يهدف المهندس وسيم شعباني في هذه المحاضرة إلى إثبات نظرية وجود نسب إيقاعية سمعية وبصرية محددة تسود بين أنواع مختلفة من المسموعات والمرئيات والمتحركات. ويستشعر الإنسان المتناظر منها بالتقييم ذاته رغبة أو نفورا .
ويجيء الرقمي بوحداته المجردة ليكون أداة القياس ومن ثم التناسب في كل منها بما ييسر الكشف عن فرضيته لتيسير قياس النسب الشعرية، أسوة بالنسبة الذهبية لفابيوشيني. وتجد إحدى هذه النسب ( نسبة دائرة ب- المختلف ) تجلياتها في العمارة والجسم البشري.
وذلك يفتح بابا واسعا للتأمل في أصل تناظر هذه النسب وعلاقة ذلك بالارتباط بين السمع والبصر، وعلاقته كذلك بصدور الأشياء والإنسان بجسمه وذوقه مع نوع من الإيقاع الكوني. وهذا ما يحتاج مزيدا من البحث لاستقصاء اطراده. ولا يخفى ما لثبوت صحة هذه النظرية من آثار.
وهو في كل حال محفز على التفكير، وممتع لمن يعلي من شأنه. كما أنه يبين جسر لتفاعل فكر الخليل بن أحمد مع المعارف والعلوم والموجودات على امتداد الزمان والمكان. ومن آثار هذا الطرح إبراز ما يلي :
1- اختلاف مجالي ( العروض ) و ( علم العروض )
2- أهمية التأسيس الواعي لعلم العروض. دون الانتقاص من قدر العروض في مجاله الجزئي التطبيقي.
3- موسعا اختصاص علم العروض من الشعر إلى مجالات تتعدى العروض واللغة إلى ما يليق بفكر الخليل من آفاق.