الخاطرة رقم (3)
رحيقي الأخير
تبارك ربي الذي بك رزقني ووهبني شيئا قادك اليّ~
سجادة روحي تدوسها أقدامك كي تمنحها رونقا كالبنفسج ~ كألوان الطيف
كظل عيناك , يا من يتوضئ النور من عرق جبينك , و أغتسل بنظراتك اليّ
كي أصير أنقى و أطهر و أجمل ,أحبك ,بل أعشق أرضك و أموت شوقا اليك~
ليتك تعلم كيف يصير المساء قبيح جدا لحظة تغادرني , فيتوجب علي ايجاد طريقة تجعل الحياة محتملة دونك,
أيها السائر بمحطة الانتظار فوق أرض الفضاء في بقعة موحشة لا تكاد تطأها قدم
ان قُبلة الموت التي تختفي بسرعة البرق الخاطف , كاد يغمى عليها من شدة الهلع,
لكنها تجمدت تحت نور المصباح تقرأ سقوطها بين ذراعيك,
بينما أنت تصطلي على نار غائص في بحر من التأملات , و لم تكن تلك اللحظات تفارق ذاكرتك من تلك الجهات المقفرة في ضواحي السجن السحيق,~
يا فنجان قهوتي الصباحي المعتّق بأحلام الأمس
يا قطعة السُكّر الأخيرة , يا عناق الضوء لنور الشمعة
يا سكين تُقطع بها كعكة ميلادي و ملعة أتذوق بها رحيقها
من أسفلها إلى أعلى في حالة خرافية الاشتهاء ~ ، ~
أنتَ الرشفة الأخيرة في فنجاني و التي أتوق لأحتسيها في أحضانك
تحت سجادة الليل فوق شرفة القمر ~ ثم ~
تهديني وريقات النقاء ,تنثرها فوق جسدي المرتعش بين أصابعك تحت سطوة نظراتك المستفزة , تستنفر كل حواسي , فتعلو و تهبط في الصدر الآهة مختنقة باللحظة ممتلأة بك,~ ولتتخيل كيف اشربها ..ام تراها تبق في قاع الفنجان ..؟~
بحثت عنك , عمن يحمل من الرجولة مواقف ،
يا أنت ~ يطيب لي ضعفي امامك كأن تكبر بعيني أكثر و أصغُرُ ..~
كم يطيب لي احتراقي في المسافة ما بين قلبي و عيناك ~
و صباحي الناعس ينبئ بالمطر ,يوشوشني النورس عن أخبارك و يحلق مبتعداً
عن شاطئ الانتظار ~,~
يا سيّد الدفء دثرني , سكنني البرد حتى كاد يتَخَثرُ الدم في عروقي
دثرني كي تستوي بداخلي الأُنثى و يَتَنفس الصُبح , فصباحاتي مختنقة
بيوم يُبشر بمزيد انتظار~و كي يضاجع حرفك الثاني حرفي الأخير حتى الثمالة,~
دثرني ~،~كي توشم النهاية على صدري و تدرأ عني صقيع المسافات~ دثرني~
لستَ أجمل من هذا أو ذاك ’
لكنك بعيني ملاك ~
أيها الحرف المُتَسكع فوق خارطة الأيام ،يحتسي خمرة روحي حتى ثمالة النقاط
يعربد فوق الأسطر ..تحت النظر , يلتقط الحركات ويستثني السكون ,
و في قداسة السّين .~يُغدق عليّ بأجمل الهمسات يُعتقُ الحرف من ريقه و يسقيني ,~ يا ثورة النبض القابع في أعماقي ~يالأنا تتحداني بك ومن اجلك
كيف الخلاص منك , كيف تغافلني الأنا وترنو اليك~
في لذّة اعترف بأني لن أستطيع الوقوف بوجه الريح , و أني هممتُ بالرحيل ،
و أني في مكاني باقية خارج التقاليد ..أُنفق كل ما ادخرته من مشاعر و أحاسيس ،فلم يبقَ لنا شيء الآن في مجرات الانتظار غير لذّة الانتظار ،
داخل زورق الحياة مسافرة عبر بحيرة لا أستفيق أبداً من غيبوبة الإشتياق يرافقني عزف الناي إلى مملكة التيه الحزين ، و ماكان أشد ذهولي إذ رأيتك في الجهة المقابلة تَنقشُ انعكاس وجهي فوق الماء~ْ
يا قطعة الشكولا الأخيرة في صحن انتظاري , ذات يوم أقسمت بأن ابذل منتهى الجهد لكشف اللثام عن اسرارك سبَقتني و امطتَ اللثام عن وجهها الأنا,
و رميتني بسهام أصابت القلب شوقاً لعطرك الحميمي في عناق ..
أنا العاشقة حد الهوس لشذى المحابر ~ أخبرهم بأني قد صرتُ صعلوكة في أروقة القلق ,تُطارد ظلك ، تُعربد على جميع حواسك وأني الساكنة بين النبضة و النبضة~ أنا فتنة تُراودك عنك و في فيافي القلب العاشق أسطورة مُخلدة وأني منذ اللحظة أشعلت بداخلك ثورة, وأنتَ تُقيم لها في عمق الذاكرة مراسيم احتفال,