يوم دام في حياتي بقلم عامر الحسيني

يومٌ دامٍ في حياتي
بقلم
عامر الحسيني



بشاعة اليوم لا تمحى ..أشلاء مقطعة، نيران مستعرة، وصوت أنين موجع يتفشى بين سحب الدخان، كلها جاءت بعد دوي انفجار هز أركان البيوت، وكسر زجاج النوافذ في كل المحال القريبة، ركضت مسرعاً أتخطى درجات السلم أربع.. أربع..لانطلق مواجهة لهذا المنظر، عبرت الشارع نحو رجل ممددٍ على الأرض مدمي يتقاطر الدم من أنحاء جسده كأنه مطر احمر يروي ارض الشارع الأسود، حملته وسرت به مسافة غير بعيدة، وهو يقول بصوت خافت (إسعاف.. إسعاف..) حملته وكان هناك ثلاثة رجال غيري،مثلي يحملون ما احمل، كنا أربعة رجال لا نعرف بعضنا، ولا نعرف حملنا، سوى أنهم أبناء بلدنا، فقدوا وعيهم من هول ما أصابهم، كانوا فاقدين الوعي إلا رجلا كنتُ حملته.

وراعني منظر هزني من الأعماق، منظر رجل مصاب برأسهِ ، حيث خط الدم مساراً على جسده، يتحامل على جرحه متجها نحو سيارة احترق نصفها الأمامي، ليخرج ولده ذا العشر سنين، يحمله بين يديه وهو في الرمق الأخير، يسير به بين حطام المحال والمطعم الشعبي وشظايا السيارات، باتجاه الشارع الفرعي، حيث توقفت بعض سيارات المواطنين،تقل جرحى الانفجار الذي هز صباح بغداد المشرق،فأحاله كالحا داميا بلون الغروب، هذه السيارات اتخذت دور سيارات الإسعاف التي تأخرت كثيرا عن القدوم،حملت على كتفي رجلا نازفا سال دمه علي فشعرت بحرارته حتى وضعته بجنب آخر كان مصابا وقطعت خرقة من ثوبه الممزق لففت بها يده التي جذ قسم منها قائلا له اضغط عليها لإيقاف النزيف حتى تصل الى الطبيب

وبعد برهة من الزمان تجمع رجالات الأمن، وكانوا يصرخون ويزعقون، وبعضهم بدأ بإطلاق الرصاص ليفرق الناس الذين تجمهروا، منهم للفرجة ومنهم لإبداء يد المساعدة، وكنت حينها متجها لبيتي فعدت غاضبا صارخا بوجه أقربهم إلي.. وجهوا رصاصاتكم باتجاه من فجّر.. باتجاه الإرهاب.. لا باتجاه السماء.. فنظر ألي وقد راعته الدماء التي صبغت ثيابي، فاعتذر وقال لم أطلقْ النار قلت له إنها نخوة عراقية ، بدل هذا انجدوا الناس، وعدت إلى البيت ،ارتجف غضبا وحزنا، وهناك حرارة بقلبي.. الله اكبر يا عراق ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
بغداد- عامر الحسيني 30/5/2012

..........

مع اعتذاري لهول المنظر الذي اساءكم




تحياتي لعيونكم
عامر

قصة من واقع مؤلم نتمنى أن ينتهي قريبا
وأن يعو العراق الأبي شامخا آمنا
احترامي

وبكل يوم قصة جديدة
تدمي لها القلوب
ألا من نهاية لحياة تعدت مرحلة المأساوية ؟
ألا من يوم قريب تبتسم به القلوب قبل الشفاه ؟

هول المنظر قد انتقل لمخيلتنا
فعجز اليراع عن قول .. سوى
لا حول ولا قوة إلا بالله

ومثل هذا الموقف قد تكرر كثيراً حتى حكومتنا ماشاء الله بدت تطلق عليها أسماءً

يوم السبت الدامي ويوم الأحد الدامي حتى شملت بقية الأيام

والكثير منها قد تكرر

لاحول ولاقوة الا بالله

بوركت أخي المكرم

عجبي .. رجال الأمن يطلقون النار ليفرقوا أبناء الوطن الواحد أي عار
قتلة استمرؤوا القتل وليس هنالك من يوقفهم فالكل متواطئ
لا زلنا ننتظر الفرج
لاحول ولا قوة إلا بالله
الأديب عامر الحسيني
تحية لحرف لامس القلوب
تحياتي لك
أثبت النص مع التقدير

متى ينتهي هذا الدمار ,,البعض يأكل البعض والدم يغطي الطرقات

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض حلايقه     قصة من واقع مؤلم نتمنى أن ينتهي قريبا وأن يعو العراق الأبي شامخا آمنا احترامي

شكرا استاذ رياض
وفقت لكل خير
شكرا لعينيك مع اعتذاري


تحياتي لعيونكم
عامر

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديزيريه سمعان     وبكل يوم قصة جديدة تدمي لها القلوب ألا من نهاية لحياة تعدت مرحلة المأساوية ؟ ألا من يوم قريب تبتسم به القلوب قبل الشفاه ؟ هول المنظر قد انتقل لمخيلتنا فعجز اليراع عن قول .. سوى لا حول ولا قوة إلا بالله

شكرا لروعة الامنيات سيدة الاماني
طبت وطابت انفاسك ديزيريه
شكرا لعينيك واسف لمآساوية النص
طبتِ ودمتِ


تحياتي لعيونكم
عامر

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان     ومثل هذا الموقف قد تكرر كثيراً حتى حكومتنا ماشاء الله بدت تطلق عليها أسماءً يوم السبت الدامي ويوم الأحد الدامي حتى شملت بقية الأيام والكثير منها قد تكرر لاحول ولاقوة الا بالله بوركت أخي المكرم

شكرا لعينيك اخي الحبيب
دكتور اسعد
بارك الله بك
حماك الله ورعاك


تحياتي لعيونكم
عامر

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سولاف هلال     عجبي .. رجال الأمن يطلقون النار ليفرقوا أبناء الوطن الواحد أي عار قتلة استمرؤوا القتل وليس هنالك من يوقفهم فالكل متواطئ لا زلنا ننتظر الفرج لاحول ولا قوة إلا بالله الأديب عامر الحسيني تحية لحرف لامس القلوب تحياتي لك أثبت النص مع التقدير

شكرا لعينيك سيدتي
شكرا لقلبك
لاحرمنا طبيتك ياطيبة
سيدتي سولاف
طبتِ ودمتِ


تحياتي لعيونكم
عامر