إلى رجل مائل
الشاعرة ضحى الحداد
1-
لو علمت انك بهذا الصقيع لتجاوزتك دفئا
لو لمحت هدوءك بهذه الخيانه
لهمستك صرخا ,
ولو عرفت سياطك بهذه الفصاحه
لألقيتك شعرا ,,,
ولان موجك لا يعرف الاستقرار ,,
وعالمك لا يتسع السكون
قررت ان ارقبك بقلب مغمض الاجفان
لكن اعذرني يا سيدي
فلا زلت اهذي بك
2-
لم اتوقع حضورك بهذا العنف
وصمتك بهذا الصخب
وخداعك بهذا الوفاء
يا انت ..
ويا ساعاتي القادمه
كم احتاج من وقت لادرك نفاذ وقتي معك
3-
امس وعند مفترق الحروف
لم اجد ورقا اخاطبك به..
لكن عندما اتيقن فراسه قواميسك
لماذا احترق لغه ؟..
واصطنع صمتا ؟..
والوذ هربا ؟...
اعرف..
امامك انا دوما اتلاشى من كل شيء الا منك
تستحضر الشاعرة فكرة (الثنائيات) لتشكل منها هرم القصيدة ويمكن
ملاحظة هذه البنائية بالشكل التالي:
الهدوء/ الصراخ
الصمت/ الصخب
الخداع/الوفاء
الموج/الاستقرار
الصقيع/ الدفئ ....الخ
وأختيار الشاعرة لهذه البنائية وجعلها ثيمة مركزية لتوليد المعنى يرتبط
بالأساس في نظري بإنفعال وحركة (اللاشعور) تجاه هذا الرجل المائل
فـــ(الثنائات المتقابلة) توحي للمتلقي بمعاني التنافي والتوتر والنديّة
والإقصاء وغيرها من صور التقابل والتضاد وهذه اللحظة الشعرية التي تستحضر فيها الشاعرة هذه التقابلات تشكل لديها لحظة (وجودية)
صادمة للشاعرة تجاه هذا الرجل فهي أمام رجل لا تستطيع التخلص
منه، أنه رجل السطوة والامتثال، رجل يحتل ذات الشاعرة المغامرة
والتي تهوى الطيران والهيام فوق غابات كثيفة من الرغبات والأهواء
لكن ذاتها في مواجهة هذا الرجل تحس بقوته ونفوذه وما له من
السيطرة والقوة والسطوة بل حتى إنها تهذي به، لتواصل بوحها
اليومي به وعليه، وهذه البنائية والمتقابلة بين الذوبان والرفض، بين
القبول والابتعاد تشكل استجابة مضمرة لما في مخيلتها ولا وعيها
الشعري من صور وأشكال له والمحاولات المتكررة للتخلص من جبروته
التي تؤرق الشاعرة وتزعجها في كونها الشعري والوجودي الخاص.
إن الشاعرة تعلم بحق ان الوقت مع هذا الرجل قد انتهى ولكنها تصرح
في الوقت ذاته أنه يتلاشى دوما من كل شيء أمامها إلا منه إنها
لعبة تمارسها الشاعرة للخلاص لكنها ترتد دوماً وتتراجع لأنها لا
تستطيع الخلاص من سلطة (الرجل المائل)