أودعكم لأني لن أعودَ إلى ترانيم ٍبلُقياكمْ تناغيني
أودعُ قريتي .. في كلِّ زاوية ٍ بها نفسي
وهمسَ الحبِّ منثورا على الوادي
على أفنان ِ أشجارٍ زرعناها
سيسألُ عن مروري طيفُ ظل ٍ في زقاق ٍ كان يجمعنا
تضاحَكْنا وكمْ كنّا نعابثُهُ ونلهثُ في رياضات ٍ بريئةْ
أودعُ بوحَ ساقية ترقرَقَ ماؤها عذبا
نراقبُ في تعابُثنا فراشاتٍ وألوانا بها عمري قد امتزجا
سأشتاقُ الرغيفَ بكفِّ أمي في حنايا القلب تصنعهُ
ومن قمح ٍ له أثرٌ بكفِّ أبي على البيدرْ
سأذكرُ أنني يوما مشيْت وراءَ محراث ٍ
وكان أبي يضاحكُني ويمسكُ قبضةَ المحراث ِ في شغَفٍ
ويهمسُ لي : كنوزُ الخيرِ لا تأتيك إلا حينَ تعشق تربة الوطن
ولا تبخلْ عليها من دماءٍ سوفَ تنزفُها
سأشتاقُ الحنانَ بصدرك ِ الدافي
فيا أمُ ازجري دمعا يحاولُ هاربا من جفنك الحاني
على خدين ِ إني عاشقٌ لهما
ويؤلمُ خاطري حزنٌ يبوحُ بنظرةِ الهدبين يا أمي
ولا تنسي أناملَك التي اعتادت تداعب مني الغرة ْ
وزوريني فما أقساها من غربةْ
فظلكِ يحتوي قبري ويؤنسني .. يواسيني
وهيّا زغردي في كلِّ ناحية ٍ
لأوقنَ أنني حقا من الشهدا
إذا راحتْ فتاةُ الحي تبكيني فواسيها
هي السمراءُ من لفحات ِ شمسِ حصاد ِ قمحِ الخير في الموسمْ
سوادُ العين ِ أجملُ من ليالينا
وتخشى أن تمّس النعشَ في لمس ٍ أناملُها
ستفهمُ نظرةَ العينين أني كنت أهواها
فقد كانتْ ستصبح أمَّ أولادي
فقولي قولة َالحق : ذئابُ الحيّ أزلامٌ لجلادي
ومسعورون قد نهشوا أزاهيري
ويا أبتِ ... أرى شفتيكَ ترتجفان ْ؟
وألمحُ صفرة َ الحزن ِ العميق على أساريركْ ؟
عهدتك مثلَ نسرٍ كنتُ أرقبهُ على القمم ِ
وفي أفياء صفصاف ٍ بفيضِ ِ الحبِّ تحكيها
وتمسكُ قبضةً من تُرْب ِ قريتنا وتذروها
دماءُ المرءِ ترخصُ كلما باغ ٍ بذرات ِ التراب طغى
أ يا ابتي يكادُ الدمع من عينيك َينهملُ؟
رصاصُ الغدر في صدري ولم أهربْ
وأرجو أن تخطُّوا فوق شاهدة ٍعلى قبري
هنا يحيا شهيدٌ يحضن ُالوطنا
أودعكم .... وأهدابي تضمُّ الآنَ خارطةً
أ.... و ... دع .... ك. ..ممم