الحلقة الرابعة من تحت الضوء
في الخاطرة
لنتشارك في تسليط الضوء على هذه الخاطرة والتعرف على أسم الكاتب/ة
.....................
خلف زجاج النافذة
أبصرتها هناك في العراء
تقاسم الطبيعة قساوة البرد و أوجاع وحشة الوحدة
و هاهي تعانق الصباح في حنو
وترسل زفراتها فتنتشر في الفضاء الفسيح
حاولت مرارا إخفاء ألمها وراء ظلال الكبرياء
وعنفوان الشباب
فتاهت عنها بسمة الربيع
ولكنّها ظلّت شامخة تطاول عنان السماء
لتضرب لنا أروع مثال عن التحدي
فتحت النافذة لأشعرها بوجودي
وأبعث في أوصالها الدفء والحياة
وأنير نفقها المظلم ببصيص من الامل في غد أفضل
تبتسم لها فيه الطبيعة
فتعود لسابق عهدها حين كانت الصبية تلعب حولها
وهي ترفل في لباسها الاخضر الجميل
وكيف كانت الشمس تغذيها من لعاب أشعتها.
تأسفت حين لم تحرّك ساكنا
ولم تولِ أدنى اهتمام
وظلّت ساكنة تمارس طقوس الغضب
وتعلن الحرب على نفسها
مستنفذة كلّ انواع الاسلحة دون أن تذرف دمعة واحدة
ترى هل هي ممن يؤمن بانّ الدموع للضعفاء ؟
كسرت الحدود التي صنعتها بيننا
وصرخت بأعلى صوتي:
قاومي ،اصمدي،لا تضعفي ،أصبري
فما هي إلاّ لحظة زمن وتهدأ الطبيعة
فتعود المياه إلى مجاريها،
ويدبّ الدفء في شرايينك ووووووو.
رفعت رأسها نحوي
ونظرت إلي باحتقاروالغضب يعصرها
كنت متأكدة أنّها لن تحتمل الصمت ..........................
كم كانت كلماتها قاسية ..............
عبارة ما يزال فكري يرددها
وقلبي يذرف دما لسماعها "أين الانسانة فيك؟"
أصغيت إليها دون أن أتفوه بكلمة
و أثر الصدمة أخرس لساني و أفقدني منطق الردّ
هذا ما كانت تريده ....
أن تحصرني في قفص الاتهام
فأقف أمامها موقف المجرم
دون أن أجد سبيلا للدفاع عن نفسي
وراحت تنهال عليّ بما لذّ لها من أنواع الاتهمات
وأنا لم أحرّك ساكنا ولم أتفوه بكلمة واحدة
"أنا هنا عارية أقاوم ظلم الطبيعة بمفردي
وأنت هناك حيث الدفء يدغدغ أوصالك
ويداعب جسمك الممشوق،
أكيد نسمع معا نفس الموسيقى طق طق طق طق ,,,,
نعم هي كذلك حبّات المطر
ولكن هل هي نفس الموسيقى؟؟!!!
أبدا......
أنظري كيف تراقصني فيرتجف لها كل عضو من جسدي
هل تراقصك مثلي؟
هيّا كوني جريئة ولو مرة في حياتك وقولي الحقيقة؟ "
و أمام هذه الاسئلة المشروعة
تسمّرت في مكاني والخجل يسكنني من رأسي حتى أخمصِ قدمي
وأردت غلق نافذتي لكي أهرب من نظرات العتاب
ولكنّ صوتها لم ينطفئ
وظلّ يلاحقني و يؤرّق سكوني
فتجرّدت من ضعفي و انكساراتي
وواجهت الحقيقة بردّ قد لا يشبع رغبتي
ولكنّه يخرجني من قوقعتي
ويدفعني لرؤية الآخر
شعرت بقشعريرة أيقظتني من غفوتي
وقد همست في أذني:
"أفيقي فما هذا إلاّ حلم يقظة وما هذه إلاّ شجرة حديقتنا"
تنفست عميقا و أحسست ببعض الارتياح
و لكنّ وجع المصير ها هنا يقبع بداخلي
و يغزو روحي.................
التوقيع
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 01-04-2015 في 10:58 AM.
نص هادئ جميل بأسلوب بسيط خال من متاهات الرمزية
وهو برأيي أقرب للقصة منه للخاطرة
ساقني الذهن لشخص معين ولا أعلم هل أبوح به الآن أم أتريث في الإجابة
لي عودة
[COLOR="Blue"]https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=21372
جاءت كتابة هذه الخاطرة بأسلوب جدّ متقارب مع أسلوب كتابة القصّة وهي خاصيّة تلتقي فيها كتابتها مع أسلوب القصّة
وقد وفّقت كاتبتها فيها من حيث هي تعبير عن حالة شعوريّة إنتابتها وهي تقف خلف زجاج نافذتها تشاهد لوحة ما ومنظرا ما كان هو الدّافع لهذا الإنثيال الجميل .
