آخر 10 مشاركات
مجاراة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي .. سلو قلبي (الكاتـب : - )           »          كنا صغارا نلعب (الكاتـب : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ***_هذا غديرك_*** (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هي الأقدار (الكاتـب : - )           »          قراءة تحليلية لقصة "جنون" للأديبة أحلام المصري/ مصر (الكاتـب : - )           »          نكوص (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : من الروح إلى هيئة أرواح النبع الكرام ؛ الجسد بلا أرواحكم خاوية************ و عُديركم تقصيرنا ************ محبتي و الود

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-13-2012, 08:16 PM   رقم المشاركة : 1
أديبة
 
الصورة الرمزية حياة شهد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حياة شهد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الجزء الثالث عشر من رواية ( تصاميم أنثى ) ..

* الجزء الثالث عشر *

جيناتي الأخلاقية سليمة تماما، لا توجد بها خدوش و لا وصمات و لا وشم قد يعرّضني لمساءلة شعرية أو نثرية .. لأنّي كنت رجلا شرقيا أتنفّس شرقيّتي و أطرح منها الأنفاس الملّقنة ..
عندما دقّت خلاخل تلك المرأة تحت نافذتي . تيقّنت ساعة الرّحيل، فأعددت حقيبتي و جلست أنتظر مرور قاطرة الشّجن الكلاسيكية العتاد، بكراسي مطرّزة و ممر يشبه خط سير عروس .. دقاتها فرعونية متجبّرة .. جاءت قويّة في منتصف ليل العمر و كنت استلقيت لتوّي على سرير شراشفه ثلجية بأصول شتوية خالصة لم يعكرها الخريف بنزعاته الترابية و تقلّباته .. و أوراقه المتناثرة مجهولة النّسب ...
كنت قرّرت لتوّي فصل أبوّتي عن أمومة زائفة، تهيّأت لحضور حفل تأبين لصور نساء منزوعة الملامح، فقط الظّل ينْحِتها بجسد امرأة .. فوق أرضيّتي الخشبية الشاحبة، تماما كملامح الخريف .. لأنّي أخفقت في نيل وسام أجمل تصميم عن امرأة، كانت في تلك الأحيان مختفية في غياهب الدنيا .
ظهرت فجأة و كأنّها شمس أشرقت بعد ليلة جليدية و كانت حارقة لدرجة أنّها في ثوان أذابت كتل الجليد و صنعت لنفسها بين الطرقات نهرا جديدا، يجرف كل اللّوحات التي أضاعت ألوانها حين استسلمت لخريف شاحب .. الرّبيع سلَّم لها ألوانه، بافتتاحية شرقية صامتة ..
تلك هي لوحتي باذخة الطفولة التي تحتمل ترسّبات كل الفصول، تشنق نفسها كلّما تعالى زجاجها و اعتنق مذهب الضباب ليغطّي قامتها الشاهقة بين آلاف اللّوحات المتحيّزة لصفة أنثى ..
هي أنثى الحروب النّفسية .. و توسّلات الجدران بأن تُعْتِقها و الهالات السوداء للمرايا من شدّة السهر على خدمة انعكاسها و تصبّب زجاج النوافذ بندى طلَّتها .. كانت هي ..
حربا طفت فيها أصداف البحر فوق سطحه و كأنّها تمهيد للتراشق بالصّدف ..
تماما كما كانت صدف لقاءاتنا خارج الجامعة بانحناءات مكابرة و تنكّر ساحق، تعتريني كلّما تمتمت للّيل أن يسكب جرأة التحرّش بأنثى .. فتصمت شرعية النّساء و يفنّدني الصراخ كقصيدة منتشلة ..
كان الخريف كبحر علت أمواجه فأصابت أشرعة أَعدَّت خصيصا لتداري لحظات البكاء فمزّقتها، امتزج وقار البحر و تعاليه بسذاجة الدموع، لحظتها أعلن المدّ و الجزر ميلاد حب شوّهته الطبيعة و حركة المياه العشوائية المتألّمة بدهائها .
أيمكن أن أصفها بالساذجة .. ؟
و هي التي تغابت لتفضح ذكاءها .. و تهاوت على بحور شعري حتى ألبستها تاج وقارها .. خرجت من شحنة غرق . قافية ممشوقة القوام لا تشبهها قافية، حرف مسكون بهوس الدنيا لا تنطقه شفاه و لا تطوّقه حركة و لا سكون .. حرف أنا نفسي بعثرته بين خلايا لساني فخرج مشوّها لا يمتّ لاسمها بصلة .. لذا اكتفيت بالتعبير عتها بكلمات هجاء ..!! تمادت لتقطِّع الذكرى و تهزأ بما قبلها من حروف .. لذلك استغنيت عنها لأجلها و تعاهدت مع القدر على كتم أوّل حرف لاسمها حتى لا تحترق الأوراق و تضيع أمنيّتي الأخيرة ..
لست أدري إن كنت أحببتها أم أحببت إغراء المكابرات فيها ... أم أحببت غواية جفائها المسكون بحيرة غريبة ... أم أحببت تصميمها مجهول القسمات ..
في اللّيلة التي أعلنت فيها أني أحبّها .. حاورتني النجوم و كانت لحظتها غائبة في عالم مجهول .. لا أعرف عنها شيئا غير أنّها غائبة .. الأماكن التي كانت تلّحن لها قصائد نزار ساكنة تماما كما الموت .. الأشجار التي كانت تلامس سرا خصلاتها المتطايرة هادئة و كأنّها تسترجع شيئا من الذّكرى .. نبضي الذي كان يسابقني ليصل إليها توقّف عند ثانية آخر لقاء بيننا حين سألتني عن صديق لا أتذكر منه غير ملامحها ..
أيعقل أن تقسو السماء في تلك الأمسية، فتسلب البحر انعكاسها عليه فيغرق في انحلاله و يتعرّى ليفضح دواخله و أسراره هكذا .. و كأنّه يبحث عن حلّة اصطناعية تداري حاجته للبكاء المتستر .. يرفض بكبريائه التشبّه بنهر هادئ مسالم، شفاف قد يفضي بأسراره لأيّ جاسوس يجلس على ضفافه ..
