أَ أتوب..؟؟ ما ذنبي..؟؟ وكيف أتوبُ=وأنا على مقل الهوى مصلوبُ..؟؟
أَ أتوب..؟؟ والذّكرى تُشَرِشُ في دمي=والأمس في حَرَمِ اللِّقاء خطيبُ..؟؟
أَ أتوب..؟؟ وانسلَخَتْ خواطر نخلةٍ=عنّّي.. وأذّن في الشروق غروبُ..!!
وغدوتُ كالنيل الجريح تجرّني=فوق الرّصيف جنادبٌ وثقوبُ..!!
وكأنّ رابعة النهار بريئة=منّي..!! كأنّ قطارها مقلوبُ..!؟!
أَ أَتوب..؟؟ وانهمرتْ على شبّابتي=حيفا.. وأزهر حبّنا المشبوبُ..!!
وتورّدتْ وجْنات غاليتي مَدىً=وتَمَوْسَقَتْ في أصغريَّ حقوبُ
فسلختُ جِلْد الليل يوم ضممتها=جهراً.. وأورق عمرنا المخضوبُ..!!
وتآكلتْ جثث الزمان.. وحُجِّمَتْ=قاماتها.. وترمَّد التَّعليبُ
ومشتْ على غصن الحياة ضفائرٌ=بدويّةٌ..!! وتجدَّد الأسلوبُ..!؟!
نستَلُّ من كبد الهوى يُرْغولنا=ونُذَوِّبُ الآهات حين نذوبُ
ونُعَرِّبُ الإنسان في خفقاتنا=عمقاً.. ويَعْذُبُ عَبْرَنا التَّعريبُ..!!
وتسافر الكلمات من أعماقنا=للرافضين..!! وتستقيم دروبُ
وأُطِلُّ من عينيكِ أحمل أمَّتي=قَدَراً.. وأعرف صحوتي.. وأثوبُ
وألَمْلِمُ الوطن المبعثر مُعْلِناً=عن مقلتيكِ.. فتصطفيكِ قلوبُ..!!
وتَنِزُّ من وهجاتنا في يقظة=قُبَلُ الخليل.. وكرمها المنصوبُ..!!
لا ترحلي عنّي..!! فأنتِ يتيمة=في مهجتي.. أنتِ المَدى الموهوبُ
وعلى جبينكِ تستفيق أزاهري=وَلْهى... وينبت ساعِدٌ ووَجيبُ
وتَمُرُّ من نهديكِ كلّ رصاصة=هرَّبتُها..!! ويضمّنا التهريبُ..!؟!
ويضيء خالك ناشراً كافوره=في الخافقين.. فتستحمُّ طيوبُ
وأنام ملء العين أسأل واثقاً=عنّا.. وعن خِصل الضحى.. وأُجيبُ
وأنا على فرَسِ النهار يشدّني=رَفْضٌ على وجه الحصار.. غَضوبُ
أتفرَّس الأبعاد.. أُمطر جامحاً=وعلى زنادي تستغيث خطوبُ..!!
أمضي وأنتِ معي إلى بيّارةٍ=كنّا نمشِّط شعرها ونؤوبُ
تستقبل القُبُلات في بحبوحةٍ=منّا.. تُرَوِّبُ حلمنا.. وتَروبُ..!!
كنّا نَعُدُّ النجم فوق جِرارِها=واليوم نحن غريبة وغريبُ
وكأنّني ما كنتُ فارسها.. ولا=لَبَّى محاجرها دَمٌ ولهيبُ..!؟!
وكأنّ خصركِ لم يكن وطناً على=هدْب الصّباح.. ولا نماه نسيبُ
أمضي وأنتِ أنا.. إلى بيّارةٍ=ظمأى.. تَكَوْكَبَ جيدُها المحبوبُ
وعلى جياد العنف يمتدّ الهوى=قمراً, فيخصب من لماكِ كثيبُ..!!
لا تهربي عَبْرَ المجاهل عندما=يَتَنَمَّر الترغيب والترهيبُ
وتعربد الأقزام في ثكناتها=وتُحاصر الأطفال حين أغيبُ..!!
لا تهربي..!! يا مُهرة بدويّة=جدَّدتها.. فتجدّد التشبيبُ
غمَّستها بالضوء فاتشمَتْ على=وجهي.. وبَرْعَم صدرها المنهوبُ
وتنَفَّس التاريخ من حدقاتها=دهراً.. وفتَّح مرجها المرهوبُ
ما كنتُ قَبْلَكِ..!! كيف..؟؟ يا مطر الصَّبا=أغتال نفْسي..؟؟ كيف.. كيف أتوبُ..؟؟
ضيَّعْتُ عمري في السّرابِ وراعني=جوعٌ على العمر القتيل.. رهيبُ
وطلعتِ من ضلعي فأفرع شامخاً=قلب على نخل الوصال.. خصيبُ..!!
تتنهّد الأعوام خلف طموحه=حيرى.. ويصحو عبره (أيّوبُ)..؟!
وتُوَلْوِل الطرقات.. تجرح كِبْرَه=غَيْرى..!! وتضحك أدْمع وندوبُ
وتلوِّحين له فيعبر مسرعاً=للقدس.. والنفس الجديد عشيبُ..!!
تتوالد الأضواء دون تكلّفٍ=في ضفَّتيه.. وتستفيق سهوبُ
وعلى مراياه الجياع تجسّدتْ=شفة الجليل وحلمها المغصوبُ..!!
