شجرة الملائكة
مرطائر الحزن ناعيا...لحظة واحدة فقط, اصبحت الدار مجرد أنقاض, وغادرت تلك الطائرات البغيضة,,, البكاء يعلو ونجلاء حائرة تراقب أختها الصغيرة.. أنها تعاني من جوع قاس...تأملت زجاجة الحليب الفارغة المثقوبة.. ألقمتها لأختها في محاولة منها لأسكاتها.. مازالت الصغيرة تبكي..بحثت في زوايا الدار المحطمة.. وجدت كومة حليب أختلطت بالتراب.. شعرت برغبة في البكاء.. هرست الحليب ببقايا التراب.. القمتها لأختها .. صمتت الصغيرة..
على ورقة صغيرة رسمت خطوطا مبهمة.. غطتها بكفها..أنثالت أمامها صورة ابيها المعلقة على الحائط المائل.. تمنحها الامل في عودته مرة أخرى.. لتملأ فراغات الخوف.. لم تر.. سوى ضباب اسود يلف مهد الصغيرة..
صفق الطائر مرة اخرى والصغيرة شاحبة الوجه غادرتها الحياة..أنكفأت نجلاء في ذات الزاوية المحطمة يجلل سكونها العويل.. لملمت خوفها.. الصورة ماتزال معلقة والقمر هناك.. سينزل الملائكة يحملون جثمان سى الصغيرة ( فبين القمر وشجرة الملائكة اجنحة يطير فيها الاطفال)
أنصتت لهسيس الصوت القادم من الغرفة الاخرى.. أمها ترتدي فستان الفرح.. صورة معلقة والزاوية ملطخة بالدماء.. النظرات المنطفئة.. تقودها للسؤال ( اين انتم ياأهلي) لم ترى سوى الظلام الموحش والسكون .. أثقل جسدها .. نامت..( نجلاء..نجلاء..ن جلاء.. أطياف بيضاء وخطى وئيدة..( سرى تطير الى شجرة الملائكة) وعند أبتعاد القمر عادت نجلاء وحيدة أطل وجه أبيها مرة أخرى...
- أحملي لوحتك غلفيها بالامنيات..
بحثت عن فراشتها لصغيرة وأرتدت أجمل ثيابها وعلقت فراشة ذهبية بشعرها ونامت..حملتها طيور بيضاء الى بلد أخر.. امام ازدحام الاطفال واللوحات يمنعونها من الدخول .. لاتعلم سوى أن تجد طريق الى معرض اللوحات.. أحتضنت لوحتها طلقت لساقيها العنان.. وهناك وعلى جدار وحيد وضعت لوحتها المغلفة بورق اسمر.. تساءل الزوار عن سر هذه اللوحة.. فيما جلست تشير أليها انها لوحتي..
تسابقت الاصابع لتمزيق الغطاء أطلت قنينة مثقوبة للحليب وبجانبها شظية......