة من ممارسات القوة تخدم، بغض النظر عن الحالات القليلة التي تمثل الاستثناء لا القاعدة، برنامجاً استعمارياً للهيمنة والسيطرة، ولم تكن اهدافه من ثم علمية خالصة كما ادعى ممارسوه وأتباعهم ممن درسوا تاريخ الاستشراق وإنجازه النصي. رأى سعيد أننا "إذا اتخذنا من أواخر القرن الثامن عشر بداية محددة تقريبية للانطلاق منها فإن الاستشراق يمكن أن يدرس ويحلل بوصفه المؤسسة المشتركة للتعامل مع الشرق- التعامل معه بإنشاء عبارات وزوايا نظر مفوضة حوله، بوصفه وتعليمه وتحديده والحكم عليه: إن الاستشراق
باختصار هو.. الأسلوب الغربي للسيطرة على الشرق وامتلاك السيادة عليه ".(( الاستشراق،ص:3))
ومن الواضح أن ما أثار حفيظة الكثيرين من نقاد سعيد هو اللهجة الهجومية، التي تستند إلى أرشيف ضخم من الكتابات الاستشراقية ،كما تستند إلى معرفة دقيقة بمناهج التحليل الغربية الجديدة التي قرأت مناطق أخرى من ممارسات القوة- المعرفة وكشفت عن فضيحة العقل الغربي في أزمنة التنوير والحداثة(قراءة فوكو لتاريخ الجنون، وتاريخ الجنس، وتاريخ العقاب.....).ولذلك أصبح "الاستشراق " من الكتب الأساسية في القرن العشرين، العابرة للتخصصات والتي أثرت في عملية تغيير التفكير في موضوع الاستشراق وكذلك في حقول التفكير بالعالم الثالث وعلاقة المستعمِر بالمستعمَر مما مهد لظهور مايسمى الآن "دراسات مابعد الاستعمار" التي تعيد النظر في الخطاب الاستعماري حول البلدان والشعوب المستعمرة،ومن ثم تفكك هذه العلاقة وتنظر إلى الذات الوطنية بعيون جديدة غير خاضعة لمناهج التحليل الغربية المهيمنة.
بالمعنى السابق يمكن القول إن إدوارد سعيد، سواء في "الاستشراق " أو في كتابه التالي "الثقافة والإمبريالية" ودراساته العديدة الأخرى، وقد ألهم قطاعاً واسعاً من النقاد
والباحثين في الدراسات الثقافية وتحليل الخطاب، الذين بدأوا يعيدون النظر في الكثير من المسلمات التي روج لها الخطاب الغربي في العلوم الإنسانية.
كان "الاستشراق" إذاً قد وضع إدوارد سعيد في دائرة الضوء، لكن عملاً آخر سبقه لم يلق من الاهتمام مايستحقه، وربما يعود ذلك لطبيعة موضوعه المتخصصة المعقدة. إن كتاب "بدايات" يدور حول مشكلات بداية العمل الأدبي أو الفلسفي واختيار الكاتب الحاسم لبداياته التي يرتحل منها وتميز عمله عن غيره من الأعمال التي سبقته.
لكن أهم مافي "بدايات" هو تساؤلاته الجذرية حول اللغة بوصفها موضوعاً للتفكير، وحول الهيمنة الثقافية لمجال ثقافي أو قومي على آخر، وحول الاصالة والتحرر والحرية(بدايات،ص:381)،وهي أسئلة بحثتها أعمال تالية لإدوارد سعيد بدءاً من "الاستشراق" مروراً ب"القضية الفلسطينية" و "تغطية الإسلام" و" العالم والنص والناقد" وصولاً إلى عمله "الثقافة والإمبريالية" الذي يوسع أطروحة "الاستشراق" لتشمل جهات جغرافية أوسع في العالم تتجاوز الشرق ، كما تشمل حقول بحث وإبداع كالرواية والشعر، دارساً في هذا الكتاب التحليلي الواسع الإطلاع والمعرفة علاقة صعود الرواية وتطورها بالتوسع الإمبريالي في القرنين التاسع عشر والعشرين.












