الدنيا ليست أبدية . صحيح أنها تشبه الأزلية . العلماء يقدرون عمرها تقديرا . هم يقيسون أعمار صخور الأرض والقمر والنيازك بواسطة أشعة الكربون التى تعطى عمرا تقريبيا لوجودها فى هذا الكون . وقد ذهب معظم العلماء - بناءً على هذه القياسات - إلى أن عمر الكون حوالى أربعة مليارات من السنين . هذا عمر تقديرى على أية حال . ولكن علينا ألا نخلط بين عمر الصخور وبين عمر حياة الكائنات الحية على الأرض . فالصخور شيئ والكائنات الحية شيئٌ آخر . الصخور تعنى السموات لأنها أجزاء من الكواكب والنيازك والقمر وجبال الأرض .. إلخ إلخ . وغنى عن القول بأن السموات والأرض كانتا كتلة واحدة لدهورٍ طويلة ثم انفصلت السموات فتكوّنت نجوم وكواكب ونيازك وأقمار وشموس وأرض .. إلخ كلٌ فى فلك يسبحون . والقرآن يقرر ذلك بالآية " أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقنهما .. " كما يقرر علماء الفلك والفضاء ذلك أيضا بعبارة (الانفجار العظيم) الذى حدث للكون قبل ملايين أو مليارات السنين . لا علاقة بين هذه الأحداث الفلكية الكونية وبين نشوء الحياة على كوكب الأرض . إذ كان لزاما لنشأة الحياة توفر مقومات الحياة على الأرض . كانت الأرض فى البدء مجردة من مقومات الحياة . ومعنى ذلك أنها كانت كالمريخ والقمر وزحل والمشترى .. إلخ . إلا أنها امتازت عن تلك الكواكب بقابليتها لتكون مهدا للحياة فى المستقبل . فقد كانت فيها البحار والمحيطات والمستنقعات الدافئة . ثم بدأ بمرور الأزمان الطويلة تكوّن كائنات لا هوائية دقيقة على أسطح المحيطات وتلاها تواجد الطحالب أيضا فى البحار . هذه العناصر كانت تنتج غاز الأوكسجين بكميات كبيرة على مر السنين وتطلقه فى الفضاء المحيط بالأرض . وكان الأوكسجين - هذا الغاز السحرى - هو اللبنة الأولى لنشوء الحياة . فنشأت كائنات دقيقة أخرى ونشأت معها غازات أخرى ثم تلاها النبات ( بدون الكلوروفيل ) . والكلوروفيل هو المادة الخضراء للنبات . ثم ظهر النبات ذو الكلوروفيل فكان ظهوره ثورة كبرى فى عالم الحياة على كوكب الأرض إذا كانت النباتات الخضراء مصنعا إضافيا كبيرا لانتشار الأوكسجين فى فضاء الأرض إضافة إلى كونه غذاء للحيوانات . بعد انتشار الأوكسجين وظهور النباتات وظهور الماء العذب بدأ ظهور الكائنات الحية كالحيوانات والزواحف والطيور والأسماك والحشرات .. إلخ إلخ . من هنا يصبح جليا ألا علاقة بين عمر الصخور المأخوذة من السموات . ومن صخور الأرض ، بما فى ذلك عظام الحيوانات المتحجرة ، وبين ظهور المخلوقات (كالحيوانات) على كوكب الأرض . فلا ريب أن السموات والأرض قديمةٌ جدا . ولكن ظهور المخلوقات على الأرض شيئٌ حديث جدا نسبيا . أى بالنسبة إلى وجود السموات والأرض .