أوهام أتت سمراءُ تُكمِدها الشجونُ وتنزفُ في مفاتِنها العيونُ وتأبى باللِقا منها عِناقا بأوهامٍ وترهقُها الظنون وتحطِمُ لهفتي فيها صدوداً بغَيرتِها ويأخذها الجنون وجاءت غيرَ باديةٍ لوجدٍ يشقُّ فؤادَها غلُّ مبين فتحسُرُ عن مكابدةٍ طوتها وقلبي في توجُعِها حزين وتحسب أنَّ في قلبي وداداً لأخرى في تواصُلِها أخون بقولٍ جاءها عني لواشٍ لصرمِ وصيلةٍ فينا تبين فجئتُ مبيّناً في الأمرِ قصداً وتكذيباً لما جاءَ الظنين أهاويها على رَودٍ حطيمٍ وأفنى أن تُدانيها الشجون أذكّرُها الهوى عهداً قطعنا وحبلُ الودّ موصولٌ رصين وأسماراً وكم من حَرِّ شوقٍ أتيناها ، لنا فيها شؤون وكانت كلَّما مرّت بروحي نسائمُ عطرِها هاجَ الحنين تمرُّ بخاطري طيفا خفوقاً فيَعبَقُ في شذاهُ الياسمين وأشكو قسوةً منها إليها ويأملُ عطفَها دمعي الهَتون أناشدها الوصال وكنت أصبو لِلَمّ الشمل واللُقيا تكون بقسوتِها تُميلُ الطرفَ عنّي وتقتُلني بجفوتِها الجفون وتنأى عن قَبولِ العذرِ منّي وعهدي في تجافيها يهون ولم أرَ أسيَها قلبي وداداً يعلِّلُني ولا عهداً تصون ويؤنِسُها نزيفُ القلبِ فيها وقد جالتْ بهِ منها الطعون تقول : إليك يا داعٍ وئامي عَنا هجري ولا وجداً ألين تحولُ عن العهود بغير همٍّ وتجزي الودَّ مُبتدِراً تخون ! وترمي ، بعد ما قد جئتَ ، وصلاً ! حرامٌ فيكَ تَبتدِرُ العيون فقلتُ وعيلَ صبري في جفاها وقلبي في تعلُّقِها رهين : إذا ما كِدْتِ بالهجرانِ قلبي فقلبي ، فاعلمي ، شوقاً يحين وما دعوى التنائي منكِ كيداً وما قد صابنا نَفَسٌ دفين وما وجهُ المودّةِ إن أتتنا مقالةَ حاردٍ لا نستبين دعي الأوهامَ فاتنتي وعودي فقد طاحتْ بما يكفي الظنون ولم يعلَقْ بغير هواكِ قلبي وليس سوى هواكِ لهُ قرين