في كل إتجاه \د. جمال مرسي قراءة نقدية \ سفانة بنت ابن الشاطئ
أستاذنا وعميدنا د. جمال مرسي سعيدة بمصافحتي لقلمك وكم راقني ما قرأت لك هنا
قصيدة لبست حلة الجمال رغم إرتدائها للباس الحزن والألوان القاتمة إلا أنها جاءت واقعية وصادقة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي
في كلِّ اتجاه
شعر : د. جمال مرسي
مِن أَينَ أَبتَدِئُ القَصِيدَةَ
هنا انتابت شاعرنا الحيرة قبل البدأ وهذا إن دل عن شيئ فإنمايدل على عظم ما يفكر به وكبر
حجم المعاناة مع كثرتها ،ولأنه يعلم ما سيخه قلمه سوف يستنهض حوله كل شيئ حتى
الورقة البيضاء الساكنة ،وهذا من رداء الألم والأنين الذي ارتدته حروفه ،كلون صباحه ومساءه
حتى وصل إلى مضجعه فحرمه من الحلم . من الصور الجميلة المتميزة :
= و اليَرَاعُ يَقُضُّ نَومَ الصَّفحَةِ البَيضَاءِ
= فَلا يَنِزُّ سِوَى حُرُوفٍ مِن أَنِينْ .
= يَندَاحُ الأَسَى عِندَ الصَّبَاحِ
وصلت بالشاعر الحرقة والعذاب مما يحمله في قلبه أن يلوم الشعر الذي رغم وفرته إلا أنه
لحد الآن لم يشفِ غليل الشاعر ولم يوصله إلى مبتغاه ، فكم كتب وكتب والواقع كما هو
لم يتغير لذلك أحس ان شعره اصبح عقيما وغير ذو فاعلية ولم يجنِ بالمقابل بعد طول العطاء
سوى جحود ونكران وسكاكين الغدر .من الصور الجميلة :
= غَالَت أَمَانِيَهُ العِذَابَيَدُ السِّنِينْ .
= و زَرَعتُ ( يَا مَا قَد زَرَعتُ)
فَمَا جَنَيتُ سِوَى القَتَادِ ،
يواصل الشاعر هنا وصف حالته الحزينة والتي وصلت إلى ذرف دموع تشاركها مع القصيدة
التي يخطها وكأن القصيدة إنسان تبادله المشاعر والأحاسيس وهنا كناية على كم المشاعر
التي ضخها قلم شاعرنا في الكلمات لأنه يعلم أنها خرجت من صميم قلبه ولذلك نجده يطرح
تساؤلات كثيرة تصب في نفس الإتجاه وهو يبحث لمنفذ يوصله إلى نور يعيد المسار الحقيقي
والصحيح وبريق الدليل .وكأنه يرفض أن يكون ما يراه حقيقة ويتمنى ان تكون الرؤيا خطأ سببها
نظارة سوداء سينزعها عندما يظهر الفرج والأمل . من الصور الجميلة
= أَوَّاهُ يَا عَينَ القَصِيدَةِ
مَن سَيَمسَحُ دَمعَكِ المَسكُوبَ مِنِّي
هنا ينتقل الشاعر إلى أولى همومه ليصف لنا أنه محتار بين أمرين كلاهما مر حبه لوطنه
و رفضه لما يحصل به من أعمال تنافي ما يريد وما يرغب ، وربما قصد الشاعر هنا ما حصل
مؤخرا في الإنتخابات المصرية وما لحقها من شبهات ، من الصور الجميلة هنا :
= كُنتَأَيَا رَهِينَ المُسْكِرَيْنِ تُنَادِمُ النَّجمَاتِ
تَشرَبُ نَخبَ مَا أَبقَتهُأَيَّامُ اْغتِرَابِكَ
= هَل سَتَسكُنُهُ ؟ و قَدنَسَجَت وَشَائِجَهَا العَنَاكِبُ ،
و المَدَى سَمُّ الخِيَاطِ بِنَاظِرَيكَ
هنا ينتقل الكاتب إلى العبء والمسؤولية التي يحملها بين كاهله وأنه يخشى أن ينتهي
به المطاف إلى قبر وهو لم يقم بأي شيئ ، ويتساءل هل من منقذ ومن معين للدين
يحاولون تشويهه وللشرف استبيح وكرامة ديست بأقدام الإستعمار في كل مكان ، وكأنه
في سجن كبير لا يأتي بجديد ولا بدليل براءته ، وهنا يستمر بالإسقاط حيث يأتي بقصة