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2018, 12:08 PM   رقم المشاركة : 3
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ملامح_المشروع الفكري لإدوارد سعيد

- 3
في "الثقافة والإمبريالية" ربط سعيد كتاباته عن فلسطين والشرق الأوسط وتأملاته حول دور المثقف ووظيفته بنقده للثقافة الغربية وأشكال الهيمنة الغربية على العالم غير الغربي
لكنه تحدث كذلك عن ثقافة المقاومة مقترحاً صيغة جديدة من صيغ القراؤة سماها "القراءة الطباقية " . وماعناه سعيد بالقراءة الطباقية هو "إعادة قراءة الأرشيف الثقافي " للمستعمِر والمستعمَر شاملين في بحثنا الخطاب المهيمن والخطاب الواقع تحت ثقل الهيمنة. وقد اقترح، في مواضع عديدة من كتابه، أن نقرأ أوبرا عايدة لفيردي وأعمال ألبير كامو وأن نقرأ جين أوستن بمصاحبة فرانز فانون وأميلكار كابرال، بحيث تشمل القراءة الطباقية الإمبريالية والمقاومة التي تتصدى لها في الوقت نفسه.
يمكن أن نعيد تصورات سعيد السابقة، فيما يتعلق بمنهجية القراءة،إلى فكرته الأساسية حول تهجين الثقافات واختلاط هويتها، وهجومه المستمر على الرؤية المحافظة التي تغلف الهوية بادعاءات جوهرية بحيث تفصل البشر عن بعضهم البعض بسيف بتار. ولعل تعريف الهوية، والثقافات من ثم بأنها متغيرة غير ثابتة هو مايعطي كتاب "الثقافة والإمبريالية " قوة دفعه وأصالته وذهاب سعيد بعيداً في مشروعه الثقافي والشخصي بوصفه "مقيماً بين الثقافات"
وعلى حدودها المشتركة.
لقد حاول سعيد في كتابه ذاك، الذي عده تتمة ل"الاستشراق"
أن يحلل فكرة الإمبراطورية، والتوسع والامتداد الجغرافي للإمبريالية الغربية في آسيا وإفريقيا، واتصال الحضور الإمبريالي بالثقافة وكونه جزءاً مُشكلاً لمعنى الثقافة الغربية في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين.
ومن ثم لم تكن غاية "الثقافة والإمبريالية" تقديم قراءة متوازنة لما كتبه كتاب الغرب عن العالم الثالث وما كتبه كتاب العالم الثالث عن بلادهم؛ كما أن القراءة الطباقية، التي تحدث عنها سعيد، ليست سوى مقترح يعرضه للتخفيف من فائض التحيز الذي يغمر الكتابات الغربية عن العالم الثالث. لكن هذه القراءة المقارنة، بالمعنى الواسع والعميق لفعل المقارنة،ليست
