سمي امرؤ القيس بن حجر الكندي أمير الشعراء لقوله:
البِرُّ أنجحُ ما طلبت به ... والبِزُ خير حقيبة الرجلِ
ولأقواله السائرة فيِ القناعة والرضى باليسير عند تعذر الكثير:
إذا ما لم تكن إِبلٌ فمِعْزى ... كأنّ قرون جِلَّتِها العصيُّ
فتملأ بيتنا أقِطاً وسَمْناً ... وَحَسْبُكَ من غِنىً شِبَعٌ وَرِيُّ
و قوله:
فَلَوْ أن ما أَسعَى لأدْنى مَعِيشَةٍ ... كَفاني ولم أطلبْ قَليلٌ من المالِ
وَلَكِنَما أسْعَى لِمَجْدٍ مُؤثَّلٍ ... وَقَدْ يُحرِكُ المَجْدَ المُؤثل أَمثالي
ومن أمثاله السائرة:
وَقاهُم جَدُّهم بِبَنِي أبيهِمْ ... وبِالأَشْقَيْنِ ما حل العقابْ
وقوله:
أراهُن لا يُحْببنَ من قَل مالُهُ ... ولا من رَأينَ الشيبَ فيهِ وَقَوَّسا
ألا إن بَعدَ العُدْمِ للمَرْءِ قِنْوَةً ... وَبَعْدَ المَشِيبِ طولَ عُمرٍ وَمَلْبَسَا
وقوله:
وَقَدْ طَوَّفْتُ في الآفاق حَتّى ... رَضِيتُ من الغَنِيمَةِ بالإيابِ
وقوله:
إذا المَرْءُ لم يَخزُنْ عليه لِسَانَهُ ... فَلَيسَ عَلَى شَيْءٍ سِواهُ بخَزّانِ
وقوله:
فإنك لَمْ يَفْخَرْ عَليكَ كعاجِزِ ... ضَعيفٍ ولم يَغْلِبْكَ مثلُ مُغَلَّبِ
وقوله:
وجرحُ اللسانِ كجُرحِ اليدِ
وقوله:
إنّ الشفاء على الأَشْقيْنِ مصبوبُ
ومن قلائده الفاخرة قوله في وصف الفرس، ولم يسبق إليه ولم يلحق فيه:
مِكَرٌ مِفرٌّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً ... كجُلمودِ صَخْرٍ حَطَهُ الَسيلُ من عَلِ
لَهْ أيْطَلا ظَبْيٍ وَسَاقا نَعَامَةٍ ... وَإِرْخاءُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تَتْفُلِ
وقوله في طول الليل واستعارة أوصافه من الجمل الناهض بالحمل الثقيل:
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ ... عليّ بأنواع الهُمومِ ليبتَلي
فقلت له لما تمطَّى بصُلبه ... وأردَفَ أعجازاً وناءَ بكَلكَل
ألا أيّها اللّيلُ الطويلُ ألا انْجَلِي ... بِصُبْح وما الإصْباحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ
وقوله:
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُل ... وإن كنًتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فأجمل
وَإِنْ كنت قد ساءتَكِ مني خَلِيقَة ... فَسُلّي ثيابي من ثِيابكِ تَنْسُلِ
وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا َلِتَضْرِبي ... بِسَهمَيْكِ في أَعْشَارِ فَلْبٍ مُقَتَّلِ
وهو أول من شبه شيئين بشيئين في بيت واحد، حيث قال في وصف العُقاب:
كَأن قُلوبَ الطيرِ رَطْباً ويَابِساً ... لدى وَكْرِها العُنَابُ وَالخَشَفُ البالِي