إلى متى يستمر مسلل الدمار ولا من مجيب
يوما بعد يوم يفقد المواطن أمنه وكرامته وكبريائه وعزته وهيبته ووسائل راحته وسبل ومصدر رزقه وعيشه مرة أخرى تسيل دماء العراقيين الطاهرة في شوارع بغداد ولا نسمع سوى
سننتقم
سنقدم توضيحات
سنكشف عن أسماء المجرمين
سنتابع الفاعلين
سنلاحق الشبكات المنفذة داخل وخارج العراق
سنتخذ اجراءات لمنع التدخل الخارجي
سنوقفهم عند حدهم
سنعمل كيت وكذا
وسين بعد سين بعد سين
سينات لا أول لها ولا آخر يريدون بها تخديرنا والضحك علينا
فإلى متى يستمر مسلسل الدمار ولا كلمة حق ولا من مجيب .
ولا نسمع سوى التصريحات بالتحقيق الذي لا نراه ولا نرى نتائجه لأن الكل أثبت عجزه عن إيضاح الحقيقة.
وخلال الست سنوات التي مرت بثقلها لم يتحقق سوى جولات من الفساد ولغف وعمالة ونفاق وخيانة وإجرام وتستر على الفاعلين والمجرمين ومساومات وتهجير الكفاءات وحروف رنانة على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز تتبادل الأتهامات وتتراقص على جثث الأبرياء المحترقة والمتفحمة والمتطايرة وعدد الشهداء يزداد والأرامل يكبر والأيتام يتعاظم يوماً بعد يوم والأمراض تتفشى والفساد ينخر وأختطاف الأطفال يدق ناقوس الخطر والكروش تكبر.
وما الأربعاء الدامي والأحد الأسود إلا وصمة عار بوجهه الجميع لأنها إن دلت على شئ فأنها تدل على خروقات أمنية كبيرة نتيجة إنشغال الساسة في الركض حول التحالفات للفوز في الأنتخابات ليثبتوا وبكل أقتدار وأمكانية عالية بأن مصالحهم الشخصية والفئوية فوق الجميع فهي أهم وأسمى من مصلحة الوطن وأبناء هذا الشعب والسبب الرئيسي هو إن أختيار الأجهزة الأمنية لم يتم على أسس الكفاءة والحرفية والأخلاص والأنتماء للشعب والوطن نتيجة التدخلات الحزبية والسياسية والطائفية والخارجية وليتبادل المسؤولين الأمنيين الأتهامات واحدهما ليلقيه في ساحة الأخر لتضيع بينهما الحقيقة .
لا شيء يوحي بأن سفك دماء العراقيين يمكن ان يتوقف عند حد وأن ما حدث سوف يكون خاتمة سلسلة الموت والدمار والخراب وخوفي والساتر الله وهو الحامي لأبناء هذا الوطن من أثنين مظلم وثلاثاء حزين وخميس مروع لتكتمل أيام أسبوع العمل الفعلية وتتهاوى وزرات أخرى وسجلات تختفي وأقراص تسرق ومعلومات تمسح ما دام الهدف هو تدمير دعائم سلطة الدولة فوزارات الخارجية والمالية والعدل والمجالس البلدية والأشغال العامة، إلى جانب مقر رئاسة المجلس البلدي لبغداد المثال لذلك ، ومن المخزي والمضحك المبكي إنها تجتمع كلها في منطقة محصنة ومؤمنة جيداً سواء أكانت في المنطقة الخضراء أو في منطقة الصالحية من خلال كثرة السيطرات الحكومية المتواجدة فيها والتي يصعب المرور منها أو أختراقها فكيف بالله عليكم يمكن لسيارة تحمل تلك الكميات الهائلة من المتفجرات وبنفس التمثيلية والمهزلة السابقة من الدخول الى منطقة مزدحمة من أجل القضاء على الموظف الغلبان في مكان عمله وعلى البرئ المار في الشارع , ولا نعلم ما هي الرسالة التي يريدون إيصالها هل يلازم الموظفين بيوتهم هل يريدون اصابة مفاصل الحياة بالشلل ومن سيعمل إذاً وكيف سيعيشون ولماذا ؟أم لنقتنع بأن الوضع الأمني سيزداد سوء نتيجة إنسحاب القوات الأجنبية من المدن؟ ليبقى المحتل على أراضينا وينعم بخيراتنا فاتحين له أبوابنا ومشرعين نوافذنا بكل رضى وخنوع.
وختاما من المؤسف القول أن نصل الى حقيقة وان نقتنع بأنه ًلن يكشف يوما عن تلك المتفجرات ومصدرها وفاعليها ومن ورائهم فعلاً ، حتى نبقى يأكل بعضنا بعضاً من الهم وندور في دوامة من الرعب ويتم تمرير ما حدث كما تم تمرير الحرائق المفتعلة في وزارات الصحة والنفط وجريمة سرقة مصرف الزوية وتداعياتها والتستر على فاعليها والحقيقة ما هي إلا عمليات مخطط لها جيدا ليبقى كل أنواع الدمار مستمراً حتى إنتهاء الأنتخابات ويكسب العملاء والخونة المعركة ويفوزوا بالكراسي وتبدأ دورة جديدة لتنتهي بدون أي إنجاز يذكر والبلد من سئ الى أسوأ والفساد كالأرضة ينخر كل مرافق الدولة .
والله من وراء القصد
عواطف عبداللطيف
28/10/2009