هي موضوع "الثقافة والإمبريالية"،مثلما لم يكن كتاب "الاستشراق" معنياً بتقديم قراءة مصححة للخطاب الاستشراقي؛ إذ أنه كان معنياً في الحقيقة بتحليل الأنظمة الداخلية للخطاب الاستشراقي: كيف تشكل هذا الخطاب وكيف كان يعمل بنوع من الآلية الداخلية ،وماهي غاياته وطرق اتصاله بالسلطة التي تستعمله. وهذا التحليل مدين بقوة لعمل ميشيل فوكو، الذي تأثر به إدوارد سعيد كثيراً خصوصاً في "الاستشراق"،رغم افتراق السبل بين فوكو وسعيد من حيث فهمها المختلف لغايات تحليل الخطاب والفوائد التي نجنيها من عملنا على الخطابات بأشكالها المختلفة.
وفي كتاب سابق على "الثقافة والإمبريالية"، هو "العالم والنص والناقد"،عمق إدوارد سعيد فكرته الأساسية عن ترابط الإنجاز النصي والعالم وشروط الحياة اليومية للبشر رافضاً تصورات منظري مابعد البنيوية الذين يرفضون اية مقاربة لعلاقة النص بالعالم، مفضلين الاهتمام بالتداخل النصي!
إنهم كما رأى سعيد، لايقدمون "أية دراسة جدية لمفهوم السلطة،سواء من حيث الطريقة التي تنتقل بها السلطة تاريخياً وظرفياً من الدولة إلى المجتمع المشبع بالسلطة، أو بالعودة إلى العمل الفعلي للثقافة ودور المثقفين والمؤسسات والأجهزة الاجتماعية". (العالم والنص والناقد،ص:172) ومن الواضح أن هذا النقد الذي وجهه سعيد، إلى منظري مابعد البنيوية، يمس بصورة عابرة ملهمه الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو. ومن هنا فإن علاقة سعيد بفوكو تبدو متغيرة غير ثابتة؛ فهو رغم نهله من عمل فوكو وعدّه له مصدراً منهجياً أساسياً ، لاغنى عنه ،يزوده بتعريفه للخطاب ويدله على أشكال تموضع السلطة في الخطاب، إلا أن سعيد يبدو متشككاً فيما يتعلق بفهم فوكو للسلطة، ويرى أن هذا الفهم يقود إلى نوع من عدم المشاركة السياسية، خصوصاً أن الفيلسوف الفرنسي لايؤمن أن النظرية أو التحليل يؤديان إلى أي فعل. إن منهجية فوكو في تحليل علاقات القوة والمعرفة تعمل على فضح صيغ التوتاليتارية وأنظمة الاستبداد وأشكال عملها في الفكر والمؤسسات، لكن ذلك لا يقود إلى أية مقاومة، ولا يحفز على وضع برنامج عمل. وهذا هو الفرق الحاسم بين تفكير كل من فوكو إدوارد سعيد الذي يشدد على مفهوم المقاومة وعلاقة النصوص بشروطها المكانية-الزمانية. ومن ثم فإن سعيد يؤسس في "العالم والنص والناقد" مفهومه لدنيوية النصوص ويقارن بين مايسميه النقد الديني والنقد الدنيوي مفضلاً النقد الأخير الذي يرى أن النصوص الأدبية "في أكثر أشكالها مادية تكون مشتبكة بالظرف والزمان والمكان والمجتمع".












