أيّها العام..
ألم أخبرك ألّا تبعث في جيوب أيّامك حزنا؟
ألم أوصيك ألّا تفتح قوارير أحلامي لتتطاير مع رياح الغربة؟
ماذا لو تركت الحبّ يصطاد الأمل من بين عيون الزّمن..
الذي خبّأه في الأحداق من غيرة الحزن وثرثرة الوهم؟
أنظر لأعوام الرّبيع التي كانت هنا يوماً...
تمتطي السّعادة فيفيض منها على القلب أزهار الشّوق. .
وتتفتّح بين الضّلوع أخاديد الورد..وتتبسّم أفواه العصافير للحظة اللقاء..
أيّها العام..
ولأنّك أتيت تحمل من الحكايا ما أنقّب به بين طيّاتها المواويل..
وأقتنص فريسة لي من الحكايا العبقة..وأغيّر عنوان بريدك المرسل...
لأمسح عن وجه وطني وشاح الكآبة..
سأراوغ تمتماتك المبهمة ..
وأفكّك شيفرة الوجع..
وأكسر طلاسم العقوق التي عقدتها في جبينك..
حينها لن تقدر على طاقتي ولن تكسر إرادتي..
لأنها باختصار ...
قد شربت من أوردة هويّتي..
وارتوت من جنسيّتي..
التي لن يمحوها التاريخ ولو جئت لنا بألف عام....
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
كم من حرف يتفلّت من بين أنامل القدر، ليكتب على ستائر النّور عنوانه..
كم من ورقة فاضت بدمعها حبراً تكتب بجوار القلب صبراً..
كم من قلم عصاني وهو يتدحرج بين أفواه كلمة،
وعلى لسان الدّقائق التي تلمع الثواني به انتظاراً..
أنكتب للغيوم ضباباً ليخفي جراحات القمر، بانتظار مسامرة النّجوم في ليل راود فيه السّواد حضوراً، أم نرسم في السّماء بدراً، يفجّ الدّجى وهو يقف عند فوّهة القلم..؟؟؟!!
سنراود القلم وسنراود الحرف، ونكتب من القلب روحاً تتنفّس الأمل..
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
كم أعشق المطر..
وحبات النّدى بين ضلوعه تتدثّر
كم أنتظره وهو يتقاسم الغيوم رذاذا على البشر..
أشتاقه، لتتخلّص الأرض من صراخها ..
تنادي المطر لتدحر كآبة العطش..
أعشقه إذ تتفتّح أكمام الورد ويزهر الوطن..
ويجدّد العهود من وجوه العابرين..
بمسحة أمل وبسمة فجر أزاح عن عينيه وشاح الخفر ..
جفّت الأرض من أفواه البشر، بعد أن قذفوا العار والظّلم ببن ذرّاتها اليتيمة، وهي تنتظر المطر ...
لتستشهد الأرض لربّها بين ذرات الدّعاء وهي تناجي أبواب القدر، وأنتظر المطر عند أقدام الشّجر، عند أقدام الزّيتون والنّخيل الباسق كي تصمد الأرض بكل حجر..
وأنتظر المطر ليغسل غبار الزّمن، الذي أنجبته أنياب الرّياح على خدود المكان في آخر الليل..
وهو يودّع الشّمس في المغيب..
وأعشق المطر ليغسلني طهرا من آثام الورى ، ويسقي روحي من طول السّهر...
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
ما الأمل إلا شهقة ضوء توضأت ذات مساء في محراب الإرادة
لتخرج قطوفه من بين أنامل النور..
هو ما يدفعنا نحو الرحيل عن شرفات اليأس ويئد خيوط القنوط عند أول الفجر..
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
حالتان تختلّ فيهما الأبصار
الخوف والحب
الأول يسلبنا الرؤية الإيجابية
والثاني يسلبنا الرؤية السلبية
.
.
مساحة صافية ينساب فيها النبض انسياب المياه العذبة
أتابع بشوق
الله الله عليك أستاذتنا الكبيرة أ.هديل الدليمي على عذوبة هذا المرور وبصمة قلمك الماتع ، وتكفيني روحك العطرة أن تضع أنفاسك في هذا المكان، ولي الشرف الكبير متابعتك المشجعة ودفق قلمك الرشيق..
دمت حبيبتي بألف خير ودام ضوؤك يشرق بين السطور..
حفظكم الله ورعاكم ودمتم بصحة وعافية
باختصار ...
أفتّش عن شمعة بين أنامل الليل..
لا تتقن إلا الصّمت في رحم النّور...
ولا تذوب إلّا احتراقا على صدر الكلام...
فالكلام اليوم مستحيل....
بعد أن نامت الأصوات في حلب وفي بغداد وفي بيروت...
ودمعي يأبى الرّحيل أو الاختباء بالأحداق..
أو التقاط الضّوء والصّور..
فهو من سنين يداعب العمى بالأهداب..
عجبا لمن يرى !!!
كيف يرى وماذا يرى..والوطن سليب...!!؟
والورى تحت الثّرى حريق..
والشّجر والحجر والقمر من زمان في سجود..
يتفاوضون ..أين الطّريق؟
لأمسح عنه ملامح العابرين ..
من خطاهم الثّقيلة...
وأرسم وجهي على صفحة الرّمال بين ذرّاته الشّريدة...
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
لملمي أشلائي كي تقرأيني قراءة جرح نازف..
تلك التي توحي بتعاويذ لفكّ شيفرة جفائك..
إقرأيني وشيّدي فوق إسمي كل معاني الجراح..
واجعليني من اللقاء تعويذة للشّوق والرّوح..
إفتحي صفحات نبضي وسطّري بها أحلامي بجنون..
ما عاد يسعفني العزوف أو التّغريد..
فسّريني كمعادلة ناقصة أو خاسرة..
لتستحوذ على أسرار وحيك وتفهم لغة بوحك..
أكتبيني في قاموس الأموات لأبقى ذكرى خالدة ..
تتطايرني النّسمات لتلامس عزفك..
لربما أشعلت من الرّماد شموع أوراقي المتساقطة على رغامة الوداع..
لتحيى غصوني في موسم حصاد..
يا لك من نبع مسرّة ..
كلما اختليت بالذّكرى فاض الحنين ببسمة ربيع مخضرّة..
أنت وفقط أنت بوصلة قدري..
ومبعث معراجي نحو صفاء الرّوح ونقائها..
بعثريني إن شئت أشلاء على طهر من السّماء واجبليني من طينة نورك ..
لتمسحي عنّي ظنوني بجفائك..
فما أنت إلا وحي حروفي وانبثاقاً للمعاني النّقية ..
فاسعفيني بلقائها لأكون بقربك وامكثي عند ظلالها..
ستجدين روحي على السّطور ..
تمدّك وصفاً بملائكيّة التّعابير وبياض الحرف...
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية