أولادي سمعت بأسطورة توارثتها الأجيال ولا أعرف مدى صحتها
رامي : أبي أخبرنا عن ماهية الأسطورة وتفاصيلها ؟
يقولون : إن البرق إذا سقط على قطعة حديد وصنع منها سيفا سوف يكون خارقا للعادة
رعد : أبي أنا أمهر صناع السيوف والكل يشهد بذلك ، وأنا قد رأيت بأم عيني برقا سقط على قطعة حديد ، سأذهب إليها
وفقك الله يا ولدي
الفضول والتجربة كانا المحركان لرغبة رعد في رحلة بحثه عن القطعة ، يفتش رعد عن القطعة معتمدا على ذاكرته ، لا ييأس و مصر على الوصول إلى هدفه ، لم يبقي مكانا إلا وقد ذهب إليه في منطقة بحثه ،
حينما أراد المغادرة وهو في حزن وألم ،
جاءه الإلهام للذهاب إلى ذلك المكان ،
اتجه بخطوات متسارعة ويدعو الله بأنها تكون هناك ،
حينها سجد شكرا لله وهو يقول :
الحمد الله أني وجدت القطعة سآخذها إلى البيت
انتهيت من صنع السيف ، الآن سوف أجربه ، ثم أنادي أخي ليبارزني
يأخذ سيفا من أقوى السيوف التي صنعها فيضعه بين حجرين ، ثم يضرب السيف إلا ويقسمه إلى نصفين
أنذهل لقوة السيف ، ثم اتجه صوب أخيه
ماذا تريد يارعد ؟
أريد مبارزتك اليوم
أنت يا رعد تخسر أمامي دائما
أعطني الفرصة ، وسوف ترى
حسنا ، تقدم
يضرب رامي بسيفه فينشطر إلى نصفين
يبتسم رعد ، وهو يرى ملامح الذهول قد ارتسمت على أخيه
أخي صدقت أسطورة أبي ، فأنا الآن أمتلك أقوى سيف في هذه البلدة
يا أهل المدينة جيش غازي قد أقترب من بلدتنا ، تجهزوا للقتال
الخبر ينتشر ، المدينة في حالة فوضى
الأمير : أيها القائد أسرع بتجهيز وأخرج إليهم قبل أن يصلوا إلينا
القائد : سمعا وطاعة يا سيدي
يخرج القائد بالجيش ، يلتقيان
قائد الجيش الغازي : من ينازلني منكم ؟
رعد : أيها القائد هل تأذن لي بمبارزته ؟
لا
لماذا ؟
لأنك لست ندا له ، وأنا أعرف مدى قوة ذلك الرجل
هل تبارزني ؟
هل أنت جاد في كلامك ؟
نعم
ينزل القائد من الخيل ، لينازل رعد
يضرب رعد بسيفه ، فينصف سيف القائد إلى نصفين
القائد منذهل ، ولا يصدق ما يراه
والآن هل أذهب إلى مواجهته ؟
طبعا
يتجه رعد إلى منازلة القائد الغازي
أيها الشاب هل تريد منازلتي ؟
نعم
أنصحك بالعودة ، فأنت لم تذق طعم الحياة ، عد إلى أهلك ، ودع غيرك ينازلني
هل كبر سنك وخبرتك في المعارك جعلتك تتفوه بهذه الكلمات ؟
فمن أنتم حتى تتعاظمون علينا ؟
إذا لا خيار لدي إلا مواجهتك
هذا ما أريده ، وسوف أرغم أنفك في التراب
يهجم عليه ، ويضربه بسيفه
ينشطر إلى نصفين
الآن غرورك سوف أزيله ، فيقتله
كبر الجيش فرحا بفوز رعد ، احتدم الصراع
رعد يشق الجيش الغازي كأنه البرق في خطفته
كثر الضحايا والمصابين جعلهم ينسحبون
الجيش يفرح بأول انتصار لهم
الأمير : أيها القائد أهنئك على هذا الانتصار الرائع