تلك المرأة رغم وداعتها و تجرّدها من عجرفة البحر، تجسّست على أخطر أسراري .. و غاصت كعروس البحر بأعماق بحاري .. و امتلكت بصدّها كنوز شعري و أغواري ...
أيمكن أن يحرمني حرفها المقيم بهدنة مع الكتمان، من التغطّي بحروف أخرى، قد تكون أنعم منه و أدفأ منه معدّة للاستعمال الموسمي فقط .. و بمواصفات عالية تخدم فصول ذاكرتي و تخدم حاجتي لاشتهاء لحظات حزن .. فالحزن كان شيئا مقدّسا في حياتي، له طقوسه و له احتفالياته الخاصة و له أيضا بدلاته الرّسمية التي أستقبله بها .. و عطوره و تجاوزاته ..
أم أنّ تصميمها جاء نتيجة عمالة لمخابرات شاعرية خاصة .. بشيفرات خاصة ..
حين طفت كصدفة، أمر البحر كل أصدافه بالانحناء أمام ملكها .. تماما كما الحروف على سطح بحر الصفحات .. حين طفا حرفها، لم أكن حينها أعلم إن كنت أحبّها أم كانت مجرّد فرض وجود ..
و كأنّها بعدم اهتمامها و تجاهلها، مزّقت شهادة ميلادي و ألحقتني عنوة بملجأ أيتام بتاريخ ميلاد مجهول، رسمتني نجمة عسكرية فوق بدلات شارعها المكتظ بالنجوم التي فقدت بريقها .. يوم تخلّت عتها ..
ترى كم نجمة علّقتها ثم أعادت مراجعة قرار التعليق .. ؟ فأطفأتها بتوقيع قلم جريء و بصمة أحمر شفاه تخلّت عنه، فالتقطه متشرّد هاو للرّسم المجنون فزوّر توقيعها و أدخلته لعبة التلاعب بأسلحة أنثى غياهب الضياع ..
و كم نجمة أتلفتها أو أحالتها على التقاعد .. ؟؟ لمجرّد خطأ فنّي شاب تاريخ ميلاد، فدنا بصاحبه من عمر الستين على حين غفلة ..
أيّ قانون ذاك الذي يحمي المغفّلين في عالم الحب .. ؟ أهو قانون الأجساد أم الأرواح .. ؟ أم أصوله تاريخية اندثرت .. ؟؟
أيّ قانون ذاك الذي يحمي حقّك في التعويض عن الاستغلال التعسّفي .. ؟ لمكان نَفَضْتُ عنه غبار السنين و أصلحته ليكون جناحا يؤوي إليه كل عطلة صيفية، نجمة شغلتني ببريقها فقرّرت استنزاف بريقها و احتكار لمعانه حتى يذبل على شرفاتي، ثم أنفضه كما أنفض يوميا رماد سجائري و ألّمع النافضة لاستقبال جزء جديد من روايتي المفتونة بإشعال سيجارة و تركها تحترق وحيدة، فكلّ احتراق يسرق من الصفحات بياضها و ينثر فوقها حبرا شغلته حمى الهذيان .. ؟
أيّ قانون ذاك الذي يكفل لك حقّك في التعويض عن التلف الرّوحي ..؟؟ و حقّك بعد التقاعد العاطفي التعسّفي مع درجة الشرف التي تضمن لك رجولة أخرى .. تصلح لأن تتقلّدها أنثى من زمن آخر، لا تعترف بالفوارق و لا تُكِّن للفصول و التقلّبات احتراما تجعلها تتمادى في إهانة طقوس الاعترافات و لا تسمح للورود البرّية بالذبول على ضفاف المدينة .. ؟؟؟
أي مرتبة شرف تلك ... ؟؟ في عالم اختَّلت فيه موازين مراتب القيادة على قلب امرأة ....
كم ستكون يا ترى نسبة التعويض .. ؟؟
هل ستكون 20 ألف حرف .. ؟؟ بغض النّظر إن اكتمل نصاب القصيدة أم لم يكتمل، إن تحرّرت شهقات الألم الدفين أم لازالت مغروزة كخنجر للذّكرى . إن تفكّكت شيفرات التنهيدات المكتومة أم ظلّت غامضة تزهق كل يوم إشراقة ابتسامة ..
هل سيكون الشيك بتوقيع قلم يتنفّس الشّعر على صفحة باهتة .. ؟ ، عاشت طقوس الانتظار لأكثر من قرنين فأضاعت سطورها .. ؟؟
أم قد يكون الشيك على بياض ... تستطيع أن تُدوِّن على نقاطه الموضوعة بعشوائية تامة، المبلغ الذي تريده حسب ( شطارتك ) و طول الفترة التي استحوذت عليها خلالها ... التي استثمرتك فيها كرجل مذر للرّبح في الاقتصاد النسائي الدكتاتوري ...
لا يمكنني التكّهن فالبورصة في عالم الحبّ أكثر غموضا ... و كأنّ ضباب أنفاس المنتظرين و المساومين قد أثلج الصفقة ...
قرأت ذات يوم شيئا عن قتل الذّكرى في صفحات كتاب .. للأوراق سطوتها الخاصة و طريقتها الذّكية جدا في قتل الأشخاص .. و مواراة ذكراهم تراب الأسطر و الكلمات ..
لكنيّ رغم ذلك .... و رغم اقتناعي بفكرة الموت داخل كتاب ...
إلا أنّني كتبتها لأخلّدها ... لا لأقتلها .. لأنّي كنت أرفض أن تصبح ذات يوم مجرّد ذكرى أقرأها، دون أن تعصف بي رياحها المسجونة كمارد في كتبي، كنت أرفض أن أبحث عن شيء بداخلي كان لها، فلا أجد غير حبر جاف و تاريخ تجاوزه عمري بسنوات .. ثم أبتسم أمام رماد اشتعال كان يوما لها ثم بعثرته شواهد النسيان بين فصول سنّة شعرية حتى تحقّقت معها أمنية انتقام شتوي، فأطفأته برغبة دفينة و حقد شرس .. حينها كيف سأنفض عنّي بقايا الاحتراق الآسر .. امرأة ليست ككل النساء و جسدا نسخ نفسه و سكن أعماقي ، روحا سافرت منها لتستوطن عروقي .. كنت أحتضر كلّما مرّ طيفها على صفحاتي .. كلّما لوّحت ذكراها من علو شاهق لحرف متكبّر .. كلّما استشاطت الشمس غيظا من سطوة شروقها .. كلّما أبحر الحبر الممسوخ فوق أوراقي المبلّلة بقطرات مطر ..






