لم ترد على سؤالي وكأن الفرحة أنستها الجواب ، وتخيلت البسمة العريضة على شفتيها :
ـــ ماما عواطف في دبي
أعطتني رقم الهاتف
ـــ ألووو ::: الست عواطف ؟ الحمد لله على السلامة .. كيف حالك ... الإمارات نورت بك يا ( عمتي عواطف ) ههههه
ـــ هل عرفت من المتكلم
أجابت على الفور : الأستاذ رمزت
أربكني ذكاؤها ، وجعلتني في حيرة ، فهي لم تسمع صوتي من قبل ، فترددت على لساني : ما شاء الله
اتصلت بالأخ الكريم جميل داري وهو يسكن مسافة 150 كم بعيدا عن دبي فكان فرحه كبيرا واتفقنا على اللقاء يوم السبت ، ولفرحته اتصل بي يوم الجمعة وقال : أنا في دبي غدا نلتقي
وفي الصباح اتصل كذلك ليقول لي : دعنا نلتقي الآن
جمعت ما بقي من شجاعات قديمة : وتقصت شخصية عنترة العبسي وقلت لزوجتي التي كانت تود الخروج إلى السوق القريب منا
ــ صديقي جميل داري في الشارقة وسوف أذهب لملاقاته
كانت إنسانية الطبع كعادتها وكأنما رأت عنوان الصداقة في وجهي فقالت :
ـــ أذهب أنا مشيا وأنت اذهب إلى صديقك
ـــ شكرتها
اتصلت به فقال : انتظرك في شارع عبد الناصر
دقائق قليلة وكنت أمامه هل هو ؟
نعم فقد رأيته صورته مرة
كان اللقاء حارا وتساءلنا أين نجلس وكان معنا أحد أصدقائه الطيبين
وكعادة الشعراء يحبون التحرر من قيود المكان ، وحدود الجدران فجلسنا على العشب الأخضر على شاطئ بحيرة / خالد /
تحدثنا في همومنا ومشكلات لغتنا والربيع العربي وكل شي وبين الفينة والأخرى تنطلق الروح الشفافة والنفس الذكية عند جميل داري بمزحة أو همسة ضاحكة
كانت النخلة التي جلسنا تحتها تحنو علينا وكانها شعرت بثقل الهموم التي نحملها ، والعشب الندى بعبق الطيب ينثر حولنا رائحة الأرض التي كنا متفقين دون وثائق اتفاق على عشقها
الزمن لا يرحم فقد شعرنا أن الزمن سرقنا من أنفسنا ، فانفضت الجلسة على أمل اللقاء مساء