قراءة في نص "حبيب" للمبدعة عطاء العبادي / عايده بدر
حبيب
يهديني قنابل تائهة
يفرش لي الدرب شظايا
على وسع قلبي __
أسير مطمئنة!
القراءة / عايده بدر
يهديني قنابل تائهة
يفرش لي الدرب شظايا
هنا صورة مكتملة الملامح رغم اختزالها ما تمنحنا ملامح التكوين لهذا الحبيب
الانفتاح هنا يمنح الحرف وجهين فقد يكون الحبيب انسانا او وطنا او حبيبا بحجم و أمن وطن
رغم امتلاء الدروب إليه بالعثرات و أرصفة مفخخة اللحظات بما فقد يفاجئنا به الحبيب / الوطن
لكن في عتمة الصورة المرسومة بشاعرية فائقة ما يتيح لنا النظر من شرفة هذه الحبيبة/ الذات الساردة
على وسع قلبي __
أسير مطمئنة
على وسع قلبي هنا عبارة ذات وجهين فلو قمنا بربطها بما سبق فستكون هذه العثرات و الشظايا مغروسة بامتداد حجم الحبيب/ الوطن في قلب الساردة
و لو ربطناها بما بعدها سيكون الاطمئنان الذي تخلقه الذات هو النتيجة المتناقضة للمقدمة التي رسمتها لنا بكل ما تحمل من وجع و ألم و المفترض حسب هذه المقدمة أن يكون الألم هو النتيجة المنطقية لكننا نجد هنا آماان " أسير مطمئنة " و لو اضفنا لها " على وسع قلبي " فسيكون حجم الآمان و االذي تريد به الساردة هنا " العشق " سيكون بلا حدود فاتساع القلب أمرا معنويا غير قابل للقياس المادي
و من هنا تأتي الختمة بدهشتها الهادئة تخلق فينا نوعا من الخدر اللذيذ و الهدوء و السكينة رغم كل المفردات التي توزعت عليها حمولة لنص " قنابل / شظايا / تائهة " لكن في المقبل جاءت مفردة " آمان " لتنزع عن ألم كل المفردات القوية الشديدة و تمنحنا هذه السكينة فنسير خلفها مطمئنين و لا نبالي بأية شظايا قد تجرح قلوبنا فالقلب الذي يسكنه عشق الوطن لا يعرف إلا محبته
عطاء الحبيبة حرف برقة روحك التي أعرف
و هديل كيمامة جميلة تغني للوطن تغني للحياة رغم مظاهر الموت
محبتي دائمة و تقبلي قراءة أتمناها تليق بروعة حرفك و روحك الحبيبة
محبتي دائمة
عايده
رد: قراءة في نص "حبيب" للمبدعة عطاء العبادي / عايده بدر
يهديني قنابل تائهة
يفرش لي الدرب شظايا
على وسع قلبي __
أسير مطمئنة!
بعد عرض الدكتورة عايدة بدر وددت أن أتداخل بشكل بسيط، إذ قامت د. عايدة بالاشتغال على ثيمة الوطن من منطقة المشاعر والعاطفة، وقد أغنته وجدانياً، وهذا يحسب لها طبعاً، كونها اشتغلت على الإنطباع.
ولكني سأتوقف عند بنية النص، الذي ابتدأته القاصة بفعل مضارع بعد الثريا، وأكدت الفعل في خاصرته أي استخدمت الفعل نفسه، وهذا حسب اعتقادي يعود الى المضارعة أي المشابهة بين المبتدا والخاصرة وأكدته ختاماً بفعل آني.
هذا يقودنا إلى الوطن الآن، بدون العودة الى الجذور والعمق التأريخي واستحضار المصائب التي تجرعها هذا الحبيب.
إذن هذه شهادة أدبية يمكن أن تكون وثيقة من وثائق أدب الحرب، كون التأريخ مشوه ويخدم الملوك.
ففعل الدمار استشرى وهذه هي العقدة التي بني عليها النص، وبما أن هذا الجنس لا يحتوي على السرد، ويعتمد الإختزال والتكثيف، فكانت الثريا ومابعد العتبة اعلان رسمي عن أزمة قائمة.
وبتقديري لو حذفنا جملة (يفرش لي الدروب شظايا) واكتفينا بالاستهلال والخاتمة، لكانت القصة مستوفية اشتراطاتها.
لكنها (القاصة) أرادت تأكيد كارثية الحروب، فأعادته بصيغة أخرى، فأضافت (على وسع قلبي) للتأكيد على فاعلية القهر الجاثم على أفراح المجتمع.
واختتمت نصها بـ (اسير مطمئنة) وهنا مفارقة مقصودة، وتأكيد لما تحدثت عنه الأستاذة بدر.
إذ استغنت عن الصعقة بالمفارقة، وهذا وارد أحياناً، وخصوصاً في بعض قصص أول من وضعت أسس هذا الجنس (ناتالي ساروت) في مطلع القرن العشرين، ومن ثم كانت الريادة للعراقيين في ثلاثينيات نفس القرن.
ممتن جداً للدكتورة بدر، والامتنان والشكر موصول للاستاذة القاصة عطاء العبادي، مع أسمى اعتباري.