هذا أقل شيء أقدمه إليكم
سمعت بخبر شاب قتل قائدهم ، وجعل كفتنا تميل عليهم
هل تعرفه ؟
نعم أعرفه حق المعرفة
ما اسم ذاك الفتى ؟
اسمه رعد ،
فهو بارع في صنع السيوف وشارك معنا لأول مرة
أحضره إلي لأكافئه
أمرك سيدي
أيتها العجوز أريدك في أمر هام
ماذا تريد أيها القائد ؟
أريدك أن تذهبين إلى بيت رعد ، وتعرفين مكان سيفه
كيف لي أن أعرف سيفه وبيته كله سيوف
أنا قد تدبرت حيلة تستطيعين الوصول إلى ذلك المكان
أخبرني عنها ؟
أدعي بأن عقربا قد لسعت قدمك
والطبيب لم يجد الدواء ، ولا حتى البنج حتى يبدأ ببترها
وأنه أخبرك بأنك لن تتحملين البتر بدون البنج
وأن الحل الوحيد هو ضربها بالسيف المبروق ،
حتى لا ينتشر السم في جسدك
وهل تريدني أن أضحي بقدمي ؟
لك مكافأة تغنيك للأبد ، إن نفذت ما قلته
أنا عجوز ، وقد أقترب موتي ،
فلا حاجة لي بمكافأتك ، أذهب إلى غيري
أنت تسكنين مع ابنك الفقير ، وامرأته المريضة ، وحفيدك الذي يحلم بالحياة الكريمة
هل تفكرين بهم ؟
بدأت تفكر، وتنظر إلى حالة ابنها وفقره المعدم ،
فقالت بعد تفكير عميق :
وما هي مكافأتك إن ضحيت بقدمي ؟
سأهبك منزلا فخما ومزرعة
أجل اتفقنا
رعد ولدي أريد منك مساعدتي
تفضلي ، فأنا كلي آذان صاغية لك
في أثناء سيري للبيت لسسعت قدمي إحدى العقارب
وأنا لا أريد أن أتعذب ،لا سيما أن الطبيب ليس لديه دواءا مضادا ، ولا حتى مخدرا وإحضاره سيتطلب وقتا أطول ، مما يجعل السم يسري في جسدي ،
فماذا تقول ؟
على الرحب والسعة فلن أتقاعس عن خدمتك سيدتي
ذهب إلى مكان السيف وهي تراقبه ،عرفت مكانه
أ
خذ السيف وقطع قدمها
أيها القائد لقد عرفت مكان السيف ، ورجلي كما تراها مبتورة
أين وضع السيف ؟
في المخزن ، وبالتحديد عند الجانب الشرقي، أسفل صندوق مليء بالسيوف
أسفل الصندوق أم تحته مباشرة
تحته مباشرة
إذا خذي هذا المفتاح فهو مفتاح منزلك الجديد، والمزرعة التي بجوار مزرعتي فهي لكم
شكري أريد منك خدمة تسديها إلي
ماذا تريد أيها القائد ؟
أريدك أن تذهب ليلا إلى منزل رعد وتأتي بسيفه
ربما لا أصل إليه ويكتشف أمري
لا عليك فأنا سوف أختصر عليك المسافة، وأخبرك بمكانه
إذا سوف أحضره لك ولكن ربما أجد المخزن مقفلا فكيف أتي بالمفتاح
أبحث عنه ربما تجده موجودا في ملابسه
حسنا
ذهب شكري ليلاا ، واتجه إلى المخزن ، ومن حسن حظه أنه وجد الباب مفتوحا ،
فدخل وأخذ السيف
أيها القائد هذا السيف أتيت به
شكرا لك ، لكن كيف وجدت مفتاح المخزن ؟
وجدت الباب مفتوحا فدخلت
أشكر القدر الذي وقف معنا
أميري المبجل أريد أن أقترح عليك في أمر عدونا
تفضل وقل ما تريد
لماذا لا نهاجمهم قبل أن ينتقموا منا ؟
كلامك هو عين الصواب
هل أبدأ بتجهيز الجيش والاستعداد للهجوم ؟
