لماذا تذهب السلبيات ايجابيات رجالنا؟

لماذا تذهب السلبيات ايجابيات رجالنا

بقلم : العربي حاج صحراوي

نحن أمة لا تعترف بالجميل ، وان راودتنا الفكرة فان الشجاعة تخوننا و الجبن يخنقنا . ولقد درست هذا ببلدي الجزائري وعشته وتألمت . فلنا في الجزائر العلامة البشير الابراهيمي مات في صمت و لا ذكرى تحيى في مستواه و أمثاله كثير من فنانين و شعراءو علماء ورجال عظماء . وأمة لا تقيم رجالها لا تستحق الاحترام .


على صعيد الرؤساء نتوقف عند زعماء كبار غيبوا ، و لم نعد نسمع عنهم الا القليل بالرغم من مواقفهم و شجاعتهم ورفع صوتهم عاليا بكل كبرياء أمام العالم بل كان يحسب لهم ألف حساب و انتهت المسرحية بتصفيتهم بطريقة أو بأخرى ، والصاق تهم قد يكون منها ماهو موجود و ما هو وهمي ولكن ذلك لا يبرر نسبان جميل الرجال . قد يكون عدوا أعتبره ولكن أمام الأعداء يبقى بطلا .


عندنا في الجزائر الرئيس هواري بومدين يشهد له العدو والصديق بما قدمه للداخل و للخارج و رفع صوته باسم العرب ، وهاهو لا يذكر في ذكرى وفاته و لا يقام له ذكر ، و لا يتردد اسمه وكأنه نكرة رغم أنه أفضل رجل انجبته الجزائر ؟؟؟.


لا أرى الوضع كذلك لزعيم العرب جمال عبدالناصر الذي سخر حياته للعروبة و أحدث في الخريطة العربية حركة كانت توحي بعودة العزة و الكرامة لهذه الأمة . و هاهو لا يستحق أن يشاد به و يذكر . و لعل صورة الملك فيصل لا تبتعد كثيرا وقد وقف موقفا مشرفا في أزمة البيرول في الحرب العربية الاسرائيلية .


في القريب قدم صبيحة العيد أحد رجال العرب صدام حسين الذي رغم غلطته الكبرى بغزو الكويت يبقى رجلا وبطلا عربيا تحدى الغرب و بنى دولة وجيشا أرعب العالم وخافوا على اسرائيل وخاصة يوم خرج وتحدى بحرق اسرائيل،
بل رماها بصواريخ بغض النظر عن نوعيتها ولكن لا أحد من الرؤساء فعل . و قرر الموت في بلده والدفاع عنها وكان عند كلمته الى آخر رمق و لم ينحني ورفع الشرف العربي ، ومات موتة العظماء . ولكن أنحن نذكر هذا البطل الشهيد ؟


زعيم آخر معمر القدافي ولا أتحدث عن شأنه مع شعبه داخل ليبيا بل حديثي عن هؤلاء في مواقفهم ضد اعداء الأمة و مواقفهم المشرفة أما الداخل فاحتراما للشعوب لا أخوض فيه . قلت معمر القدافي يعتبر أشرس هؤلاء ضد الأعداء ، خاصة الغرب بأسرائيلها حيث لم يقف موقفه ضدها أي زعيم ، فضح شتم ، فرض شروطه كما يريد ، مارس عليها حتى طقوسه الخاصة وأرغمها على قبولها ، تنبأ بماحدث ، كشف المؤامرات ، تحدث في الأمم المتحدة ، رمى بميثاق مجلس الأمن ، الذي يسميه مجلس الظلم ، قال أمام الأمم الحقيقة المرة وتحدى و سمعنا ولم تكن الا الحقيقة كما قالها . لم يخف ، لم يتراجع ، ولم يستطع أحد أن يهن ليبيا من الدول و يسلم من الرد الحازم . لأعداء القدافي أن يقولوا كان سيئا هنا ولكن من الشجاعة أن يعتزوا بما كان يشرف ليبيا من عمل القدافي .لأنه في الأخير هو ليبي.


خلاصة القول لكل زعيم أخطاء وايجابيات ، و لكن لنا أن ننصف الرجال ونقول كلمة حق حتى في عدونا .

الراقي العربي حاج صحراوي صباحك مشرق معطر بعبير السعادة والامل ..

تساؤلك في مكانه شاعرنا .. وما اوردته هنا كثيرا ما رددته بيني وبين نفسي .. وفي نقاشات مع أصدقاء وأحبة .. لا أعلم لما دوما يكون الخلط في تقييم الشخص .. و من أجل دوافع او مشاعر محددة نلغي من مساحة وعينا أمور مهمة بل ربما الاهم ..

