أنتبهت المعلمة لحال إحدى الطالبات لديها ولكونها هي مشرفة الصف فعليها أن تعرف السبب الذي يجعل هذه الطالبة أن تكون في احسن أحوالها تجيب على اي سؤال يوجه إليها وتتفاعل بشكل رائع في كل الدروس التي تمر عليها تباعا وكأنها بلبلا يصدح في فضاء الحرية ..تعلو محياها إلابتسامة الحلوة وهي بنشاط وحيوية ولكنها في اليوم التالي تكون في حال يرثى له تجلس دون حراك ولاترفع أصابعها كباقي الطالبات كي تجيب على ماتسألهن به المعلمة منزوية لاطاقة لها حتى على الحركة تكاد تسقط من عينيها الدموع . كل شئ تغير عن يومها الذي سبق وكأنها ليست طالبة الأمس أبدا .. وما ان يأتي اليوم الآخر تستعيد تلك الطالبة نشاطها وقد تغير حالها بل إنقلب بزاوية مستقيمة مقدارها 180 درجة مما أثار عدة تساؤلات في بال المعلمة التي بادرت لتحكي أمرها الى مديرة المدرسة فتم إستدعاء الطالبة إلى غرفة المديرة فطلبت منها ان تدنو قربها .. فسألتها المديرة لماذا هي هكذا يوم كذا ويوم آخر يليه كذا ؟ .. فجاء الجواب من تلك الطالبة بأنها تعيش في أسرة عدد أفرادها كثير أتفقوا أن ينقسموا إلى قسمين فمن يتناول وجبة العشاء ليس له فطور في صباح اليوم التالي ومن يبقى بلاعشاء له وجبة فطور وهكذا لضنك الحياة وقصر اليد ..ففهمت المديرة ومعها المعلمة كل شئ وهو عندما تتناول الطالبة فطورها تكون نشيطة والعكس صحيح ...إنها البراءة في زمن الحصار ...