استخرجت من القرآن (971) آية استفهامية، وكنت قد بدأت بفضل الله بجمعها في أواخر شعبان 1438 في المسجد النبوي كمرحلة أولى، ثم أتممت قراءة القرآن في العشرة الأولى من رمضان في بيت الله الحرام، وأعدت قراءته في بغداد في نفس الشهر الكريم فكان هذا العمل... وهو جهد المقل، أتمنى أن يكون على خير صورة وأفضل وجه، فإن كنت قد أصبت فهو من عظيم فضل الله تعالى ومنته عليَّ وتوفيقه فله الحمد، وإن كانت الأخرى فمني وأستغفر الله، وحسبي أنني بذلت ما أستطيع داعياً الله سبحانه أن يكون هذا بذرة أخرى لخيرٍ أتمنى على الله قبوله، وأن يثبت قدمي على طريق دينه وعلمه وخدمة شريعته، فذلك هو غرضي المأمول وهدفي المنشود.
نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وخالصاً من كل رياء وسمعة، ونسأله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.
نأخذ أول آية استفهامية ونبين لكم مايسر الله لنا فيها .. ستكون المواضيع متسلسلة وفق الترتيب القرآني وبما احتوى كتابنا أعلاه بشأنها من غرض وإعراب وبلاغة وفوائد أخرى..
الغرض من الاستفهام (أأنذرتهم) الهمزة للاستفهام بمعنى التسوية وهي حرف مصدري تئول مع ما بعدها بمصدر في محل رفعٍ مبتدأ مؤخر خبره سواء، أو فاعل لسواء الذي أجري مجرى المصدر.
ملحوظة: همزة التسوية تقع بعد: ( سواء، ما أبالي، ما أدري، ليت شعري) ويكون ما بعدها مساوياً لما قبلها، وتدخل على جملة يصح حلول المصدر محلها، وتأتي بعد همزة التسوية ( أم ) المتصلة، ويصبح الأسلوب خبرياً.
الإعراب
(إِنَّ الَّذِينَ) إنّ واسمها وجملة (كَفَرُوا) من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول (سَواءٌ) خبر مقدم أو خبر إنّ (عَلَيْهِمْ) جار ومجرور متعلقان بسواء (أَأَنْذَرْتَهُمْ) همزة الاستفهام بمعنى التسوية وهي والفعل بعدها في تأويل مصدر مبتدأ مؤخّر أو فاعل سواء الذي أجري مجرى المصادر والجملة خبر إنّ (أَمْ) عاطفة متصلة وسيأتي حكمها في باب الفوائد (لَمْتُنْذِرْهُمْ) لم: حرف نفي وقلب وجزم وتنذرهم فعل مضارع مجزوم بلم والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به والجملة معطوفة على جملة أأنذرتهم (لا) نافية (يُؤْمِنُونَ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل وجملة لا يؤمنون خبر بعد خبر ولك أن تجعلها تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
اللغة: (سَواءٌ) اسم بمعنى الاستواء أجري مجرى المصادر فلذلك لا يثنّى ولا يجمع قالوا: هما وهم سواء فإذا أرادوا لفظ المثنّى قالوا: سيّان وإن شئت قلت سواءان وفي الجمع هم أسواء وأيضا على غير القياس: هم سواس وسواسية أي متساويان ومتساوون.
والسّواء: العدل الوسط بين حدّين يقال: ضرب سواءه أي وسطه وجئته في سواء النهار أي في منتصفه.
وإذا كانت سواء بعد همزة التّسوية فلا بدّ من أم اسمين كانت الكلمتان، أم فعلين.
وإذا كان بعدها فعلان بغير همزة التّسوية عطف الثاني بأو، نحو: سواء عليّ قمت أو قعدت.
وإذا كان بعدها مصدران عطف الثاني بالواو أو بأو، نحو سواء عليّ قيامك وقعودك. وقيامك أو قعودك.
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 05-17-2019 في 05:31 PM.