ومنابر الزمن الخَصِيِّ.. ومُهرة=غرِقتْ.. وفِكْرٌ غائبٌ.. مجلوبُ
ووقفتُ مشدوداً إليكِ.. فراعني=سَبَقٌ كليل المعطيات.. عجيبُ..!!
يتآمرون وقد غدَوْتِ رهينة=وفَمُ الرّصاص مُكَمَّمٌ.. مسلوبُ
ويُسابقون البرق في ألفاظهم=ويُواعِدون.. فينتخي عرقوبُ..!!
وأنا وأنتِ خناجرٌ في صدرهم=ثكلى.. ورعبٌ دائبٌ.. وشبوبُ
تتكسَّر الساعات في وثباتنا=ويموت في سُمْرِ الجذور مَشيبُ
وعلى جراحكِ ألف ألف قصيدةٍ=منِّي يغربلها سنىً ووثوبُ
تتخيّل الأسماء في وهجاتها=ويصبُّ في خلجاتها التنسيبُ..!!
لا تَجْبُني فالكشف أعظم خطوة=تبقى.. ويبقى ظهرنا المثقوبُ..!؟!
هل تذكرين على الحدود دماءنا=والقاتلان: الصمت والتثريبُ..؟؟
هل تذكرين وقد أتيتُكِ سائلاً=عنّي.. فصودِر سائلٌ ومُجيبُ..؟؟
وسوالف المنفى تُجَدِّل ليلنا=ريَّا.. وكفُّ الكبرياء سليبُ..؟؟
وسيوف جلاّديكِ فوق رؤوسنا=جوعى.. ولحن المغريات طروبُ..؟؟
وتفاهة (التقرير) تسبق ظلّنا=للقاعدين.. ويبدأ التعذيبُ..!!
لابدّ من سلْخي وسلخكِ كلّما=لاحتْ بيارقنا وأورق طيبُ
فأنا وأنتِ على مدائن حبّنا=رفْضٌ يهزّ كيانهم.. ويُذيبُ..!!
***=
لا تغمسي مكتوب شعركِ في فَمي=فلقد تغمَّس بالدمِ المكتوبُ..!!
وشَكَتْ كلاب الصيد عرس لقائنا=للنيل.. فانتفختْ دُمىً وجيوبُ
وتعَمْلَقَتْ لغة الهزائم.. بعدما=لُجِمَ الحصان وزوَّرَتْكِ حروبُ..!!
وتوظّفتْ كلّ الطبول.. ونُصِّبتْ=فتسابق التوظيف والتّنصيبُ
تتغامزُ الأهواء في دَبْكاتها=ويُلَوِّح التسييس والتسييبُ
وتُفَرَّغ الطلقات في ديباجة=محمومة.. ويُفَرْعَنُ الأسلوبُ..!!
وا خجلة التاريخ حين يزورهم=ماذا يقول..؟؟ وما عساه يُجيبُ..؟؟
(كافور)..!! مختار الأصول.. وعمدة=(للإنفتاح).. ومؤمنٌ.. ولبيبُ..!!
يصطاف في (نيويورك).. يحلم دائماً=بصديقه.. ويجنّ حين يؤوبُ
ويرتّب الأصنام في هوس على=مقهى الأنا..!! ويهمّه الترتيبُ
فعلى سرير الإنبطاح عصابة=تزني.. وشعب طيِّبٌ.. منكوبُ..!!
تتداخل الأشياء رغم وضوحها=وتُباع في علب المزاد شعوب..!!
وتروَّض الساحات..!! كيف..؟؟ تساؤلٌَ=ما زال في شفة الفراغ يلوبُ..!!
تتطاحن الأزلام في "فاتورة"=غضبى.. ورحمكِ مخصب وجديبُ..!!
فأنا وأنتِ مسافة (طائيَّةٌ)=غفرتْ.. وكان النفي والتغريبُ..!!
لمّا غضضنا الطرف نستر عارهم=بدم, تجرّأ حالب.. محلوبُ
وبدتْ خيول النفط ترفع صوتها=وصدى الرمال: منابر وجيوبُ..!!
وتمخترتْ لغة الرّصاص.. وأُفْرِغَتْ=من بُعْدِها.. وتناهشتْكِ نيوبُ..!!
ما أصغر الثوّار حين يلفهمْ=زمن الطوائف.. والضحى المقلوبُ..!!
***=
لا تشربي نخبي وأنتِ حزينة=أبداً.. فنحن حبيبة وحبيبُ
تتعانق الأبعاد في أسيافنا=ويزَهِّر الليمون والعَكُّوبُ..!!
وتضمّنا يافا بكلّ حنانها=ونفيض رغم زمانهم.. ونثوبُ..!!
لا تسكني في داخلي ليليَّةً=فنهارنا مهما نَفَوه عريبُ
وجوادنا العربيّ ينزف صاحياً=وعلى سناه فم العناق يطيبُ..!!
يتورَّد الغليان في دفقاته=فيموت جلاّد.. ويُسْحلُ ذيبُ..!!
وتُطِلُّ عكّا من عيونكِ نخلة=سمراء.. يعشقها الغد المنسوبُ
وعلى ضفائرها تمدَّدَ رائعاً=جذرٌ هلاليّ العبور.. حسيبُ
شَرِبَتْ مُدامة أصغريه سحابة=حُبلى على مُهْرِ الإيابِ.. سكوبُ..!!
ما شرنقتْها في جموحكِ حلْمةٌ=عطشى.. ولا خالٌ عليَّ رقيبُ..!!
هطلتْ على الوطن الكبير فأخصبَتْ=فينا الحياة.. وطاب فيكِ نسيبُ..!!
15-05-1979م