نعم ، قم بذلك ، فأنا أريد أن أوسع من ملكي
رعد أتريد أن تشارك معنا في غزو المدينة
أجل فهذا شرف لي أيها القائد
ذهب رعد إلى مخزنه ليبحث عن سيفه ، ليفاجأ باختفائه ، يأخذ سيفا من تلك السيوف التي صنعها ، ثم يلحق بالجيش
ينطلق الجيش ليغزوا المدينة المجاورة ،
يلتقيان في منطقة قريبه منهم
يبدأ النزال
القائد يهجم ، يخرج السيف ، يسقط من يده ،
لأن قبضة السيف أصغر بكثير من كفه ، يقتل أثناء نزوله لأخذه السيف
الجيش الغازي يهزم هزيمة نكراء ،
عداد القتل في صفوفهم يزداد ،
فيعودون يجرون أذيال الهزيمة
يتسابق الجيش المنتصر لاقتسام الغنائم ، يعثر بدر الرجل التاجر على السيف ،
بجانب القائد المقتول ، ويأخذه معه
أيها الأمير المفدى لقد سرق سيفي قائدك ، والآن في حوزة العدو ،وبالتحديد عند بدر التاجر
فماذا تقترح علي فعله ؟
سوف أعطيك مالا لكي تقايضه
ذهب رعد إلى بدر التاجر
بدر صديقي سمعت بأن سيفي عندك
نعم ، فهو موجود عندي
هذا سيفي فأعطني أياه
أدفع مالا لكي تأخذه
أنت لا تعترف بالصداقة ،كل همك المال ،
أنسيت كم من الخدمات أسديتها إليك
هذا شأنك أم أنا تاجر ولا أعرف لغة للحوار سوى المال
كم تريدني أدفع ؟
عشرون ألف درهم
يا لك من طماع ،
خذ المبلغ وأعطني السيف
حسنا ، انتظرني أتي به
يأخذ رعد السيف ، ويعود إلى الأمير
أيها الأمير لقد استرديت سيفي
كم دفعت له ؟
عشرون ألف درهم وهذا الباقي خذه يا سيدي
لا فهو مكافأة لك ،وسوف أعينك قائدا على جيشي ،
ولكن أخبرني لماذا لم يستفد منه قائدنا ؟
لأني صنعت السيف لكي يتفاعل مع كفي عن طريق التحسس ،
وهذه مهارة قلما تجدها في صناع السيوف
حقا إنك مذهل
سيدي أريد أن أجهز الجيش لكي نغزو من جديد ، فأنا مغرم بابنة الأمير ،
وقد توجهت إليه أريد منه أن يزوجني بابنته ، فرفض وقال : أنت أقل منها
والأميرة ودعدتني بالزواج إن قتلت أبيها
أنت تريد أن تحقق أهدافك الخاصة من هذا الغزو
كلانا له نفس المصالح
إذا أفعل ما يحلو لك
يجهز رعد الجيش ليغزو المدينة من جديد ، يشق جيش العدو يحقق الانتصار ،
يدخل المدينة ويحاصر قصر الأمير ،
يضرب بسيفه باب القصر ،فيتحطم ليدخل القصر ،ويقتل الأمير ويظفر بمعشوقته
الحاكم يعين رعد ا أميرا على المدينة ،تحت حكمه وتصرفه
يتزوج رعد من سهى ابنة الأمير ويسكن في قصر أبيها الذي استولى عليه
تمر أيام جميلة على رعد ويرزق منها ولدا أسماه بيرق
أيام السعادة لم تدم على رعد ، حيث أن وزوجته تخونه مع أحد عبيدها ،في علاقة سرية
حبيبي أبكر أريد منك التخلص من زوجي حتى يتسنى لي الهروب معك
كيف وهو يملك سيفا بتار ؟
أقتله على غرة ،حينما ينام معي ،وأنا سأفتح لك الباب
يا لك من داهية
لأجل حبك سأضحي بكل شيء ..
