آخر 10 مشاركات
يا هوى (الكاتـب : - )           »          شعاع هارب (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          مساجلة النبع للخواطر (12) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          إعتراف (الكاتـب : - )           »          يوميات فنجان قهوة (الكاتـب : - )           »          رحلة عمر (الكاتـب : - )           »          لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عصام احمد من فلسطين : الف الحمد لله على سلامتكم الاخت الفاضله منوبيه ودعواتنا لكم ان ترفلى دوما بثياب الصحة والعافيه ******** عصام احمد من فلسطين : اطيب الاوقات لكم ************ اتمنى ان يكون سبب غياب الغائبين خيرا ************ منوبية كامل الغضباني من من تونس : عميق الإمتنان ووفر العرفان لكم أستاذنا الخلوق عوض لجميل اهتمامكم وتعاطفكم ************متّعكم الله جميعا بموفزوالصّحة والعافية عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : سلامات و شفاء عاجلا لمبدعتنا و أديبتنا أ**** منوبية كامل و طهور و مغفرة بإذن الله************محبتي و الود منوبية كامل الغضباني من من القلب إلى القلب : كلّ الإمتنان صديقتي ديزي الرّقيقة اللّطيفة لفيض نبلك وأحاسيسك نحوي في محنتي الصّحيّة التي تمرّ بسلام بفضل دعائكم ومؤازرتكم جميعا دوريس سمعان من ألف سلامة : حمدا لله على سلامتك أديبتنا المتألقة منوبية من القلب دعاء بتمام الشفاء وعودتك لأهلك وأحبابك بخير وسلامة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-11-2016, 10:59 PM   رقم المشاركة : 1
أديب






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير الاسعد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الرحمة تأتي صدفة

