اشرأبت أعناق النفاق
ما كنتُ أحسبُ أن بضاعةَ الكذب لها رواجٌ كبير في ديار المسلمين !
وأما الأمانة كادت أن تكون عملة صعبة يندر وجودها في هذا الزمان.
و إخلافُ الوعدِ فحدث ولا حرج .!!
(1)
فاضَ النفاقُ على الكون بأوساخِه
فأزكمَ الأنوفَ والبعضُ به يتطيبُ...
فلم يجدْ سداً منيعاً من المسلمين
لتحجيمهِ وأغلبُ الرعاع مُذَبذبُ...
(2)
أضحتْ الحياةُ جحيماً لا يطاقُ
من كذبٍ وشهادة زورٍ نتعجبُ...
وأمانة ضاعتْ بين مُدَّعي أهلها
كيفَ بمنْ خانَ شعبه نُرحِبُ؟...
الكلُّ يريدُ إرضاءَ طاغيةَ عَصْرهِ
خشيةً من لدغةِ أفعى وعقرب...
( 3)
فمنْ يكنْ للحقِ ناصراً للمظلوم
من الظالمِ المتكبر ولله يَغْضبُ؟...
وقليلٌ من العبادِ للنعماءِ شَكورٌ
والكلُّ يَجْحَدُ المنعمَ فلا تعجبُ...
و أهلُ الشرِّ انتشرَ في المشرقين
شَرُهُم و همُ الأكثرون والأغلبُ...
(4)
والخيرُ أصبحَ نزراً يسيراً ورياحُ
الشَر تمتد
تبيد أرواحا وتَُخَرِّبُ...
قلوبٌ تحَجّرَتْ كجلاميدِ صخرٍ
والحرُّ صاحبُ العفافِ
يَرْبأ بنفسه
أنْ ُتذلََ..
أوتهان ..
وللدناءة يشجبُ...
فاصبرْ على المنافقِ وإنْ زادَ في غيه
يعشْ ذليلا..
ويكنْ لنار جهنم حَطَبُ ...
يوسف الحسن