سيدنا يوسف ليصل إلى ما يريد، وهنا المراد أن يتحدث عن الإنتخابات المصرية التي لم
تأتِ بجديد بل ربما كانت الأسوء ، وقد وصف المسؤولين أنهم نهبوا البلاد ولم يشبعوا
وشربو الخيرات ولم يكتفوا وجلسوا في المناصب ولم يغادروها بل تشبثوا بها حتى النهر
المعطاء النيل لن يكفي لظمأهم ...؟؟ من الصور الجميلة هي :
= مَن سَيَرتِقُ ثَوبَ قِصَّتِكَ الَّذِي قَدَّتهُ مِن دُبُرٍ
= جَفَّ نَهرٌ تلوَ نَهرٍ كََانَ يَروِي الظَّامِئِينْ
هنا يبحث الشاعر عن منقذ أو معين فكان الإختيار على شهرزاد الأنثى التي كتب لها
الشاعر أجمل القصائد ، لعل الحب والغزل يغير السواد الذي وشح قلبه وبذلك سينعكس
على القصيدة غزلا وحبا و هياما ويطلب منها كي لا تتأثر كما تأثرهو أن تبتعد عن الأخبار
مهما كانت ، وهو يطلب أيضا أن تبقى كما يحبها رقيقة وجميلة جمال رباني هادئة ، هنا
يغير طريقة خطابه الشاعر ليحوله إلى أمر ، فقد سئم أخبار الحروب وصوت المذيع وهنا يتذكر
أن الهموم انسته مناسبة خاصة تجمعهما . ولذلك يترجى شهرزاد للبقاء بقربه ومعه كي
تبتعد كل الصور البشعة والأخبار الكريهة للحروب عنهما . من الصور الجميلة :
= لا تُحدِثِي الضَّوضَاءَ حَولَ شَوَارِدِي
= فَمَخَالِبُ اللَّيلِ الطَّوِيلَةُ سَوفَ تَنهَشُنِي
= سَوفَ يَغرِسُ حُزنِيَالنِّيلِيُّ نَاباً
فِي أَدِيمِ قَصِيدَتِي
و لَسَوفَ تَذرُونِي الرِّيَاحُالهُوجُ
فِي كُلِّ اْتِّجَاهْ.
هنا يكون الشاعر بعد طريق سرناه معه شوطاً وراء شوط من المآسي والحزن ومن الهموم
والياس من انتخابات وحروب في كل مكان واتجاه ( العراق – فلسطين – مجاعة الصومال
إنتخابات مزورة .... ) لكنه في آخر القصيدة رغم ذلك يحاول نزع عباءة الحزن وارتداء رداء آخر
يناسب شهرزاد ، وهنا يكون النور من الأمل أو الشعاع ولو كان خافتا لكنه موجود ومنه
نصل إلى الأعم وما ننريد ،
نص جميل ودسم بكل معنى الكلمة غني بالمشاعر وغني بالصور و عميق في
المعاني أ استخدام قوي للرموز لإيصال الفكرة وللإيحاءات والأشخاص ، كاستخدام قصة
سيدنا يوسف ، واستخدامه لشهرزاد ..غنى في الدلالات العروضية من تشبيهات وكنايات واستعارات ، نص يروق لكل من يعبر من هنا راقني دكتور حقا ما أبدعه قلمك وما نثرته مشاعرك بكل احساسا
دام الجمال لروحك ولمشاعرك المرهفة والتألق لقلمك والتميز لكل نصوصك
أستاذنا وعميدنا د. جمال مرسي سعيدة بمصافحتي لقلمك وكم راقني ما قرأت لك هنا
قصيدة لبست حلة الجمال رغم إرتدائها للباس الحزن والألوان القاتمة إلا أنها جاءت واقعية وصادقة
هنا انتابت شاعرنا الحيرة قبل البدأ وهذا إن دل عن شيئ فإنمايدل على عظم ما يفكر به وكبر
حجم المعاناة مع كثرتها ،ولأنه يعلم ما سيخه قلمه سوف يستنهض حوله كل شيئ حتى
الورقة البيضاء الساكنة ،وهذا من رداء الألم والأنين الذي ارتدته حروفه ،كلون صباحه ومساءه
حتى وصل إلى مضجعه فحرمه من الحلم . من الصور الجميلة المتميزة :
= و اليَرَاعُ يَقُضُّ نَومَ الصَّفحَةِ البَيضَاءِ
= فَلا يَنِزُّ سِوَى حُرُوفٍ مِن أَنِينْ .