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2018, 12:09 PM   رقم المشاركة : 4
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ملامح_المشروع الفكري لإدوارد سعيد

- 4
لقد ميز إدوارد سعيد أيضاً بين النظرية والوعي النقدي انطلاقاً من عقيدته الدنيوية إذ رأى أن "الوعي النقدي هو إدراك الاختلاف بين المواقف، وإدراك الحقيقة التي مفادها أن لا نظام، أو نظرية، يمكن أن يستنفد الموقف الذي منه انبثقت أو إليه انتقلت هذه النظرية....
إن الوعي النقدي هو إدراك مقاومة النظرية، وإدراك ردود الفعل التي تثيرها النظرية في التجارب والتأويلات الملموسة التي هي في صراع معها. وفي الحقيقة فإنني أريد أن أذهب بعيداً وأقول أن عمل الناقد هو توفير مقاومة للنظرية، وفتح هذه النظرية على آفاق الواقع التاريخي، على المجتمع والحاجات والاهتمامات الإنسانية. إن عمله هو أن يحدد الشواهد الملموسة المستخلصة من الواقع اليومي الذي يكمن خارج أو بعد منطقة التأويل " (العالم والنص والناقد، ص:242)
لقد ظل إدوارد سعيد، أذاً وفياً لأفكاره التي مسها بصورة عابرة في "بدايات"،وشرحها بوضوح تام في "الاستشراق" ثم قام بتوسيعها ومد مجال تحليلها في "الثقافة والإمبريالية"، وكذلك في "تمثيلات المثقف"، الذي هو في الأصل ست محاضرات أعدها المؤلف ليلقيها ضمن "سلسلة محاضرات ريث" في هيئة الإذاعة البريطانية صيف 1993، ونشرتها دار فينتيج عام 2004،حيث يركز على ضرورة أن يمتلك المثقف وعياً نقدياً. وهو يشدد في هذا الكتاب على ضرورة أن لايغيب المثقف في كتلة التفاصيل وأن لا يصبح مجرد شخص يضاف إلى جميع المتخصصين. يقول: "أريد أن اشدد على المثقف فرد له دوره العمومي المحدد في المجتمع الذي لا يمكن اختزاله ببساطة إلى وظيفة لا وجه لها، إلى مجرد فرد مختص منشغل تماماً بعمله. إن الحقيقة المركزية بالنسبة لي، كما أظن، هي أن المثقف فرد منح قدرة على تمثيل رسالة، أو وجهة نظر أو موقف أو فلسفة أو أي رأي، وتجسيدها والنطق بها أمام جمهور معين ومن أجله. " (تمثيلات المثقف،ص:8)
من التشديد السابق على دور المثقف في حياة المجتمع يمكن فهم الدور الذي اضطلع به إدوارد سعيد في الدفاع الحار عن الحقوق الفلسطينية، والانشغال الدائم بتحليل الشروط التاريخية للوعي الفلسطيني، وكذلك وعي العالم بالقضية الفلسطينية. وقد استخدم لشرح وجهة نظره أشكالاً ووسائل متعددة لتوصيل أفكاره: الكتابة الأكاديمية والأبحاث المتخصصة، الكتابة الصحفية،والمقابلات التلفزيونية والإذاعية؛ مما جعله شخصية مؤثرة في الولايات المتحدة وبريطانيا. ومن هنا يبدو عمل سعيد الفكري مثالاً ملهماً في سياق الحديث عن مفهوم المثقف ووظائفه في المجتمع. لقد لفت النظر إلى حقيقة المثقف، ولو كان منفياً بعيداً عن تربته الوطنية غريباً في المجتمع الذي أصبح يحمل جنسيته، يستطيع أن يعلن احتجاجه ونقده لثقافة المجتمع الذي يعيش بين ظهرانيه.