دخل رعد في غرفته ، وهو يرى وزوجته قد لبست أجمل الثياب ،
وتعطرت بأجمل عطورها ، أخذها في حضنه
ليرسم معها ليلة حمراء ،في أجمل لوحات الحب
نام في حضنها ، انسلخت من حضنه،
لتشير إلى أبكر بقتله ، أخذ السيف أبكر ليقتل رعد ،ويتركه مثخنا بالجراح
تأخذ ابنها وتهرب مع حبيبها
انتشر خبر مقتل رعد ، وهروب زوجته مع حبيبها ،في أرجاء المدينة
الأمير يأمر بملاحقة الزوجة الخائنة وحبيبها ، لكن لا جدوى ،
فهم قد ابتعدوا بعيدا عن نطاق بحثهم
يكبر بيرق ويصبح شابا يافعا ، يمتهن مهنة صنع السيوف تعلمها مع رجل مسن ،
أحب الرجل المسن بيرق ،وكأنه أحد أولاده وكذلك بيرق حتى أنه لا يعود إلى أمه إلا في أيام قلائل يسلم عليها ثم يعود سريعا
يا ولدي إن هناك عاطفة أحس بأنها تربطني بك حتى أن عيني لا تمل من رؤيتك ،
وإن غبت عني أحسست بأن روحي غادرتني
وأنا كذلك ، فأنت غمرتني بحنانك من أول يوم رأيتني فيه ،
وأنا أبحث عن عمل في هذه المدينة ، فكلما أذهب إلى دكان أو متجر أجد نفس الجواب وعندما وصلت إليك ،
نزلت دمعتي ولم أستطع الكلام ،
فأخذت منديلا ومسحت دموعي وسألتني عن سبب البكاء ،
فأخبرتك عن حاجتي للعمل ، وأني وجدت الرفض من جميعهم
فعطفت علي وجعلتني عاملا معك أتعلم المهنة ،ولم تبخل علي بشيء
يا ولدي أريد أن أسألك عن أبيك فهل تخبرني عن أسمه ؟
أمي تقول أن أبي اسمه رعد وأنه كان يمتهن نفس مهنتي
يا ولدي هل أخبرتك أمك أين ذهب أبيك ؟
تقول أنه ذهب إلى التجارة ولم يعد
والآن أمك هل هي وحيدة ؟
لا، فهي تزوجت من رجل اسود
وكيف كان تعامل الرجل الأسود معك ؟
كان سيئا معي ومعها حتى أنها تعلمت الحياكة حتى توفر لنا لقمة العيش ، ولما كبرت جئت إليك حتى لا أكون حملا ثقيلا عليهم ، ويكفيها هم زوجها
يا ولدي أريد أن أصارحك بشيء شريطة أن تعدني
تفضل
أنت حفيدي والحمد الله أني وجدتك
كيف أكون حفيدك و أمي لم تخبرني بذلك
يا حفيدي أبيك هو ولدي وأمك قد أخفت عنك الحقيقة وكذبت عليك وهي تخبرك بسفره
لأن الحقيقة مؤلمة
ولماذا تخفيها عني
أنت تجعلني أعيش صراعا مع نفسي وأنت تخفي عني الحقيقة
إن لم تقل لي سوف أخرجها من أمي
يبكي
أتبكي يا جدي
نعم أبكي عليك ، وماذا سيحصل لك ، فلن أتركك تذهب إلى أمك ،
ربما يصيبك مكروه وأكون أنا السبب
هل سؤالي عن الحقيقة سيجعلني في أمر خطير
نعم ، فأرجوك أن لا تحرمني منك، يكفيني رحيل أبيك
إذا سوف أهجرك ، وأهجر أمي إن لم تخبروني الحقيقة ، فأنا لا أتحمل أن أعيش ولا أعرف شيئا عن نفسي
أنت ترغمني على قول الحقيقة ،
وسوف أقولها لك ، من قتل أبيك هو ذاك الرجل الأسود وهو أحد عبيد أبيك
وأمك هي من دبرت أمور قتل أبيك وهربت معه ،
والآن ماذا تريد أن تفعله يا حفيدي ؟
لا يستحق أن يعيشان ،
فالموت أرحم لهم من الحياة الدنيئة ، وسوف أقتلهم بيدي
القتل يولد كراهية وانتقام ، والعفو يرفع قدرك ،
ومن ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه وأوصيك بأن لا تهجرها
جدي أنا أتفق معك في أن قتلهم لن ينهي ألمي ،
ولكن لماذا تطلب مني أن لا أهجرهم وأنت تعرف أنهم قتلة
