وراء الغيم
كالغريب الذي كُسرت ساقُهُ وراء الغيم
وهو يبحث عن ذاته التي سرقها وهمٌ
يرمي به نهاية العالم
لكنه يترك ساقه مجزَّأةً عظامهاُ
ويمضي في غربته عسى أن يحالفه الحظ من جديد
...........................
فيمرّ قبالةَ ديرٍ مهجورٍ فيه قبرٌ لراهبٍ
تبعثرت أجزاؤه
ولم تبقَ سوى جمجمته المنخورة
التي صنع الدودُ منها تاجاً لذلك الرمس الذي تحرقه
الشمس بلهيبها
لكنَّ رفعةَ نفسه أبت عليه أن يطلب المعونة
من تلك الجمجمة
.........................
فيذهب إلى طريقٍ كلها أوصاب
فتلفت نظره عجوزٌ طاعنة السن
تأكل التراب الأحمر بشراهة
كأنها لم تذق شيئاً منذ سنين
ولما اقترب منها أكثر فأكثر
وجد جسمها خالياً من العظام
فآلى على نفسه أن يطلب معونة من يلقاه أخيراً...
...........................
وإذا بكتابٍ أصفر ملقى على الأرض
فقال في نفسه :ـ لعلّه يساعدني
فإنّ ساقي أخذت تؤلمني أكثر من ذي قبل
فاقترب من ذلك الكتاب مدّ يديه
أراد حمله من الأرض
وإذا به يصرخ : دعني
دعني
هذا موطني
فإن ترفعني أمت تمزقاً,لأنك تجهلني
فتجهّم وجهه, ولم يحمل الكتاب وبصق قربه
وقال في نفسه:
مادامت ساقي قد برئت فإنني لستُ محتاجاً إليه