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2018, 12:09 PM   رقم المشاركة : 5
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ملامح_المشروع الفكري لإدوارد سعيد

- 5
يعيدنا المسار الفكري لعمل إدوارد سعيد،وإنجازه على صعيد البحث وتاريخ الأفكار، إلى السؤال الأساسي لوظيفة المثقف
وموقفه ممايدور في هذا العالم. لقد رفض سعيد أن يتقوقع في بيئته الأكاديمية كأستاذ مرموق للأدب الأنجليزي في جامعة كولومبيا الأمريكية، وفضّل رغم ماكان سيكلفه ذلك على صعيد المكانة الأكاديمية والسلامة الجسدية، ان يكون مدافعاً عن القضية الفلسطينية في قلعة الغرب المعادية لحقوق الفلسطينيين، وأن يفكك المفاهيم الزائفة المصطنعة التي بناها الغرب خلال قرون من الزمن عن نفسه وعن الآخر.
ويمكن أن نعثر في كتبه العديدة على الباعث الشخصي لمسيرته الفكرية والثقافية، على جذوره كمثقف منفي لا منتمٍ
مستقل يقول الحقيقة للسلطة سواءٌ أكانت هذه السلطة فكرية أو سياسية.
تمثل هذه الظلال من مسيرة إدوارد سعيد الشخصية، كفلسطيني مهاجر إلى الولايات المتحدة في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، الخلفية التي تقوم في أساس كتابه "تمثيلات المثقف" حيث يمزج بين الشخصي والعام، بين النظرية والممارسة الحياتية، للتشديد على وظيفة المثقف في هذا العالم والتأكيد على دنيوية عمله وانخراطه في الدفاع عن المظلومين الذين لا صوت لهم ولا حول أو قوة. وفي هذا السياق يمكن فهم الإشارات الكثيرة إلى عمله الأكاديمي ومسيرته كمثقف في الولايات المتحدة، وإلى انشغالاته السياسية الفلسطينية واتفاق اوسلو ومعارضته له.
إن هذه الظلال الشخصية توفر توضيحاً عملياً للأفكار والمفاهيم التي عرض لها سعيد في ثنايا ذلك الكتاب صغير الحجم، وتحيل المجرد إلى كيان ملموس من الممارسات الإنسانية.
بالمعنى السابق لايمكن عد كتاب "تمثيلات المثقف" بحثاً نظرياً في مفهوم المثقف وشرح وظائفه، بل إعادة قراءة للمفاهيم المختلفة للمثقف في ضوء التجربة الذاتية والإدراك الشخصي لمفهوم المثقف والأدوار التي يعتقد سعيد أن على المثقف أن يؤديها. ولعل طبيعة المحاضرات، التي أذيعت على جمهور واسع من المستمعين، وقد أملت لحسن الحظ نبرة أقرب إلى الذاتية، بالمعنى الإيجابي للكلمة، منها إلى أي بحث تاريخي استكشافي لمفهوم المثقف وتطوره منذ نهايات القرن التاسع عشر وصولاً إلى نهايات القرن العشرين. ومن هنا فإن الفكرة الأساسية للكتاب تدور حول مفهوم المثقف يربطه عضوياً برسالة يؤديها في المجتمع. وما يلفت انتباه إدوارد سعيد في تحليل المفكر الفرنسي جوليان بندا لدور المثقف،في كتابه الأخير "خيانة المثقفين" هو التشديد على دور المثقف الرافض القادر على قول الحقيقة للسلطة.
وإذا كان سعيد يفضل منظور غرامشي في تحليله لوظائف المثقفين فإننا نحس في خطابه ميلاً إلى ما يمثله بندا، وانجذاباً إلى نبرة المفكر الفرنسي الرافضة الغاضبة. يقول سعيد إن على المثقف أن "يطرح على الناس الأسئلة المربكة المعقدة، وأن يواجه الأفكار التقليدية والعقائدية الجامدة
(لا أن ينتج هذه الأفكار ويمارس العقائد)، أن يكون شخصاً لا تستطيع الحكومات أو الشركات اختياره والتعاون معه بسهولة، شخصاً تكون علة وجوده هي تمثيل الناس المنسيين والقضايا التي تم إهمالها بصورة متكررة أو أنها كنست وخبئت تحت البساط. إن المثقف يقوم بهذا الدور استناداً إلى مبادئ كلية شاملة: إذ من حق البشر أن يعاملوا، فيما يتعلق بالحرية والعدل، استناداً إلى معايير سلوكية لائقة من قبل القوى العالمية أو القومية، وأنه ينبغي أثبات الانتهاكات، المتعددة أو غير المتعمدة، لهذه المعايير ومحاربتها بشجاعة".












