سئمتُ ضجيج َ الكون عند نوافذي
وعدت إلى مثواي ..أقفلتُ بابيا
فقررت طرد الشعر ظلما ً وقسوة ً
وما عدت اخشَ الحب إذ جاء شاكيا
سأخرج ُ عريانا لضيف ٍ يزورني
واشتم جيراني ...واصرخ عاليا
سأجمع مزهوا ً شعوبَ تناقضي
واختار كابوسي حكيما ً وواليا
وانصبُ للشيطان ألفَ وليمة ٍ
فقد صرت بعد اليوم في الشر غاويا
لأن ضميرَ الدهر ضاقَ بفكرتي
وما عادت الأيام ُ تهوى غنائيا
لأني ركلتُ الحزنَ من باب غرفتي
فراح مع الأوهام يمكرُ حاليا
لأن أميرَ العشق غادرَ دولتي
وخلف للحرمان ِ قصرا ً وراعيا
دعوني اخبّ ِ البحرَ في جيب سترتي
واقطع رأسَ الصمت نصرا ً وداعيا
وأنسج ُ وجه َ الأرض ِ من رأس إبرتي
وأمسح ُ وجه َ البدر لو عاد باكيا
سأختار ُ في الساحات إحدى قصائدي
أضاجعها ضربا ً..واظهر ساديا
فما عاد بين الناس شيء يقودني
(وقد كنت قبل اليوم سهلا قياديا)*
**
يؤرشفني الحرمان ُ في كل معجم
ومكتبة ُ الأيام ضاقتْ بما بيا
يحاورني نصفي الذي لم اعشْ به
ويرعب وجه َ الصمت حرفي...لسانيا
حملت بكف القلب مليون َ طفلة ٍ
يطاردها غول ٌ يخيف اللياليا
ورحت أهزُّ الليل َ حتى تساقطتْ
نجوم ٌ وأقمارٌ فصرتُ سمائيا
سأرسم في صمت ٍ تفاصيل َ دمعتي
فيحسدني (فان كوخ)..وأهزم (داليا)
قبائلُ آل الشعر تسكن في دمي
فأرتاح في خوض الخيالات غازيا
أنا نهرُ أفكار ...وينبوع ُ حكمة
يسيل على صدر الخرافات قانيا
وأرض أنا تبكي على باب يتمها
لأشحذ نخلي ...دجلتي وفراتيا
سأبحث عني بين أكوام خيبتي
وأطلق في الكون ِ الفسيح ِ سؤاليا
ليرجع في يوم ٍ وقد صرت ُ كعبة ً
يطوف عليها الشعرُ عريانَ ...باكيا
**
*أصل البيت لمالك ابن الريب التميمي (خذاني فجراني ببردي إليكما فقد كنتُ قبل اليوم صعباً قياديا)
شعورٌ غريبٌ
سأهجرُ عقلي لكي أعرفه
واحرقُ صفحةَ حبي
واغتصبُ النغماتِ لكي أنصفه
يحسسني أن كلَّ جدائل أحلامنا
ثعابينُ وهم
وان القصائد للبائسين
ستصبح كالأرغفة
شعورٌ غريبٌ كنفسي
يهدد كلَّ جدار ليطردَ ظهري
وتنبح في وجه أقدامي الأرصفة
شعورٌ عنيفٌ
كما الذكريات وأمواجها المسرفة
أيا وطني ...
سأمضي بعيداً
فسرُّك في كل يوم يقطعني
ولن أكشفه
أيا وطني لي بقلبك طفلٌ
وحبٌ...ونخلٌ
ودمعٌ غزيرٌ
سيطوى له الكون كالمنشفة
تعاتبني ...؟
لأني صمتُ
وأخرتُ كأسَ همومي
عليك لكي ترشفه
كجرحٍ تطاردني.!
ومن دون كل الجراح
تركته يصرخُ دهراً
ولن أسعفه
أنا لوحةُ الحزن فيها
تفاصيلُ وهمي
ووجهٌ خرافي مازلت في حيرة
ولن تعرفه
أتذكر يا وطناً
تغنّيتُ باسمه طفلاً
أتذكر حين بكيتُ
فأقسمتَ أن ترجع الطيرُ يوماً
وتُستبَدلُ النكراتُ
بجملة أيامنا
إلى معرفة
أتذكر يا وطني .؟أم نسيت بكائي
ودمعَ أمومتنا ...؟
وخوفَ أبوتنا ..؟
ومُعجمَ حزن يدُ الله من ارشفه
سأحمل كلَّ دموع الصغار
وحزنَ العوانس والفاقدات
والجوعَ واليأس والأمنيات
وخوفَ العيون
ورجفَ الشفة
فلي رحلة صوب كف الإله
لأكشف آخر جرح
سترته في العالمين
ولم أنزفه