أى شيئ أمامك صنعه صانع . انظر حولك الآن سواءً كنت فى المنزل ، فى السوق ، فى الشارع ، فى العمل ، ... ، أينما كنت ، هل ترى شيئا ليس له صانع ؟ ومن الأشياء ما تعلم صانعه ومنها ما لا تعلم صانعه ومنها ما صانعه أمامك ومنها ما صانعه غائبٌ عنك .
أى شيئ فى الدنيا له صانع . لا تصدق من يقول لك : " إن هذا الشيئ ليس له صانع " لأنه - إن كان صادقا - فسيكون فى هذه الحالة قد صنع نفسه ، وهل يُعقل ذلك ؟
ولا تصدق من يقول لك : " هذا من صنع الطبيعة ".. فهل رأى أحدٌ شيئا اسمه ( الطبيعة ) عاكفا على صنع شيئ !
نحن نستخدم الفعل " صنع " عندما يكون الفاعل شخصٌ ونستخدم الفعل " خلق " عندما يكون الصنع ليس فى مقدور الإنسان !
أمامنا أشياء كثيرة مخلوقة نراها بأعيننا - بعضها نستطيع لمسه كالجبال ، وبعضها نستطيع تذوقه أو شمه أو سمعه كالهواء والماء...إلخ ، ولكننا لا نستطيع رؤية الصانع أو الخالق ! إذن فهو صانعٌ لا يُرى . ونستخلص من ذلك أن الشيئ لا بد له من صانع ، سواءً تستطيع أن ترى صانعه أم لا تستطيع !
فى الصورة أعلاه جبال . ونستطيع لمسها . وطبيعى أنها خُلقت منذ زمنٍ بعيد . أما كونها صُنعت أو خُلقت فهو شيئٌ مضمون ومؤكد لأننا مقتنعون أن الشيئ لا يصنع نفسه . والشيئ إما تستطيع أن ترى صانعه وإما أنك لا تستطيع ذلك . فهل رأيت فى حياتك شخصا أو أشخاصا يتعاونون مع بعضهم فى نقل الحجارة والصخور ورصفها مع بعضها لعمل جبل ؟
إن سلسلة جبال الأنديز سلسلةٌ وعرة وطويلة جدا يفوق طولها سبعة آلاف كيلومتر ! إن جيشا كاملا لو كٌلف لإرساء هذه السلسلة من الجبال من بدايتها إلى نهايتها لأعوام طويلة لا يستطيع تنفيذ ذلك ! وقد اتفقنا ، منطقا ، واقتنعنا تماما بأن أحدا خلقها ، فمن يكون ؟ لا إجابة على هذا السؤال سوى أن تقرأ الآية :
" ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا "
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 12-21-2020 في 10:42 PM.