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2018, 12:10 PM   رقم المشاركة : 6
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ملامح_المشروع الفكري لإدوارد سعيد

6 "الأخير"
تمثل الفقرة السابقة من كتاب سعيد بؤرة تفكيره في موضوع المثقف،وخلاصة النظرة التي يشرحها على مدار هذه المحاضرات؛ وليس التقديم التاريخي والأمثلة التي يضربها من جوليان بندا وأنطونيو غرامشي وجيمس جويس والروائي الروسي تورغنيف وريجيس دوبريه وفيرجينيا وولف والمفكر الألماني ثيودور أدورنو، وعشرات من الكتاب والمؤلفين الذين اهتموا ببحث دور المثقف وتمثيله على الصعيد السردي الروائي، سوى محاولة لمفصلة الفكرة الأساسية التي يؤمن بها سعيد ويجلوها في "تمثيلات المثقف".
إن سعيد لايؤيد تحليل بندا الميتافيزيقي لدور المثقفين الذين يعدهم المفكر الفرنسي "جماعة صغيرة جداً من الملوك- الفلاسفة الموهوبين المتفوقين الذين يتمتعون بالأخلاق العالية ويمثلون، من ثمّ، ضمير البشرية". لكنه رغم ذلك مأخوذ بالصورة الجذابة للمثقف الرافض لأية سلطة دنيوية، المثقف الشجاع بصورة مدهشة والقادر على قول الحقيقة للسلطة. في ضوء هذا الانسحار بالشجاعة الأخلاقية العالية لجوليان بندا يبدو تحليل سعيد لواقع المثقف في العالم المعاصر عودة الى المفهوم السارتري للمثقف الملتزم، خصوصاً أن الحضارة المعاصرة تشجع المثقف على التحول إلى مجرد متخصص يسجن نفسه داخل حقل تخصصه مبتعداً تمام الابتعاد عما يجري حوله من أحداث وما يرتكب من جرائم وفظائع بحق البشر أفراداً وجماعات. إن وحش التخصص والاحتراف، والتكسب من المهنة، هو ماينبه سعيد إلى خطره الذي يتهدد المثقفين في العالم المعاصر. وهو الأمر الذي يجعله ينادي بتحول المثقف إلى شخص هاو في حقل الثقافة لا تجتذبه إغراءات السلطة والشركات الكبرى التي تدعوه للعمل لمصلحتها ورهن نتائج عمله برغباتها وأهدافها التي قد تمثل أضراراً كبيرة تلحق بالأفراد أو بمجموعات معينة من البشر.
يمكن تأمل هذه النظرة إلى وظيفة المثقف ودوره الرسالي، بمفهوم بندا في ضوء ما كتبه سعيد في كتابه "غزة- أريحا: سلام أمريكي" (1994)، و أوسلو2 : سلام بلا أرض"(1995)
لنرى كيف وظف سعيد رؤيته لدور المثقف في المنافحة عن وجهة نظره كفلسطيني في المنفى فيما جرى الاتفاق عليه في أوسلو والقاهرة. إنه يدافع في "صور المثقف" عن المثقف المستقل، اللامنتمي (بالمعنى الإيجابي لعدم الانتماء)، البعيد عن دائرة السلطة، المنفي والهامشي. وهو يشرح في إحدى محاضرات الكتاب فضائل المنفى وما يوفره من هامشية للمثقف وقدرة على إعادة النظر فيما تواضع عليه البشر وعدوه صحيحاً. إن وظيفة المثقف، حسب سعيد، هي معارضة الوضع القائم في زمن الصراع وتأييد المجموعات المهمشة، التي تتعرض للظلم والإجحاف، أي تلك المجموعات
غير المُمثلة التي تحتاج صوت يمثلها ويعلن وضعها للعالم.
وهذا ما يفعله سعيد كباحث أكاديمي وكاتب مقالة ومتكلم باسم الفلسطينيين في الغرب ومنافح عن حق أبناء العالم الثالث في تمثيل أنفسهم وتشكيل هوياتهم الثقافية و الوطنية، ما يجعله مثالاً لمثقف العالم الثالث الحر، الهاوي بالمعنى الذي قصد إليه في "تمثيلات المثقف".












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2018, 01:20 PM   رقم المشاركة : 7
أديب
 
الصورة الرمزية قصي المحمود





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :قصي المحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 اعلان
0 نتاجي الجديد
0 مسمار في جدار الصمت

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ملامح_المشروع الفكري لإدوارد سعيد

مساؤك سعادة ومسرات أ. عصام
جزيل شكرنا لهذا الفيض من العلومات
قراءة اولى ولي عودة
تحياتي







  رد مع اقتباس
قديم 09-02-2018, 10:02 AM   رقم المشاركة : 8
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ملامح_المشروع الفكري لإدوارد سعيد

شكرا لكم هذه الإضاءة المتعمقة والتوغل الجميل أيها القدير
سلمت الأنامل
محبتي والود













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 09-04-2018, 10:48 AM   رقم المشاركة : 9
أديب وناقد
 
الصورة الرمزية عوض بديوي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عوض بديوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ملامح_المشروع الفكري لإدوارد سعيد

سـلام من الله و ود ،
معلومات غنية و معالجة طيبة من لدنكم...
شكرا للرفد والإثراء...
أنعم بكم و أكرم...!!
مودتي و محبتي













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مظاهر الخلل الفكري واللغوي في موضوع "لو أنني رئيس حي ..." للثاني الإعدادي فريد البيدق معلم اللغة العربية,المكتبة اللغوية,الأدب العربي ونقده 0 10-19-2015 10:03 PM
امننا الفكرى والعولمة - الكاتب طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى المقال 1 03-29-2013 09:00 PM
خطأ مُؤلفي الكتب التعليمية الفكري في حق الطلاب فريد البيدق معلم اللغة العربية,المكتبة اللغوية,الأدب العربي ونقده 4 12-21-2012 11:15 PM
قراءة النص الأدبي الفكري العربي حاج صحراوي المقال 10 08-14-2011 10:05 PM
لا للتسول الأدبي الفكري العربي حاج صحراوي المقال 7 07-30-2011 09:46 PM


الساعة الآن 03:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::