وكثيرا ما رددت " حرام عليكم والله حرام " ارددها لحظة اجدني حائرة امام التشبث بقناعات لا تعي ابعد من ردة فعل مباشرة .. فهنالك اسئلة كثيرة استغرب عدم التفكير فيها ربما لو جاوبنا عنها نصل الى موقف اكثر منطقية مثلا :

- لما اختير انهاء هذا القائد دون غيره واذا اردنا ان نقول الحقيقة يكاد لا يخلو اي نظام و قائد عربي من الصفات ذاتها .. الدكتاتورية مثلا يكاد يكون عنوانا بارزا لديهم .. فلما ترك فلان وقتل فلان ؟؟؟

- الارض التي يحكمها هذا الحاكم .. ودوما علينا أن ننظر من مسألة مهمة وتكاد تكون الوحيدة او الاولى على الاقل وهي " الصهيونية العالمية ودولتهم " الموقع الاستراتيجي او كنوزهذا البلد ..؟؟

- هل فعلا الغرب وامريكا ومن لف لفهم فعلا يحبون لنا الخير وللبلد ؟؟

- ألم يكن هذا الحاكم حاكما منذ سنين طويلة وكان بعضهم عميلا لهم .. فلما الآن ؟

- أن نقيس بكل مسؤولية عامل الربح والخسارة و برأي هذا هو الاهم فأن يغيّب شخص ونظامه هذا اذا ارادو فعلا ان يتخلصوا من نظامه .. لا يعني دمار بلد بحجرها وبشرها .. وعودتها للعصور الوسطى ..

ما حققناه من مكاسب وما بنيناه بسنين بمجهودنا وأموالنا نراه امام اعيننا يدمر بأيام او شهور .. ما فائدة أن ننتهي من شخص اكرهه امقته مهما كان شعورنا نحو ظالم ... إلخ ثم بعد سنوات اترحم على فترة حكمه مثلا ؟؟

فلما هذا الاندفاع وعدم حساب الربح والخسارة الا بعد فوات الاوان ..

كلام كثير وددت أن أتطرق له ولكن لاني اعلم ان المنتدى هو أدبي و حيادي المنهج اكتفي بهذه التساؤلات التي يتردد صداها في اقبية الروح

تقديري لقلمك الذي دوما يفتح لنا نوافذ للحوار .. و اسمح لي ان اوجه للراحل هواري بومدين بشكل خاص كلمات حتى لو عجزت عن وصف تقديري واعجابي لهذا الانسان الانسان .. كان رجل والرجال قليل .. وكان زعيما وقائدا وبطلا أحب كل الوطن العربي بقدر حبه لوطنه .. واعتبر دوما فلسطين والجزائر قضية واحدة .. لذلك كان معها ظالمة او مظلومة رحمك الله يا هواري بومدين ايها الرجل العظيم وادخلكط فسيح الجنان .. وأتمنى أن نجد من يهتم بعظماء الوطن وتقديرهم والاحتفاء بذكراهم في كل عام ..

مودتي المخلصة


سفــانة

الحقيقة اعجبني هذا المقال لواقعيته وحياديته وهو ما كان يراودني
من الم ..ان الوطن اكبر من الشعور الشخصي لشخص ما وان كان حاكما
نعم ..قديكون قد وقع ظلم ..دكتاتور قي قراراته..ولكن اليس من الانصاف
ان ننظر بنظرة شمولية للبناء والقوة والموقف..اليس من الانصاف ان نقيس
الربح والخسارة بنظرة شمولية وليست نظرة فئوية ضيقة..
لقد جاء الغرب بكلمة حق ..ولكن يراد بها باطل
هؤلاء القادة هم نتاج ثقافة عامة للمجتمع ..ولم يكونوا شاذين عن بيئتهم
والفرق ..ان العميل يجمله الغرب..والوطني يحارب..وكلاهما دكتاتور وفردي
بالحكم..وكما قلت ..كلاهما نتاج بيئة ..تعطي للشخص الهالة والمجد
نعم لهم أخطائهم التي استغلها الغرب..ولكن لهم مواقف تشرف أوطانهم
نعم لهم اخطائهم في ظلم شعوبهم ...ولكن كان يهابهم اعداء شعوبهم
وليس اعدائهم الشخصي فحاربوهم من خلال عداء الشعوب
الحديث يطول وذو مرارة...اكرر شكري لصاحب المقال وله تحياتي

المثقف أحمد العابر .. مازال الخير في هذه الأمة مادام فيها من يقرأ و يفهم و يكون موضوعيا .. شكرا أخي هذه هي فكرتي لذوي العقول لا أهل الجهل و التهرب من الحقيقة .