صوب عينيك أشد الرحال ..
فأنا كتلة من شوق تتدحرج على جسر اللهفة..
أدعي الفرح رغم إنني أتقن فن الدمع وكل فنون الحزن المتشرد..
وخلف ملامحي حكاية شغف وسهر وأحلام مبتورة..
تتجمع في خيالي غيمات من كلمات تحتاج الى قاموس عشق ليفسر المعاني المبهمة
وتهز جذع الخوف المعشعش في روحي لتمطر بوحاً..
حان وقت الخروج من شرنقة الانتظار..
فالأحداث تتسارع وحدقات الدهشة تتسع ..
أخاف أن تتجاوزني الأيام وأمامي مشاريع أنثى عاشقة بقلب طفلة لم تعد تستهويها لعبة الانتظار..
سأفك أزرار عقلي الباطن لتنفلت أحلامي منه حلماً يليه حلم..
أحلم بأن تكتمل ألوان فراشات قلبي لتنطلق وترسم في سماء الفرح دوائر من قوس قزح..
أحلم بسماء يلتزم فيها القمر بالحضور بصحبة النجمات كل ليلة، حتى لا تغيب عن مساءاتي الثرثرة والضحكات المنسكبة من عمق الروح..
أحلم بأن أمنح الطفلة بداخلي تصريح غير محدد الأجل لتلهو وتمرح وترتكب الخطايا البريئة على أرجوحة العفوية..
أحلم بأن أضم باقةً من خيوط الشمس بكفي لأستبيح بها ذاكرة العتمة،
وأكشف كل الأوراق المخبأة في جوف الخوف..
فحبك قد اكتمل نضجه وأصبح كتمانه خطيئة لا يداويها الغفران ..
أحلم بأن أتوقف عن السفر حافية القدمين في رحلات مكوكية لا تصل الى أي وجهة..
أريد أن أنتعل دروباً لها محطة أخيرة تكون فيها بانتظاري مشرع الذراعين..
أحلم بأن أكف عن ممارسة لعبة الصبر المزعوم واجترار الأمنيات العصية،
وأن اتوقف عن تعقب فلول الليالي الباردة التي يغيب عنها دفء حضورك رغم الجمر المشتعل في قلبي،
أريد أن أرسم خارطة واقعية بألوان شوقي النارية على جدران بيتي ليكون مزاراً للعشاق.
سأكف عن ممارسة لعبة المراهقة..
لقد وصلت الى أخر الحلم وأنا أمرأة مكتملة النضج
لذلك سأمنح أحرفي الحق في أن تمارس أمومتها معك ..
تناغيك وتهدهدك لتغفو بين راحتي وتنسى رحلات التعب..
آه..بقي حلم آخر.. يبدو انه لا فكاك من سطوة الأحلام..
أحلم بأن آتيك دون موعد..
فالمفاجأة تضخ في عروق اللقاء حالة من الفوضى والارتباك ..
سأغزو صومعتك
وأعاجلك بزخة عطر
فتترنح وتتلعثم وأنت تبحث لي عن وصف..
أريد أن أسمع بحة صوتك وأنت تناديني فأترنح طرباً..
وأرى عينيك تلمع ببريق الدهشة
وصدرك صاعد هابط متأبط تنهيدة
فأتورط فيك أكثر وتنفلت مني الكلمات..
أن لنبضك عليك حق..
وكل ما عليك هو أن تفتح منافذ روحك لتتشربني قطرة قطرة
فأنا مطر الأحلام المشتهاة ..
أنا امرأة لا تصلح أن تكون مجرد ذاكرة من ورق وبعض حبر..
تصحو مشاعري بكامل يقظتها الأن على صوت ماجدة الرومي الملائكي وهي تزقزق " أنا عم بحلم"
فأطير على جناح الكلمات ... وأتمتم ....
لن أكف عن ممارسة الأحلام..
سأمارسها في النوم والصحو حتى لا تشيخ أمنياتي،
وتشيب أحرفي، فأعيش في ثنايا الحكايات المنسية..