تصب الشمس أشعتها الحارقة بقوة على إسفلت الطريق وترتد عنه على شكل وحش ينفث الهبو ويخنق الأنفاس التي انقبضت في صدور أصحابها ، وتوقفت أغصان الأشجار عن الحركة واحترقت أسطح المنازل ، واختفى اللون الأخضر من الأرض باستثناء المئذنة الوحيدة في القرية وساد الصمت إلا من صوت مروحة الهواء داخل غرفته . كان ينام على بطنه على الأرض مباشرة ودون غطاء ويستر جسده بشورت ابيض فقط ، وخده الأيمن يلامس الأرض الإسمنتية ينشد منها بعض البرودة. كانت عيناه مغمضتان ولكن أذناه تلاحق صوت الهواء الساخن الذي تنفثه المروحة على جسده وفجأة صدرت تكة خفيفة من ساعة الكهرباء المثبتة على الحائط قرب الباب وانقطع التيار الكهربائي وتوقفت المروحة عن الدوران ، لم تبد عنه أية حركة تنم عن اهتمامه او تقديره للوضع الذي سيصبح عليه جو الغرفة التي ستتحول الى آلة للشواء . إلا انه بقي مستلقيا إلى أن ندت منه حركة بسيطة فرفع رأسه وتطلع الى خزانة الفراش التي سمع من داخلها صوت مخنوق يشبه صوت تكسير حبة لوز. " لقد عاد" . تبا! لن يحتمل الاستمرار في مطاردة ذلك الصغير ، في المرة السابقة فشل فشلا ذريعا في التخلص منه . حقا لديه إصرار وعزيمة يعجز عنها بنو البشر . هذه المرة عليه أن يقضي عليه بعيدا عن استخدام اللاصق او السموم . كل ما يحتاجه هو أن يضع نفسه مكان ذلك العدو الصغير ويفكر بطريقته من منطلق أن الفئران تعيش في قبائل وعشائر لها قانونها الخاص ولديها رجال امن وانتحاريون يتطوعون للتضحية بأنفسهم من اجل الآخرين . ولكن هذا الصغير ما يزال طفلا لا يمتلك مهارات الكبار ولكنه بالطبع يمتلك غريزة البحث عن الطعام مهما كان مقدار الخراب الذي سيسببه عند البحث في أملاك الآخرين . إذن لا بد من مفاجئته. مرة أخرى سمع صوت قرض وخربشة داخل الخزانة فوقف بسرعة واقترب على أطراف أصابعه ووضع أذنه على باب الخزانة وأصاخ السمع ، الصوت واضح الآن تماما، حاول تحديد المكان بدقة ، انتظر لحظات ثم فتح الباب بقوة عنيفة فانخلع الباب من مفاصله ووقع على الأرض بصوت مدوي في الوقت الذي لمح فيه شيئا صغيرا بلون الفراش تقريبا كأنه خيال او طيف يقفز من زاوية إلى أخرى ثم يختفي. لو لم يلمح ذلك الشيء لأقسم بأنه لا وجود له على الإطلاق . لم يصدق عينيه أن كل هذه الكومة من الأقمشة والخيطان والصوف والقطن المتناثرة هي من صنع ذلك الصغير. كل الفرشات والأغطية والمخدات ممزقة ، سحب إحدى المخدات ورماها إلى الوراء ثم مد يده ليزيح لحافا من مكانه.. وفجأة انطلق ذلك الشيء بسرعة عجيبة إلى الخارج ثم اختفى وراء مكنسة مصنوعة من القش تقف بجانب باب المطبخ بسرعة انطلق نحوها ثم ركلها بقوة فسقط منها الفأر الذي انطلق عائدا مرة أخرى نحو الخزانة ثم اختفى . هجم على الفراش وبدأ يخرجه من الخزانة ويبعثره في كافة أنحاء الغرفة. ثم أزاح الخزانة إلى الأمام ونظر ورائها في نفس اللحظة التي قفز فيها الفأر الصغير إلى الأرض مرة أخرى واختفى بعد أن كان متعلقا على خلفيتها المصنوعة من الدكت وتوجه إلى المطبخ حيث اهتزت الممسحة الموضوعة بجانب جرة الغاز التي اقترب منها وأمالها للأمام قليلا فانطلق الفأر من ورائها وانسل عائدا إلى الصالة واختفى هناك . عاد يجوب المكان بعينيه اللتان بدا فيها التصميم و ... الشر . " يا أنت يا أنا " فكر وهو يدور حول نفسه ويتطلع الى أرجاء بيته الصغير المكون من غرفة صغيرة والمساحة التي يقف فيها الآن او ما يسميه الصالون والمطبخ الصغير. البيت ضيق كأنه زنزانة ، أعطاه ذلك دفعا لمواصلة القتال وازداد عناده فحمل المكنسة واتجه ليلبس حذاؤه الذي كان قد وضعه قرب باب البيت ، وما إن وضع قدمه داخل فردة الحذاء حتى قفز الفأر من داخل الفردة الثانية ولمس ساقه العارية بشكل مباغت فتراجع الى الخلف بحركة مفاجئة وتزحلقت رجله الأخرى فوقع على ظهره وهو يصرخ باشمئزاز وأفلتت المكنسة من يده . هاجمه شعور بالإحباط وأحس انه إنسان معثور الحظ يلاحق حيوانا بائسا يشاركه شقاؤه . لم يدر ماذا يفعل ، لقد رفض العمل في الحقل في هذا اليوم بالذات لشدة الحر وليريح جسده المنهك من العناء المستمر والذي زاده الفأر تفاقما . وقف بصعوبة وهو يضع يده على ظهره الذي آلمه كثيرا وخرج الى الحمام الذي يقع في الخارج بجانب البيت كغيره في معظم بيوت القرية وعندما انتهى رجع الى داخل البيت وأغلق الباب الذي تركه مفتوحا عل الفأر يخرج من بيته ومن حياته بهدوء . انه يعلن الآن انتهاء حالة العداء ويدعو الله أن يهدي الفأر ويلهمه مغادرة البيت بلا رجعة في هدنة دائمة. في تلك الليلة لم يجد النوم الى جفونه سبيلا ، بقي يتقلب في فراشه حتى ساعة متأخرة من الليل ، ذهب الى الحمام وافرغ ارقه هناك وعاد الى فراشه على الأرض وقبل أن يصله غاصت قدمه بكتلة من القطن والتي أحس بها جامدة أكثر من اللازم ودون أي اهتمام استغرق في نوم عميق. عند الظهر فتح عينيه ليطالعه القطن الذي بعثره بالأمس مع كتلة غريبة بعض الشيء مد يده يتحسسها ثم انتفض فجأة وابعد يده كمن مسته الكهرباء . كانت أحشاء الفأر تخرج من بطنه في مشهد مقزز واختلطت دماؤه مع القطن الذي اصطبغ باللون الأحمر. لقد انتهت المعركة وقتل الفأر ، شعر بامتعاض وبمرارة لأنه خسر – خسر راحته وفراشه وربح الفأر الذي مات بهدوء وسلام ودون خسائر بعد أن سبب كل تلك الفوضى .مات دون أن يتنازل عن حقه في حصوله على الطعام ودون أن يرفع راية الاستلام . الشيء الوحيد الذي لم يعرفه أن حظه العاثر أوقعه بالصدفة كي يموت تحت نفس الحذاء الذي استخدمه كمخبأ والذي داس عليه في الليل دون أن يعرف صاحبه ذلك .

سمير الاسعد - فلسطين







  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عندما تأتي بقربي مع سيدة الغناء ام كلثوم سوسن سيف النصوص المفتوحة 15 02-27-2014 10:14 AM
الرحلة فتحية الحمد إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 8 11-08-2012 09:02 AM
صدفة شجن .. حياة شهد قصيدة النثر 10 02-10-2012 08:17 PM
بلا عنوان...و البقية تأتي نيروز عبدالناصر الزريقي إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 2 02-06-2011 10:04 PM
مليكتي تأبى القيود محمد الموسوي شعر التفعيلة 7 07-27-2010 06:20 AM


الساعة الآن 04:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::