هدلت حمامة هنا، تشكو بعدها عن الديار و الأهل و الخلان
و خير ما بدأت به شاعرتنا القصيدة الجميلة هذه بـ (يا مالك الروح)
لقد توجهت إليه، طمعا بكرمه, تبثه ما يعتري الروح في الغربة، تسأله الخلاص، و ترجوه أن يعيد رقادا قد سلبها إياه الحنين و الشوق للديار...
و بعد أن تشكو بحروف رقيقة رقة أوراق الورد، تناجيه في خاتمة القصيدة التي أدمت قلوبنا :
يا مالك الكون إني جئـت داعيـة
هذا العـذابُ إذا مـا دام ينهينـي
وحقق الحلـم إنَّ الوجـد أرّقنـي
ومن عذابات بُعدي أنت تشفينـي
وفي دياري هناك اليـوم تنزلنـي
ومن دياري التي احتلُّتْ ستدنينـي
لا الطائفية لا المحتلُّ فـي بلـدي
ومن عذاب النوى يارب تنجينـي
لا دام عذاب أستاذتي و لا طالت أيام نوى ؛ فدوام الحال من المحال، و صبرا جميلا
سيتحقق حلمك بالعودة لتقرّي عينا برؤية الغوالي، و زوال المحتل، و انتصار أبناء الرافدين على العدو الغاصب و من أراد السوء بهم،
لم تكن الطائفية يوما في قاموس العراقيين، و لكنها ثقافة المحتل التي أراد من خلالها أن تزيد صراعات الأخوة،
و لكن حب العراقي لأخيه و بلده فوّت فرصة استغلال هذه الورقة الصفراء المقيتة، ولله الحمد
لك تحياتي و خالص دعائي بأن يقصر الله أيام غربتك و يردك لعراقك الكبير ببنيه بعد طرد آخر جندي قميء من أرض نبوخذ نصر.