= يَندَاحُ الأَسَى عِندَ الصَّبَاحِ
وصلت بالشاعر الحرقة والعذاب مما يحمله في قلبه أن يلوم الشعر الذي رغم وفرته إلا أنه
لحد الآن لم يشفِ غليل الشاعر ولم يوصله إلى مبتغاه ، فكم كتب وكتب والواقع كما هو
لم يتغير لذلك أحس ان شعره اصبح عقيما وغير ذو فاعلية ولم يجنِ بالمقابل بعد طول العطاء
سوى جحود ونكران وسكاكين الغدر .من الصور الجميلة :
= غَالَت أَمَانِيَهُ العِذَابَيَدُ السِّنِينْ .
= و زَرَعتُ ( يَا مَا قَد زَرَعتُ)
فَمَا جَنَيتُ سِوَى القَتَادِ ،
يواصل الشاعر هنا وصف حالته الحزينة والتي وصلت إلى ذرف دموع تشاركها مع القصيدة
التي يخطها وكأن القصيدة إنسان تبادله المشاعر والأحاسيس وهنا كناية على كم المشاعر
التي ضخها قلم شاعرنا في الكلمات لأنه يعلم أنها خرجت من صميم قلبه ولذلك نجده يطرح
تساؤلات كثيرة تصب في نفس الإتجاه وهو يبحث لمنفذ يوصله إلى نور يعيد المسار الحقيقي
والصحيح وبريق الدليل .وكأنه يرفض أن يكون ما يراه حقيقة ويتمنى ان تكون الرؤيا خطأ سببها
نظارة سوداء سينزعها عندما يظهر الفرج والأمل . من الصور الجميلة
= أَوَّاهُ يَا عَينَ القَصِيدَةِ
مَن سَيَمسَحُ دَمعَكِ المَسكُوبَ مِنِّي
هنا ينتقل الشاعر إلى أولى همومه ليصف لنا أنه محتار بين أمرين كلاهما مر حبه لوطنه
و رفضه لما يحصل به من أعمال تنافي ما يريد وما يرغب ، وربما قصد الشاعر هنا ما حصل
مؤخرا في الإنتخابات المصرية وما لحقها من شبهات ، من الصور الجميلة هنا :
= كُنتَأَيَا رَهِينَ المُسْكِرَيْنِ تُنَادِمُ النَّجمَاتِ
تَشرَبُ نَخبَ مَا أَبقَتهُأَيَّامُ اْغتِرَابِكَ
= هَل سَتَسكُنُهُ ؟ و قَدنَسَجَت وَشَائِجَهَا العَنَاكِبُ ،
و المَدَى سَمُّ الخِيَاطِ بِنَاظِرَيكَ
هنا ينتقل الكاتب إلى العبء والمسؤولية التي يحملها بين كاهله وأنه يخشى أن ينتهي
به المطاف إلى قبر وهو لم يقم بأي شيئ ، ويتساءل هل من منقذ ومن معين للدين
يحاولون تشويهه وللشرف استبيح وكرامة ديست بأقدام الإستعمار في كل مكان ، وكأنه
في سجن كبير لا يأتي بجديد ولا بدليل براءته ، وهنا يستمر بالإسقاط حيث يأتي بقصة
سيدنا يوسف ليصل إلى ما يريد، وهنا المراد أن يتحدث عن الإنتخابات المصرية التي لم
تأتِ بجديد بل ربما كانت الأسوء ، وقد وصف المسؤولين أنهم نهبوا البلاد ولم يشبعوا
وشربو الخيرات ولم يكتفوا وجلسوا في المناصب ولم يغادروها بل تشبثوا بها حتى النهر
المعطاء النيل لن يكفي لظمأهم ...؟؟ من الصور الجميلة هي :