آخر تعديل حياة شهد يوم 10-13-2012 في 08:20 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 10-13-2012, 08:40 PM   رقم المشاركة : 2
شاعر
 
الصورة الرمزية عبد الكريم سمعون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الكريم سمعون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الجزء الثالث عشر من رواية ( تصاميم أنثى ) ..

و هي التي تغابت لتفضح ذكاءها .. و تهاوت على بحور شعري حتى ألبستها تاج وقارها .. خرجت من شحنة غرق . قافية ممشوقة القوام لا تشبهها قافية، حرف مسكون بهوس الدنيا لا تنطقه شفاه و لا تطوّقه حركة و لا سكون



دماغك نقي من الشوائب يا فتاة الأوراس ..
تحياتي وتقديري ننتظر المزيد
لعينيك ياسمين الشرق الذي تحبين













التوقيع

أنا شاعرٌ ..
أمارس الشعر سلوكا
وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات
لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجزء الأول من رواية ( تصاميم أنثى ) حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 13 10-16-2013 11:26 AM
الجزء الثاني عشر من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 0 09-24-2012 09:49 PM
الجزء الثالث من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 6 09-17-2012 07:31 PM
الجزء الرابع من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 2 09-17-2012 07:27 PM
الجزء الثاني من رواية ( تصاميم أنثى ) حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 4 09-15-2012 10:30 PM


الساعة الآن 07:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::