فهل من العدل بأن أصلهم بعد كل ما حصل ؟
يبكي بيرق فيأتي الجد ليمسح دموعه بمنديل أخرجه ويقول له :
إن هجرت أمك ،فهي حتما سوف تأتي لتسأل عنك ،
فهي أم وكل همها بأن تراك سعيدا ولكن أخبرني فكيف ستتعامل معها ؟
أنا سوف أتدبر الأمر ،
وكل ما أريده منك أن لا تتدخل ،وإلا لن تراني ،
وأرجوك بأن تخبرني عن أبي فأنا لا أعرف عنه إلا من قتله
حسنا سوف أخبرك ،
فأبيك قد تخرج من مدرستي ،
وصار من أمهر صناع السيوف ،
وقد صنع سيفا ضرب بالبرق يعتبر من أقوى السيوف ،
وأظن أن الوحيد الذي يعرف مكانه هو أمك ،
فلو أحسنت التعامل معها ، لأخبرتك ،وبعد ذلك سوف يكون لك شأن عظيم،
وأتمنى بأن ترث مجد أبيك لا سيما أنه كان قائدا للحاكم
جدي هل السيف الذي صنعه والدي هل أستطيع استخدامه ؟
لا
فهو صنعه عن طريق التحسس بالكف وهذه مهارة لا يتقنها إلا القلة
ومن علم أبي هذه المهارة
أنا
إذا أرجوك بأن تعلمني ، ولن أنسى معروفك
لن تستفيد منه إلا إذا أعدت تصنيعه من جديد وأتقنت المهارة
لا عليك كل ما أريده منك أن تجعلني أتقن هذه المهارة
حسنا
لم يزر بيرق أمه ، وهجرها ،
وطال غيابه عنها وأمتد لشهر بأكمله
حينها خافت الأم على ولدها ، وذهبت إلى زوجها أبكر ترجوه بأن يسدي لها معروفا ،
بأن يذهب ويسأل عن ولدها ،ولكنها فوجئت بالرفض فلم تجد خيارا إلا بأن تذهب إليه
ولدي لماذا تجعل أمك في هم وحزن عليك ، ولا ترحمها بزيارتك ؟
أنا أعتذر منك يا أمي ،
فلقد كنت مشغولا بمسابقة لأقوى سيف
أفرحني يا ولدي هل فزت بالمسابقة ؟
نعم يا أمي ، ولقد كرمني الحاكم في قصره ،
ويا أمي أريد أن أخذك لنزهة معي ،
نتجول في أرجاء المدينة فأنا مشتاق لك
هذا ما يسرني
إذا هيا معي لنذهب
عندما جلس بيرق مع أمه أمام النهر أخرج سيفه وقال :
أمي سوف أقتلك إن كذبت علي ولن أمهلك
ولدي ما لذي حصل لك ؟
أمي أين خبأ أبي سيفه
الأم وهي تبكي ،
وهل عرفت الحقيقة ؟
نعم وأريد منك أن تخبريني بمكان السيف
حسنا ، هو موجود تحت الخزانة ، فهناك دولابا في الأسفل ،
وهو مقفل ولقد أخذت المفتاح ،أنتظرك عندما تكبر وأخبرك به
أعطيني يا أمي المفتاح
فتعطيه المفتاح، ويتجه نحو الحاكم ،ليستأذنه الدخول إلى قصر القائد
أيها الحاكم أنا ولد قائدك رعد ، ولقد أتيت هنا لأخذ سيف أبي ،
فهل تسمح لي بأن أدخل قصر أبي ، وأخذ السيف
وهل تعرف مكانه ؟
نعم فلقد أخبرتني أمي بالمكان
وهل ستستفيد منه إذا أخذته ؟
نعم ، وسترى ذلك بنفسك
إذا خذ هذه الورقة ، وأعطها الحارس ليسمح لك بالدخول ،ثم عد إلي
ذهب بيرق إلى قصر أبيه ، اتجه إلى مكان السيف ،
وأبعد الخزانة ،وفتح الدولاب
فوجد السيف ، ثم قام بإعادة تصنيعه ،واستخدم المهارة لكي يصبح ملكا له
عاد إلى الحاكم
أيها الحاكم هذا هو السيف
هل تستطيع استخدامه ؟
نعم
خذ هذا السيف ،
وأرني قوة سيفك
أخذ سيفه ، وضرب سيف الملك ،فانشطر إلى نصفين
الملك في وسط ذهول منما يراه فيقول :
كيف استطعت استخدامه ، وأنا أعرف إنه ملك لأبيك ؟
فأخبره بيرق
إذا أريد أن أوليك منصب أبيك كرما له ،وأهب لك قصره
شكرا لك أيها الحاكم على العطاء