= مَن سَيَرتِقُ ثَوبَ قِصَّتِكَ الَّذِي قَدَّتهُ مِن دُبُرٍ
= جَفَّ نَهرٌ تلوَ نَهرٍ كََانَ يَروِي الظَّامِئِينْ
هنا يبحث الشاعر عن منقذ أو معين فكان الإختيار على شهرزاد الأنثى التي كتب لها
الشاعر أجمل القصائد ، لعل الحب والغزل يغير السواد الذي وشح قلبه وبذلك سينعكس
على القصيدة غزلا وحبا و هياما ويطلب منها كي لا تتأثر كما تأثرهو أن تبتعد عن الأخبار
مهما كانت ، وهو يطلب أيضا أن تبقى كما يحبها رقيقة وجميلة جمال رباني هادئة ، هنا
يغير طريقة خطابه الشاعر ليحوله إلى أمر ، فقد سئم أخبار الحروب وصوت المذيع وهنا يتذكر
أن الهموم انسته مناسبة خاصة تجمعهما . ولذلك يترجى شهرزاد للبقاء بقربه ومعه كي
تبتعد كل الصور البشعة والأخبار الكريهة للحروب عنهما . من الصور الجميلة :
= لا تُحدِثِي الضَّوضَاءَ حَولَ شَوَارِدِي
= فَمَخَالِبُ اللَّيلِ الطَّوِيلَةُ سَوفَ تَنهَشُنِي
= سَوفَ يَغرِسُ حُزنِيَالنِّيلِيُّ نَاباً
فِي أَدِيمِ قَصِيدَتِي
و لَسَوفَ تَذرُونِي الرِّيَاحُالهُوجُ
فِي كُلِّ اْتِّجَاهْ.
هنا يكون الشاعر بعد طريق سرناه معه شوطاً وراء شوط من المآسي والحزن ومن الهموم
والياس من انتخابات وحروب في كل مكان واتجاه ( العراق – فلسطين – مجاعة الصومال
إنتخابات مزورة .... ) لكنه في آخر القصيدة رغم ذلك يحاول نزع عباءة الحزن وارتداء رداء آخر
يناسب شهرزاد ، وهنا يكون النور من الأمل أو الشعاع ولو كان خافتا لكنه موجود ومنه
نصل إلى الأعم وما ننريد ،
نص جميل ودسم بكل معنى الكلمة غني بالمشاعر وغني بالصور و عميق في
المعاني أ استخدام قوي للرموز لإيصال الفكرة وللإيحاءات والأشخاص ، كاستخدام قصة
سيدنا يوسف ، واستخدامه لشهرزاد ..غنى في الدلالات العروضية من تشبيهات وكنايات واستعارات ، نص يروق لكل من يعبر من هنا راقني دكتور حقا ما أبدعه قلمك وما نثرته مشاعرك بكل احساسا
دام الجمال لروحك ولمشاعرك المرهفة والتألق لقلمك والتميز لكل نصوصك
مودتي الخالصة
سفـــــــانة
أختي القديرة سفانة
السلام عليكم
بداية أعتذر عن تأخري كثيرا في الرد
قرأتك أديبة متألقة في القصة و الخاطرة و اليوم أقرؤك ناقدة بارعة للشعر
فقد قرأتِ القصيدة و أبحرت فيها ببراعة بأدوات بحار ماهر فكانت قراءتك العميقة و الدقيقة من أجمل قراءات القصيدة التي سبرتِ بها الأغوار و طرقتِ بها باب الدار فدخلتها من أوسع أبوابها لتسلطي الضوء على كل جزء فيها
فلله درك شكرا لك من القلب
بارك الله فيك و لك تلك الموهبة
و دمت بكل الخير و الألق