أبصرتها هناك في العراء
تقاسم الطبيعة قساوة البرد و أوجاع وحشة الوحدة
و هاهي تعانق الصباح في حنو
وترسل زفراتها فتنتشر في الفضاء الفسيح
حاولت مرارا إخفاء ألمها وراء ظلال الكبرياء
وعنفوان الشباب
فتاهت عنها بسمة الربيع
فلمّا أبصرتها في عراء تقاسم الطّبيعة قساوة البرد تدفّق وجدانها لتعبّر عمّا جال بخاطره وهي تقف لترى هذا المشهد الذي تطلّ فيه الهاء الغائبة في الفعل أبصرتهاقابلة للتّأويل مشعة على إحتمالات عديدة
أتكون فتاة بائسة فقيرة تقاذفتها الظروف وضراوة العيش لتقبع قبالة نافذة الكاتبة أم تكون قطّة التجأت للإحتماء من البرد بنافذة البيت ...أم ...أم....
فما نلاحظه أنّ عنصر التّشويق متوفّر منذ البداية وكذلك دقّة متابعة المشهد وتخيّر العبارات الكفيلة بالوصف الدّقيق
ولكنّها ظلّت شامخة تطاول عنان السماء
لتضرب لنا أروع مثال عن التحدي
وظلّت ساكنة تمارس طقوس الغضب
وتعلن الحرب على نفسها
مستنفذة كلّ انواع الاسلحة دون أن تذرف دمعة واحدة
وما نلاحظه في هذه الخاطرة جمالية العبارة وتوفّر المحسنات البلاغية وهي مقوّم هام في كتابة فنّ الخاطرة وقد توفرت في التّدفق اللّغوي الباذخ الذي إنتقته الكاتبة بإتقان وإقتدار على غرار هنا
"أنا هنا عارية أقاوم ظلم الطبيعة بمفردي
وأنت هناك حيث الدفء يدغدغ أوصالك
ويداعب جسمك الممشوق،
ظلال الكبرياء...
تاهت عنها بسمة الرّبيع
الشّمس تغذيها من لعاب أشعتها
وقد كانت يقظة وجدان الكاتبة عاملا أساسيّا في نمرير ما احتدم في خاطرها من انفعالات وأحاسيس وهي تشاهد هذه العارية من خلال زجاج نافذتها
تأسفت حين لم تحرّك ساكنا
ولم تولِ أدنى اهتمام
وظلّت ساكنة تمارس طقوس الغضب
وتعلن الحرب على نفسها
مستنفذة كلّ انواع الاسلحة دون أن تذرف دمعة واحدة
ترى هل هي ممن يؤمن بانّ الدموع للضعفاء ؟
ثمّ تتخلّص بمهارة لتهيئ لحوار بينها وبين هذه العارية وهي في هذا تحافظ دوما على تسلسل الكتابة
كسرت الحدود التي صنعتها بيننا
وصرخت بأعلى صوتي:
قاومي ،اصمدي،لا تضعفي ،أصبري
فما هي إلاّ لحظة زمن وتهدأ الطبيعة
فتعود المياه إلى مجاريها،
وكأنّها تروم إستنطاقها لتفضي بألمها وضيقها وما تحسّبه وهي في كلّ هذا تأخذ منحى لحوار مستطرد
وتجيبها العارية التي لم نعرف بعد نوعها بجملة تنزل كصاعقة على وجدان انسانة مرهفة
أين الإنسانة فيك؟
ويبدو أنّ ما رسمته الكاتبة لخاطرتها من مواقف يصير هامّا في تحديد نوعية الخطاب والمواقف والأحاسيس
فالسّؤال الذي طرحته عليها هذه الواقفة في عري في طبيعة قاسية وبرد لاذع كان كفيلا بنقل وتوصيف لما انتابها من خجل وليد اللّحظة والموقف .
وهذه أيضا خاصيّة من خاصيّات الخاطرة التي نكتبها دون اعداد مسبق لها فهي وليدة اللّحظة والمشهد وردود الفعل
أمّا الخاتمة فكانت رائعة ومختصرة ومنهيت للحيرة التي عاشتها الكاتبة
فكلّ ما في الأمر أنّ ماحدث هو حلم يقظة وأنّ العارية هي شجرة بحديقة بيتها سرحت في تأملها في يوم قارس شديد البرد في زمن خريفي عرّى أفنانها من الورق فغدت في مهبّ الرّيح.
فشكرا لصاحبة الخاطرة وقد رشّحت لها فتحية الحمد/COLOR]واللّه أعلم
التوقيع
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
آخر تعديل منوبية كامل الغضباني يوم 01-04-2015 في 07:04 PM.
تحية تليق
ومساء معطّر بجمال حضوركم
أظن الكاتبة من عشاق الرومنسية
وكلما أمعنا القراءة حضرتنا خصائص الرومنسية
من توظيف عناصر الطبيعة والمشاعر الفياضة
أعجبتني نهاية الخاطرة حين وضعت حدا لتساؤلاتنا
فعرفنا أنّ من كانت في العراء هي شجرة الحديقة
وربما لو قرأنا الخاطرة أعمق من هذا لوجدناها تعج بالرمزية
فالنص يعالج النزعة الانسانية
تحياتي للكاتبة
اعتذر عن التأخير
فقد كنت على سفر
نرحب بكم في حلقة جديدة من تحت الضوء- الخاطرة
كي نسلط الضوء على خاطرة مكتنزة بالمعاني والصور
نأمل أن نشبع النص تحليلاً وقراءات نقدية
ثم نتعرف على كاتب/ة النص
محبتي للجميع