توجهت قبل أيام الى مركز بيع وصيانة سيارات تويوتا لفحص سيارتي واجراء الصيانه الدوريه...في صالة انتظار فارهه جاءت عندي فتاة فاتنه..تبين فيما بعد أنها بائعة سيارات تويوتا...ولسبب لاأعرفه عرضت علي أن أحجز على سياره لكزز..بصراحه ارتحت للحديث معها مع أنني لاأنوي شراء سياره ورحت أسألها عن التفاصيل..تحدثت كثيرا بمواضيع فنيه لاأفهمها لكنني تظاهرت أنني أفهم كل ماتقوله..الذي أريد أن أذكره هنا أن أسعار هذه السيارات تتراوح بين 125 ألف الى 175 ألف دولار يضاف اليها رسوم أخرى ...وقالت ان الوجبه الحاليه نفدت والتاليه مباعه ولو أنني محظوظ فقد ألحق بالوجبه التي تليها...الثالثه وربما الرابعه...في نفس اليوم رأيت على شاشة التلفاز رجلا أربعينيا وربما خمسينيا يستغيث برئيس الوزراء ووزير الكهرباء أن يعيدوه الى وظيفته...كان يعمل بموجب عقد عند وزارة الكهرباء براتب شهري قدره 170 دولار لكنهم استغنوا عن خدماته..وبيته بالأيجار ويحتاج الى هذه الوظيفه وهذا الراتب...أعتقد أنني بهذا اليوم أصابني اثم مرتين..مرة أنني أعجبت بالفتاة بمعرض تويوتا وأطلت النظر اليها ومرة اكثرت من السب والشتم على بلد فيه المتناقضات غنى فاحش وفقر مدقع
حال العراقيين سيدتي لايسر الصديق...خيرات وفيره وشعب جائع..حياة الكفالف لأربعة أشخاص تكفيها 600 ألف دينار شهريا مايعادل 400 دولار ..حياة فقيره وكفاف فكيف الحال مع 260 ألف دينار وبيت بالأيجار...انه الفقر المدقع في بلد لاتتحمل الحكومه فيه علاج مريض ولا اطعام جائع...ومن كان يتسكع يعتاش على رواتب الأعانه الأوربيه صار يملك المليارات وهو جاهل لايعرف القراءة والكتابه...
قد أتحفنا الزمن بفئة استغلالية جشعة .. لا يهمها سوى ملء بطونها وركوب السيارات الفارهة والمباهاة بما تملك
بينما الشعب يلهث خلف لقمة العيش وبالكاد يجدها
والمصيبة أن الفئة الثانية هي من جعلت هؤلاء اللصوص لصوصا .. للأسف !!
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