بيرق أخبرني عن قصتك ،
فأنا بحثت الأماكن كلها ، وأنا أبحث عن أمك والعبد
ولم أعثر عليهم
فيقص له حكايته
فيبكي الحاكم ويقول : تسحق أمك أن يعذبها ،نظير خيانتها لزوجها ،
ولكن ما ذنبك أن تتعذب معها
والحمد الله أنك التقيت بجدك ، وعلمك مهنة أبيك،
والآن أذهب إلى قصرك، وسوف أصدر قرارا بترسيمك قائدا لجندي ، في الغد إن شاء الله
اجتمع الحاكم بمستشاريه واخبرهم بقراره فرحبوا به ، وانتشر الخبر بين أرجاء البلدة
ذهب بيرق إلى أمه ، وعندما وصل وجد أمه وزوجها
فقال : جزاء القاتل القتل ،ولن تفلت من يدي
أراد أبكر أن يهرب ، لكن بيرق كان له بالمرصاد
ضربه بسيفه ،إلا ويسقط مثخنا بالجراح، أجهز عليه ،
وقال هذا عقابك أيها الخائن
أمه في وسط وجوم وخوف ،والدموع تنهمر من عينيها
أمي سأجعلك تتذوقين طعم العذاب ،
ولن أجعلك ترتاحين طالما كنت حيا
والآن هيا اذهبي معي ،
إلى القصر فسوف تعملين فيه كخادمة وإلا سوف أقتلك الآن
ذهبت معه إلى القصر ،وأسكنها في غرف الخدم ،
وأمر عبيده بأن يضاعفوا عليها العمل ، وأن لا يرحموها .
الأم تعمل وتصبر على متاعب أعمال القصر ، وتتحمل إهانات العبيد ،
لأجل أن تكون قريبة من ولدها
تزوج بيرق ، ورفض أن تحضر أمه زواجه ،
والأمر أنه أمر أن تكون خادمة لزوجته
وأوصاها بأن تعاملها بقسوة ،كما يعاملها
لكن زوجته لم تعاملها بقسوة ،وكانت تتظاهر بالقسوة أمامه ،
وهي تخفي حبها لها وتحنن قلبها على ابنها ،
وتقول لها : أصبري فإن الفرج قريب ،وسيأتي اليوم الذي يعود إلى صوابه
لكن الإهانات تتواصل عليها ، وكلما يمر عليها يضرب بقدمه الوعاء الذي تأخذ منه الماء ،وتنظف به
ويضحك عليها بسخريه أمام عبيده
وفي يوم من الأيام أرادت أمه التخلص من هذا الذل بأن تنتحر ،
وأخذت حبلا تريد أن تشنق نفسها ،
وعندما بدأت ، دخل عليها ولدها ،وهو يرى أمه تريد الانتحار ،
فضرب الكرسي وأمسك أمه وقال : لماذا تريدين الانتحار ؟
فقالت : لم أصبر على عقوقك ،وكل يوم أقول سوف يرجع إلى صوابه ، إلا وأحبط وأنا أراك تزيدني عذابا
ارتحت من عذاب أبكر ، و قلت لعل ولدي يعوضني ، فاصدم وأنا أرى عذابك
فبكى وحضن أمه وقال : سامحيني يا أمي ،
فأنا والله أردت بأن أقتلك لكني لم أستطع ،
وأنا بالفعل أخطأت بحقك ، وسوف أعوضك عن كل لحظة عذاب ذقتها مني
أنا لا أريد تعويضا كل ما أريده أن أعيش حياة كريمة بعيدة عن الذل
أمي أعطني فرصة ، وسوف أثبت لك بأني قد تغيرت إلى الأحسن ،
وأرجوك بأن لا تعودي إلى الانتحار
حسنا سأمنحك هذه الفرصة ،
وأتمنى أن تصدق في كلامك
أمر بيرق بأن تسكن أمه في الجناح الخاص ،
وأن تكون قريبة منه ،
وأشترى لها ثيابا
بدلا من ثيابها الممزقة
وجعلها تعيش كملكة مدللة ،
وفي كل صباح ومساء يأتي إليها ليسلم عليها ،ويتودد لها
ويطلب منها بأن تدعوا له بالتوفيق ،
وأن يكون أولاده بارين به .
ألأخ الكريم راجحي .. تحية واعتزاز
حقيقة أمتعتني حكايتك الحوارية هذه جداً
وهي تقترب إلى حكايا الميثيولوجيا في بعض المفاصل
وأظن أنها لو نُقِلَت إلى جنس الحكايا للاقت إقبالاً أكثر.
لك بالغ الود والتقدير.