من مطلعِ الشّين احْتملتُ لوائي=حتّى بلغتُ إلى غروب الرّاءِ !
والعينُ بينهما امتداد مسافةٍ=ما سارها أحدٌ من الشّعراءِ
فوقفتُ والكلماتُ قد جُمِعت على=ثغري لأعرضَها على أسمائي
فهمستُ للمعنى الجميل فجاءني=يسعى بكلّ فريدةٍ عذراءِ
فقرأتُ بين العاشقين قصيدةً=أُلهمتُها من سورةِ الإيحاءِ
ضمّنتُها روحي فردّدها فمي=شعراً يبوحُ بسرِّها لدمائي
أودعتُها دون الأنام حشاشةً=عفّت تسيرُ على كفوفِ الماءِ !
وحملتُ ذائقة النّفوسِ على يدي=ووضعتُها تحت اختبارِ غنائي
حكّمتُ فيها كلّ بوحٍ صادقٍ=قد كان باسم الله من آلائي
فوجدتُ قوماً والحداثةُ دينهم=يتحدّثون بلهجةِ الغرباءِ
جعلوا لشيكسبيرَ أوّل ركعةٍ=عند الصّلاة وكذّبوا بدعائي !
لا ينظرون من القصيدةِ جانباً=يُغري سوى التّدقيق في الإملاءِ
ألقيتُ روحيَ بينهم فتتبّعوا=ما جاء في الهمزاتِ من أخطاءِ !
فجعلتُ ما بيني وبين غُثائهم=ردماً سيحجبهم عن الأضواءِ
أفرغت من زُبر القصيد عليه ما=لا يبلغون لخرقهِ بعناءِ !
ورجعتُ أدراج القصيدة مُجزلاً=للمدمنين على الأصيلِ عطائي
من سحر (فاتحة اللغات) رسمتُهم=قمراً يضيء على جبين سمائي
أبّنتُ بالشكر الجزيل وداعهم=وأفضت عند لقائهم بثنائي
من أنت يسألني الكرام أُجيبهم=واللفظُ لا يقوى على الإطراءِ
لاتسألوا عني فُديتم واسألوا=يا أفضل الشّعراءِ عن جُلسائي
فانا وربّ البيت ما غير الهوى=والشّعر والإبداع من خُلصائي
فإذا دُعيتُ إلى ارتجال قصيدةٍ=خلّقتُها من أبسط الأشياءِ
وبعثتُهاللعالمين مليحةً=تُسبي إذا نظرت على اسْتحياءِ
من قبل أن يرتد طرفُ محدّقٍ=أحضرتُها حسناء بالإيماءِ
فإذا رفعتُ إلى السماءِ قصائدي=تيهاً فلا تسْتغربوا خُيلائي
فأنا القريضُ ونجلُهُ وحفيدُهُ=وأنا الأحبُّ إليهِ في الأبناءِ
لغتي على اللفظ العفيف قصرتُها=فتضمّخت طهراً حروف هجائي
من أقدس الألفاظ نحو أجلّها=قدراً عرجتُ بليلة الإسراءِ
ما ظلّ من بحرٍ وما مرّت بهِ=سُفُني ولا أدري عن الأنواء*ِ !
للشعر بعد الله ليس لغيرهِ=عن فيضِ أخلاصٍ جعلتُ ولائي
حرّمت مدح الحاكمين على فمي=وجعلتُهم حِلّاً لسخطِ هجائي
ورفضتُ أن يمتدّ نحو وجوههم=عند انْتصار الثائرين حذائي
لي من طقوس الحُزنِ أوّل رشفةٍ=أدمنتُها دهراً بكأس بكائي
من ريحة الجنات عطرُ قصائدي=وبحُسن منظرها المثير أدائي*
أهديتُتي لحناً إلى شُبّابةٍ=للريح تعزفها بنغم حُدائي
أودعتُ قلب الحُزنِ سرّ سعادتي=ودفنتُ في كف الرخاءِ شقائي
وخرجتُ أمسحُ والقصيدة في يدي=منديلُ عطفٍ أدمعَ الفقراءِ
أحنو على الطّفل اليتيم أضمّهُ=نحوي بفيض مودّةِ الأباءِ*
هذا أنا رغم الجراح مكلّلٌ=بتمرّدي ومضمّخٌ بإبائي*
فعلى فمي مليون ثغرٍ ثائرٍ=وبخافقي جيلٌ من الشّهداءِ
وبجوف قلبي الفُ قلبٍ نابضٍ=من كلّ قلبٍ ساكنٍ أعضائي
فلْتقرأوا مني السلام على دمٍ=يغلي بحبَّ الشّعر في أجزائي *
ليعودَ بالخسرانِ كلُّ محاولٍ=عن عرش مملكةِ الرّؤى إقصائي*
الشاعر / جبر البعداني والشاعرة / وطن النمراوي في تحدّي القوافي !
قصيدتي (ونبضُ قلبي قناديلُ) ومعارضة الشاعرة / وطن النمراوي لها في قصيدتها
( أكاليل البشرى) ومعارضتي لها في قصيدتي ( روح الماء) في تحدي للقوافي
بحيت لا يختار الشاعر الثاني أي قافية أختارها الشاعر الأوّل لأحد القوافي الصعبة